رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسائل شيخ الأزهر بالجلسة الختامية للمؤتمر السابع لزعماء الأديان فى كازاخستان

شيخ الازهر وحوار
شيخ الازهر وحوار الاديان

المجتمع الدولى أصبح يعانى من صمت العالم المتحضر الذى لا يبالى بالفقراء والبائسين

رسالة الأديان لن تبلغ هدفها ما لم يتحد أهلها على تنقية الشعور الدينى من الضغائن والأحقاد

شفاء البشرية من أمراضها الحـديثة لم يعد رهن التقدم المادى أو الرقى التكنولوجى

 

ثمّن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، القرارات والتوصيات التي خرج بها المؤتمر السابع لزعماء الأديان في كازاخستان، مؤكدًا أنها تمس الكثير من المشكلات التي يعاني منها المجتمع الدولي، نتيجة صمت العالم المتحضر بما يلحق الفقراء والبائسين، ومن لا حول لهم ولا قوة، من تجاوزات الطغاة والظلمة والمتغطرسين والمستكبرين في الأرض، مشددًا على أن رسالة الأديان لن تبلغ هدفها ما لم تتحد، وما لم يتحد أهلها، وما لم يكونوا قوة تعمل على تنقية الشعور الديني من الضغائن والأحقاد.

لا بد من توجيه النشاط الدينى فى الأديان المختلفة إلى الاتجاه الإنسانى بدلًا من توجيهه صوب الصراع بين الأديان

ودعا فضيلة الإمام الأكبر إلى ضرورة توجيه النشاط الديني في الأديان المختلفة إلى الاتجاه الإنساني، بدلًا من توجيهه صوب الصراع بين الأديان والمتدينين، بالإضافة إلى جمع المعاني الإنسانية السامية العامة في كل دين، وإذاعتها بمختلف الوسائل بمختلف اللغات، منوهًا بضرورة الاعتماد في نشر تلك المعاني العامة، على أسـاس عقلي محض، وحب للحقيقة، مع تجنب الاعتماد على وسائل غير بريئة في توجيه الاعتقـاد أو الإغراء به.

وتابع الإمام الطيب أنه على الرغم من اختلافه مع البابا فرنسيس "دينًا وعرقًا ولونًا وتاريخًا ووطنًا، وبالرغم من أن آراء متشددة هنا وهناك حاولت أن تعرقل، وما زالت، بل حرمت أحيانا مجرد التقاء شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الكاثوليكية، إلا أنهما حين اجتمعا شعر كل منهما بأنه يعرف صاحبه منذ سنين عدة، ثم التقت القلوب على المودة المتبادلة وعلى الصداقة والإخلاص، وكان توفيق الله تعالى كبيرًا في إتمام وثيقة الأخوة الإنسانية؛ لتتأكد النظرية التي يؤمن بها الأزهر دائمًا، ويدعو إليها في كل مكان".

الحضارات الإنسانية بحاجة إلى هدى السماء ونور النبوة وحكمة الكتب المقـدسة

وأكد فضيلة الإمام الأكبر أنه ممن يؤمنون بحاجة الحضارات الإنسانية إلى هدي السماء ونور النبوة، وحكمة الكتب المقـدسة، لافتًا إلى أن شفاء البشرية من أمراضها الحديثة لم يعد رهن أي تقدم مادي أو رقي تكنولوجي، بل هو رهن تقدم روحي أخلاقي، تمثل فيه الأديان حجر الزاوية، داعيًا الله العلي القدير أن يوفق الجميع للإسهام لما فيه خير البشرية وسلامها.