رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مقتحمة المصرف اللبنانى لـ«الدستور»: أفكر فى العودة مرة أخرى لأخذ أموالى

سالي حافظ
سالي حافظ

"الله لا يؤذى أحد ولا حد يشوف ما رأيناه"، بتلك الكلمات بدأت سالي حافظ الفتاة اللبنانية التى اقتحمت المصرف الأسبوع الماضى وكانت الشرارة الأولى فى سلسلة اقتحامات المودعين للمصارف اللبنانية لصرف مستحقاتهم المادية، حوارها الأول للصحف المصرية. 

وكشفت "حافظ"، فى تصريحاتها لـ"الدستور"، عن خطتها الفترة المقبلة لاسترداد باقى أموالها المتبقية لدى المصرف وقدرها 6 آلاف دولار، مشيرة إلى أنها تفكر فى كيفية الوصول للمصرف لاستكمال علاج شقيقتها من السرطان. 

وأكدت حافظ أنها امرأة لا ترضح للظلم ولا تقبل بالفتات، فهى بنت ثورة 17 تشرين وما قبلها، مستدركة: “أنا إنسانة متمردة إنسانة بشجع الإنسان على الانتفاضة وأخذ حقوقهم كاملة، خاصة أن لبنان الآن لا توجد به سلطة حقيقية تساعد المواطنين على أخذ حقوقهم، فقط لبنان به مافيات وعصابات تسيطر على المصارف”.

وأشارت إلى أنها حاولت بطريقة هادئة وبالتفاهم استرداد أموالها لكن دون جدوى، ولذلك قررت قبل عملية الاقتحام بيوم واحد أن تستعمل القوة مع البنك، حتى تأخذ حقها خاصة أن شقيقتها كانت تعانى وحالتها الصحية كانت صعبة للغاية، وكانت تتراجع يوميا.

وأكدت حافظ أن الخوف عدو الإنسان، ولذلك أقدمت على تلك الخطوة عقب التفكير لأكثر من مرة بالخطوط العريضة مثل كيفية الدخول والخروج، مشددة على أنها لم تتردد أبدا، وكان هدفها الرئيسى هو سحب أموالها كى تعالج شقيقتها، وبالفعل دخلت وأخذت جزءا من أموالها وخرجت، وتحاول الآن أخذ باقى أموالها ولن تتردد في العودة مرة أخرى للمصرف.

وحول وضعها وقت الاقتحام وتهديد الأهالى، أكدت حافظ أنها أبلغت المتواجدين بالمصرف بأنها لن تؤذى أحدا، قائلة: "هم أهلى وناسى ولن أؤذى أحدا منهم، أنا هدفى سحب أموالى فقط، وحاولت طمأنة الأهالى وأبلغتهم بأنى سأسحب أموالى ولو استطعت سحب أموال أكثر سوف أتقاسمها معهم".

وأشارت إلى أن العاملين بالبنك لم يتعاملوا معها بالقوة، بسبب وجود المسدس البلاستيك معها، مشيرة إلى أنه من الطبيعي أن كل موظف منهم يمتلك أسرة وأطفالا ولا يريد أن يتأذى ولن يقاوم، خاصة أنها ألقت على الأرض مادة البنزين المخلوطة بالمياه حتى تفوح الرائحة فى المكان.

وأشارت حافظ إلى أنها الآن متواجدة فى منطقة بعيدة عن بيروت وكانت ممتنعة عن وسائل التواصل الاجتماعى والإرسال، مؤكدة أنها الآن مطمئنة على شقيقتها فهي بيد أمينة.

وعن تعاطف الكثيرين معها وتكرار ما فعلته من قبل المودعين، قالت حافظ إن إحساسها لا يوصف، فالكل تعاطف مع الحق، متابعة: "هذا التعاطف الكبير أعطانى جرعات من الأمل والتفاؤل، بشكر كل من تواجد بجانبى بشكر كل من تعاطف معى".

وتابعت حافظ حديثها قائلة: "أنا أتمنى أن أسكن بخيمة وأشرب من مياه الساقية وآكل خبزا معفنا وأختى تكون بخير وسلام، لم أستطع أن أراها تتألم، لم أستطع رؤية دموعها، أريد أن تكون أختى بخير، ولا أريد شهرة ولا غيره أنا أريد صحة أختى فقط وعلاجها وتكون بخير وتربى بنتها ذات الثلاث سنوات".

وأشارت حافظ إلى أن ما أقدمت عليه ليس سهلا، فجاء هذا الحل بعدما وصلت لفكرة الانتحار، ولكن فجأة جاء نداء إلهى بأن تقف بجانب شقيقتها ومحاولة علاجها ولذلك قررت اقتحام المصرف.

سالى حافظ توجه عدة رسائل خلال حوارها لـ"الدستور"

ومن خلال "الدستور"، وجهت حافظ عدة رسائل، أولها كان للقضاء اللبنانى، قائلة: "أعرف أن بكم ناس صالحين والنسبة القليلة هم من يشوهون القضاء، أتمنى ما تكونوا راضخين، حتى الاعتكاف الخاص بكم، أتمنى أن يوقف هذا الاعتكاف وتتضامنوا وتتعاملوا من باب الإنسانية وباب الحق، وخاصة أن كل شخص راح للبنك هو بيحصل على حقه وماله، عكس اللص الذى يأخذ ما ليس له، أنتم أكثر ناس لازم تقفوا بجانبنا ولا تعطو أوامر بتوقيف أو حبس أى شخص حاول يأخذ حقه". 

كما وجهت رسالة للمودعين قائلة: "بشجع كل المودعين اللى وصلوا لمرحلتى أو مرحلة تشبها اذهب واسترد أموالك، بعرف أن هذا قد يجعلنى أواجه تهمة التحريض على العنف ولكن فكرة أخذ الحق بالقوة أفضل من فكرة الانتحار وأفضل من أن أرى أحد أفراد أسرتى يتعرض للموت والهلاك".

وحول توجيه رسالة للحكومة والسلطات اللبنانية، قالت حافظ لا أريد أن أوجه لهم أى رسالة خاصة أننا منذ ثورة تشرين نرسل لهم الكثير من المطالب والرسائل وأبسط حقوقنا ولكن دون جدوى فهم أذن من طين وأذن من عجين".

كما وجهت حافظ رسالة للمسئول الذى طالب بالتعامل مع الحالات التى تشبه حالتها كونها حالات سطو مسلح تمس هيبة الدولة، قائلة: “هل مشهد امرأة عجور تأكل من القمامة وهي تملك 100 ألف دولار من البنك لكنها لا تستطيع صرفها مشهد لا يمس بهيبة الدولة، هل حمل شقيقتى يوميا والنزول على الدرج لأنه لا يوجد كهرباء فهى مسروقة، بجانب سرقة دواء السرطان من داخل وزارة الصحة لا تمس بهيبة الدولة، هل مشهد وفاة أطفال لأنه لا يوجد دواء لارتفاع الحرارة عمرهم عامين وثلاثة لا تمس بهيبة الدولة، هل مشهد قارب الهجرة غير الشرعية قارب الموت وهو يغرق وعدم انتشال جثث الضحايا لشهور لا يمس بهيبة الدولة، ولكن للأسف لم نر أبدا ولا حالة من هؤلاء تعاطفتم معها أو كان لها ردة فعل لكن أخذ المودعين لأموالهم للعلاج وللأكل وسد الاحتياجات الضرورية للحياة هى فقط ما تمس هيبة الدولة”.