رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تنجح الاستفتاءات الروسية فى تقسيم أوكرانيا إلى الأبد؟

تقسيم الاراضي الروسية
تقسيم الاراضي الروسية

رغم النجاحات التي حققتها القوات الأوكرانية، خلال الفترة الماضية، إلا أن وتيرة الإعلان عن استفتاءات الانضمام لروسيا في المناطق الواقعة تحت سيطرة الدب الروسي تتزايد بشكل ملحوظ، وتنظم خيرسون- جنوب أوكرانيا- الخاضعة لسيطرة القوات الروسية، استفتاء حول الانضمام إلى موسكو من 23 سبتمبر حتى 27 من الشهر نفسه، بالإضافة إلى إعلان الأراضي الانفصالية الموالية لروسيا في "دونباس" تنظيم استفتاء مماثل في الفترة نفسها، واتفق دينيس بوشلين وليونيد باسيتشنيك، رئيسا جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين اللتين اعترف بهما الرئيس الروسي كدولتين مستقلتين قبل بدء الحرب ضد أوكرانيا مباشرة، على خطط متزامنة للتصويت على الانضمام إلى روسيا.


استفتاءات روسيا

بحسب تقرير لوكالة "رويترز"، أعلن المسئولون عن إدارة منطقة لوهانسك الشعبية في أوكرانيا عن إقرارهم لقانون بشأن إجراء استفتاء للانضمام إلى روسيا، ونشر القانون على الموقع الرسمي للجمهورية، لكنه لم يأت على ذكر موعد إجراء التصويت، وكانت خيرسون المطلة على البحر الأسود أول مدينة أوكرانية رئيسية تسقط في أيدي القوات الروسية، وقد لعبت دورًا حاسمًا في سيطرة تلك القوات على مناطق جنوب أوكرانيا، فيما تمكنت من السيطرة على كامل منطقة لوهانسك في مطلع يوليو الماضي بعد معارك ضارية في شرق البلاد، كما أصدرت السلطات الموالية لموسكو في منطقة زابوريجيا جنوب شرقي أوكرانيا، قرارا بالاستعداد لإجراء استفتاء للانضمام إلى روسيا في أغسطس الماضي، وكما أكدت وكالة الإعلام الروسية للأنباء إن هناك استفتاء في الجزء الذي تسيطر عليه روسيا من إقليم زابوريجيا الأوكراني، لضمه إلى روسيا في الأيام المقبلة.


رد أوكراني


من جانبه، رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاستفتاءات الروسية وحذر قائلًا: "إذا مضت موسكو في إجراء استفتاءات في المناطق التي تسيطر عليها قوات موالية لها، فلن تكون هناك أي محادثات مع أوكرانيا أو حلفائها الدوليين"، مضيفًا، إذا استمر المحتلون في المضي على طريق الاستفتاءات الزائفة، فإنهم سيغلقون أمام أنفسهم أي فرصة لإجراء محادثات مع أوكرانيا والعالم الحر، وهو ما سيحتاجه الجانب الروسي بوضوح في مرحلة ما".


رد روسي عنيف

من جانبه، قال الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إن مثل هذه الاستفتاءات ستغير مسار التاريخ الروسي وتتيح للكرملين المزيد من الخيارات للدفاع عما قال إنه سيصبح أرضا روسية، موضحًا أن التعدي على الأراضي الروسية جريمة تسمح باستخدام جميع قوات الدفاع عن النفس وهذا هو سبب خوف الغرب من الاستفتاءات.


تقسيم أوكرانيا

في السياق ذاته، يرى مراقبون أن روسيا تعمل على تغيير الديمجرافية الاجتماعية والسياسية للمناطق الواقعة تحت سيطرتها وإنشاء بيئة تؤيد موسكو بشكل كامل، بهدف إحكام سيطرتها على الساحل الأوكراني بشكل كامل، مؤكدين أن الأمر ليس صعبًا على روسيا، حيث إن معظم المدن المستهدفة تعتبر تاريخيًا جزءا من روسيا، مشيرًا إلى أن الأمر ليس بجديد فقد تكرر من قبل في ضم شبه جزيرة القرم عام 2014.


إلا أن المراقبين أكدوا أن تقسيم أوكرانيا وإضعافها أحد أهم الأسباب وراء عمليات الاستفتاءات التي تجريها روسيا وأن الخطوة المقبلة ستكون "أوديسا" العاصمة الساحلية لأوكرانيا والتي تساهم بما يصل إلى ربع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

 

فيما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، إن بلاده تمضي قدمًا في مد أوكرانيا بالأسلحة، لافتًا إلى أن الدعوة للاستفتاء في مناطق أوكرانية غير قانونية.

 

وأضاف ماكرون: " فكرة إجراء روسيا لاستفتاءات على ضم أراضٍ أوكرانية تثير السخرية"، بحسب ما أوردته قناة العربية.

 

وتابع الرئيس الفرنسي: "المجتمع الدولي لن يعترف بنتائج الاستفتاءات في أوكرانيا".

 

فيما قال المستشار الألماني أولاف شولتس، إنه لا يمكن قبول الاستفتاءات الروسية لضم أراضٍ أوكرانية.