رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دافع عنه أنيس منصور وجُمعت توقيعات لإزالته مرتين.. السر وراء تمثال شامبليون

تمثال شامبليون
تمثال شامبليون

يثار الجدل حول تمثال شامبليون المبني أمام جامعة السوربون في فرنسا، بعد الصورة التي ظهر بها والتي دفعت الكثير للمطالبة بإزالته، بالرغم من وجوده في قلب العاصمة باريس بعيدًا عن مصر.

التمثال يعود إلى عالم الشرقيات "فرانسوا شامبليون" ويظهر وهو يضع قدمه على رأس أحد الفراعنة المصريين وهو الملك تحتمس الثالث، سادس فراعنة الأسرة الثامنة عشرة، وهو ما أثار غضب المصريين.

تمثال شامبليون المسيء

وعلى الفور تصدر هاشتاج "إزالة تمثال شامبليون" للمطالبة بهدم التمثال باعتباره يمثل إهانة للمصريين والرموز الخاصة بهم، فيما أعرب الدكتور سعيد البطوطي، المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية، عن غضبه بشأن الصورة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتمثال شامبليون.

تمثال شامبليون يعد تمثالًا رخاميًا نفذه عالم فرنسي يدعى "فريديريك أوجست بارتولدي"، ويجسد شخصية عالم الشرقيات الفرنسي شامبليون يقف بقدمه اليسرى على رأس فرعوني وتم عرضه المرة الأولى في حديقة "Parc Egyptian" التي أنشأها عالم المصريات الفرنسي أوجست مارييت.

ولكن لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن تمثال شامبليون ولكن سبق وحدث ذلك في العام 2018 ودافع عنه الكاتب أنيس منصور، فما قصة ما حدث وقتها وكيف تفاعل المصريون مع الأمر؟

ظهور تمثال شامبليون للمرة الأولى

في العام 2018 كانت المرة الأولى التي يظهر فيها الجدل حول تمثال شامبليون، ولكن بشكل أعنف تلك المرة، حيث ظهرت حملة شعبية من المصريين تطالب بإزالة تمثال عالم المصريات الفرنسي.

ولم يقف الأمر عند المطالبات ولكن بدأ تجميع توقيعات من قبل مثقفون على عريضة باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية من أجل الاهتمام بمطلبهم بشكل عالمي، بل ووجهت العريضة إلى الرئاسة.

وفي الوقت نفسه ظهرت جبهات أخرى تطالب بألا يأخذ الموضوع أكبر من حجمه، بدعوى أن دلالات التمثال في فرنسا تحتلف عن دلالته في مصر، ولا يوجد أي تعمد للإهانة للرموز المصرية.

عريضة لإزالة التمثال

وكان نص العريضة: "نحن حزانى لهذه الإهانة لمصر وحضارتها، ولم نكن نعلم بوجود مثل هذا التمثال على سطح الأرض، وهل لكم أن تتخيلوا أن يحدث ذلك في فرنسا. وإذا كان المبرر أن ذلك كان تعبيرًا عن قيام شامبليون بفك أسرار الحضارة المصرية، وهو أمر لا يشكك فيه أحد، كما أن مصر اعترفت له بهذا الإنجاز، وأكرمته كما يجب. لكن ألم تجد فرنسا طريقة أخرى لتكريم عالمها سوى عرضه بحذائه على رأس فرعون مصر؟".

وأبدى وقتها علماء المصريات والآثار في مصر عن غضبهم، تنديدًا بذلك التمثال ودعم مطالبات إزالته، وانقسموا بين مؤيد لفكرة إزالته وبين من يرى أنه لا دلالة لذلك التمثال وتم بناؤه ليس بغرض إهانة رموز مصرية.

روايات عن التمثال

ووقتها ترددت عدة روايات عن قصة ذلك التمثال، من بينها ما قاله الفنان المسرحي الذي أقام في باريس لمدة 30 عامًا هشام جاد، وقال إن هناك فيلمًا تسجيليًا يتم إعداده في باريس يخص فضيحة عن الحضارة المصرية باسم "فرعون في السوربون".

ويتم فيه الاستعانة بذلك التمثال وهو يقف بقدمه مرتديًا حذاءه، على رأس تحتمس الثالث، أحد ملوك مصر الفرعونية، وأن بناءه كان بأمر من الخديو إسماعيل بإنشاء تمثال باسم الحرية لمصر من الفنان "مارتل دي".

وطالب وقتها مارتل أن يكون تكلفة نقل التمثال 6 آلاف دولار، إلا أن الخديو رأى السعر مبالغًا فيه وبالتالي رفض دفعه، لذلك قام "مارتل" بصناعة ذلك التمثال المهين نكاية في الخديو في فرنسا، وقام بإنشاء تمثال الحرية الأمريكي الشهير في أمريكا، وقيل إنه يجسد فلاحة مصرية تطالب بالحرية.

ما سر الحذاء؟

وبالرغم من الجدل الذي أثاره التمثال إلا أن الكاتب المصري أنيس منصور دافع عنه، حيث قال في مقالة له أثناء إحدى الموجات الجدالية التي ظهرت تطالب بإزالة التمثال: "الحذاء في فرنسا لا يلقى الاحتقار ذاته في مصر، كل هدايا عيد الميلاد توضع في حذاء بابا نويل، الحذاء دليل قوة عند الفرنسيين، والمقصود من التمثال أن شامبليون تمكّن بقوة من معرفة كل شيء".