رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الموارنة والملكيين يحتفلون بعيد القدّيسة صوفيا وبناتها الشهيدات

الكنيسة
الكنيسة

يحتفل موارنة مصر اليوم، بعيد القدّيسة صوفيا وبناتها الشهيدات، وقالت الكنيسة: «ولدت صوفيّا (الحكمة) في إيطاليا. وعاشت وثنيّة. تزوّجت ورُزقت ببنات ثلاث دعتهنّ أمانة ورجاء ومحبّة. ترمّلت باكرًا واهتدت إلى الإيمان المسيحيّ فاعتمدت هي وبناتها بعدما زرعت في قلوبهنّ حبّ المسيح وحبّ الرسالة المسيحيّة. فرحن جميعًا يبشّرن بالمسيح إلى أن أمسك بهنّ الملك أدريانس. وبعد أن تملّقهنّ محاولاً حثّهنّ على نكران المسيح وعبادة الأصنام، ولم يجد عندهنّ آذانًا صاغية، عندئذٍ أمر بقتل «أمانة» البكر، وهي بعمر 12 سنة، لعلّ البقيّة يرتعدن ويرتدَّنَّ فظللن ثابتات إلى أن لاقين المصير ذاته، بعد عذاب وحشيّ. فنلن الشهادة عام 138».
وشاركت كنيسة الروم الملكيين، الكنيسة المارونية بنفس الاحتفال، وتعليقا على الأمر قالت: « صوفيّا، أي الحكمة، وبناتها الثلاث، ومعنى اسمائهن الإيمان والرجاء والمحبة، قد استشهدنن على ما يظن، في روما على عهد الامبراطور ادريانوس».
وبهذه المناسبة قالت الكنيسة في عظتها الاحتفالية: « لا يجوز أن ننسى أنّ نزاهة العمل مبنيّة على المحبّة... لا يمكن أن يقتصر الإنسان على القيام بأمور وعلى صناعة الأشياء. فالعمل يولد من المحبّة، ويُظهِر المحبّة، وينتظم في المحبّة. نعرف الله ليس فقط في المشهد الّذي تقدّمه لنا الطبيعة، بل أيضًا في خبرة عملنا وجَهدِنا. وهكذا يكون العمل صلاة وفِعل شُكر، لأنّنا نَعلَم أنّ الله هو مَن جَعَلَنا على الأرض، نَعلَم أنّه يُحبّنا وأنّنا وَرَثة وُعودِه. فَمِن الصَّواب أن يقول لنا: "فإِذا أَكَلتُم أَو شَرِبتُم أَو مَهما فَعَلتُم، فَافعَلوا كُلَّ شَيءٍ لِمَجدِ الله" 
إنّ العمل المِهَنيّ هو رسالة أيضًا، وفُرصَة لتقديم ذواتنا للآخَرين لِنُظهِر لهم الرّب يسوع المسيح ونقودهم نحو الله الآب، وما هذا سوى نتيجة المحبّة الّتي ينشرها الرُّوح القدس في نفوسنا. في التوصيات الّتي يعطيها بولس لأهل أفسس، حول كيفيّة ظهور التغيير في ارتدادهم...، نجد هذه التوصية: "مَن كانَ يَسرِقُ فلْيَكُفَّ عنِ السَّرِقَة، بلِ الأَولى بِه أَن يَكُدَّ ويَعمَلَ بِيَدَيه بِنَزاهة لِكَي يَحصُلَ على ما يَقسِمُه بَينَه وبَينَ المُحْتاج".  

يحتاج الإنسان إلى خبز الأرض ليتغذّى، كما يحتاج إلى خبز السماء ليُنير ويُدفئ قلبه. فباستطاعتكم بل عليكم أن تحقّقوا هذا المبدأ في عملكم، وفي المبادرات الناتجة عنه، وفي أحاديثكم، وفي علاقاتكم.
إن عملنا بهذه الرُّوح، تصبح حياتنا سابقة لمجد السماء، لهذه الشراكة مع الله ومع القدّيسين حيث لا يسود سوى الحبّ والسخاء والأمانة والصداقة والفرح، رغم محدوديّتنا الخاصّة في الحالة الدُنيَويّة. تجدون في أعمالكم المهنيّة العاديّة، المادّة الحقيقيّة، الثابتة والصلبة، الّتي تسمح لكم بتحقيق كلّ حياكم المسيحيّة، وبتفعيل النعمة الّتي تأتينا من الرّب يسوع المسيح.