رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الادب العالمى

«كونو فالوف».. قصة مكسيم جوركى خذوا الحكمة من أفواه المشردين

جوركى
جوركى

"كونو فالوف".. هى واحدة من القصص البديعة للكاتب الروسى الكبير مكسيم جوركى، والتى رصد فيها حالة شخص يحمل اسم كونوفالوف، ذلك الرجل الذى قرأ اسمه فى صفحة الحوادث بعد أن مات منتحرًا فى أحد السجون، فأخذنا “جوركى” إلى الماضى بطريقة ليحكى لنا عن ذلك الشخص الذى ربطته به علاقة وطيدة حين كان “مكسيم” عاملا فى إحدى أفران الخبز فى بلاده ،حيث كان يعمل صبيا لهذا الرجل المكلوم، الذى يعد نموذجا للشخصية المهمشة فى روسيا بعد أن عانى من ويلات الفقر والجهل والعذاب لصالح قلة تنعم بكل أنواع الرفاهية على حساب السواد الأعظم من الفقراء والمعدمين.

تفاصيل القصة 
تبدأ أحداث النوفيلا التى كتبها مكسيم جوركى حين كان جالسا فى الصباح يطالع الصحف فقرأ خبر انتحار شخص يدعى كونو فالوف فى محبسه، مما استدعى دهشته ثم ذكر مكسيم انه كان يعرف هذا الرجل حين كان صبيًا يعمل فرن للخبز تقبع تحت الأرض دون تهوية جيدة، هى نفس الفرن التى حكى عنها مكسيم جوركى فى قصته ستة عشر رجلا وامراة واحدة. 

“مكسيم” كان يعمل مساعدًا لخباز يحب الموسيقى فيتخيلها فى أذنه فيقوم يتمزيق العجين وبعثرته، مما دفع صاحب الفرن إلى طرده بلا رجعة فاستبدله بشخص رث الثياب  يعاقر الخمر له لحية حمراء كثيفة وعينين زرقاوين غاضبتين، كان اسمه “كونوفالوف” وفى الحقيقه كان الرجل خبازا ماهرا  رغم تركيبته الغريبة. 

ونشأت علاقة ود بين بافلوف وصبيه مكسيم بدأت حين طلب منه أن يكتب خطابًا لصديقته التى تعمل فى أحد بيوت الدعارة والتى جمع المال وأرسله لها كى تتحرر، وكان له ما أراد، ولما قدمت إليه نفر منها لأنه لم يكن راغبًا فى الحب أو فى الزواج فاشتاطت غضبا ثم وبخته وانصرفت.  

كما حكى كونو فالوف لصبيه مكسيم عن علاقته القديمة بزوجة التاجر التى كان يعمل لدى زوجها فأحبته واتخذته خليلا فنفر منها وترك رغد المعيشة ليصبح متشردًا. 

وكان كونوفالوف يحب الاستماع الى القصص التى كان يرويها له مكسيم ليتضح لنا أنه رجل ذو رأى وفكر. 

وهنا ناقش مكسيم جوركى قضية فى منتهى الخطورة، وهى قضية فشل الانسان المشرد وهل ترجع أسبابها إلى فشل البيىئة المحيطة بالشخص أم إلى الشخص نفسه؟، وهى قضية جدلية بين علم الاجتماع الذى يقول إن الانسان وليد بيىئته وبين علم النفس الذى يقول إن الانسان مرهون بدوافعه ونوازعه النفسية. 

كان مكسيم المؤلف وبطل القصة يميل إلى رأى علم الاجتماع، بينما كان يميل شريكه فى بطولة القصة كونوفالوف إلى رأى علم النفس، حيث أرجع فقره وتشرده إلى نفسه ، لذا قال كونوفالوف، إن شقيقى ولد فى نفس البيئة واستطاع أن يكون نافعا وناجحا، يستمر الصراع الجدلى بين البطلين حول قضيتهم الشائكة فيقرر كونوفالوفترك المخبز ليسعى فى الأرض مشردا بلا هدف أو هوية، المدهش فى الأمر ان مكسيم الذى كان يخالفه الرأى أضحى مشردا يبحث عن خله الوفى ، الذى رأى فيه عصارة التجربة فى فهم الحياة ، غير أن النهايات لم تكن واحدة اضحى مكسيم جوركى كاتبا عظيما بينما مات كونوفالوف منتحرا فى السجن.

الهدف من القصة 
واراد مكسيم جوركى، أن يقول فى قصته كونوفالوف خذوا الحكمة من أفواه المشردين.