رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محاربات المرض اللعين: الجانب النفسي أهم من الدواء ونحتاج للدعم طوال فترة العلاج

بعض من محاربات
بعض من محاربات

على قدر الألم، يأتي العوض من الله، في أناس تساعدنا وتحسن من استقبالنا لقضاء الله وقدره، قد يكونوا ضمن الأهل وقد نجدهم بالصدفة في طريقنا وقد يكون الصاحب السند في المحنة أو شريك الحياة، وفي رحلة مريض الكانسر يجد منحنيات عديدة ما بين الصعود والهبوط في أوقات كثيرة يحتاج بالطبع من يسهل له الطريق ويفتح له أبواب الأمل من جديد، وحكايتنا اليوم مع محاربات المرض ومن يساندهم لنسلط الضوء على أن الدعم النفسي يعتبر نصف طريق العلاج.

انتى عاملة زي الطفل، جميلة جدًا، اعتبريها بداية جديدة، شكلك حلو فعلًا جدًا بهذه الكلمات ساهم فؤاد أحمد الذي يبلغ من العمر 41 عامًا في الدعم النفسي لزوجته السيدة فاطمة التي تُعاني من سرطان الثدي منذ عامين والآن هي في مرحلة ما بعد العلاج الكيماوي، حيث قال لها هذه الكلمة عقب سقوط شعرها، وأعطي لها على طبق من ذهب ثقة مجانًا في نفسها وتعزيز من حالتها.

تقول فاطمة:" أثبت لي حبه من خلال هذه المساندة بل وقابلت ذلك بالبكاء الشديد من كلامه،واكتشفت بالمرض بالصدفة من خلال ملاحظتي تغيير في الثدي وفسره الصيدلي على أنه تجمع وسيتم صرفه من خلال دواء بالفعل تناولت الدواء دون جدوى، ومن ثم أُصيبت بفيروس كورونا وهذا أدى لظهور المرض بشكل أكبر وبالفعل اكتشفت مرضي وعندما أبلغت زوجي قال لي:" قدر الله وماشاء فعل".

وفي سياق متصل قال فؤاد أحمد:"إن هذا الأمر قدر من عند الله، ولابد أن نصبر عليه وناخذ بالأسباب، بالإضافة إلى أن دورى الوقوف بجوارها، وترك أي شيء".

«التحقت بتخصص بايوتكنولوجي بجامعة النيل أملًا في إيجاد علاج نهائي للكانسر» هكذا كان تصرف الطالبة بالفرقة الثالثة بجامعة النيل أسماء مع والدتها المُصابة بالمرض منذ 7 سنوات، ففكرت أن يرافق الدعم النفسي لها الالتحاق بتخصص يستطيع أن يساعدها وأن تكون على دراية بحالتها عن قرب وفهم، وترى أن هذا رد جزء بسيط أمام تحمل والدتها الكثير في ظروفهم العائلية، قائلةً:" تستاهل أكتر من كده".

من أصعب المراحل التي مرينا بها هي الكيماوي هكذا عبرت أسماء عن مراحل العلاج مؤكدة أن النفسية مهمة للغاية في مراحل العلاج، فالكيماوي يعمل على سقوط الشعر والنفسية تكون تحت الصفر فيحتاج المريض من يكون بجواره ويهون عليه الأمر لكي يستقبل الأمر.

وقررت الابنة أن تلتحق بتخصص البايو تكنولوجي جامعة النيل لكي تدرك كل ما هو جديد في علاج المرض والأدوية المقررة وكافة هذه التفاصيل آملة من الله عز وجل أن يكون هناك علاج في القريب العاجل.

قالت بدرية بدر، التى تبلغ من العمر 50 عامًا، عند اكتشافي للمرض منذ 7 سنوات لم اتحرك وقتها بسبب كون أولادي لايزالون وقتها في مراحل دراسية مختلفة فتركت الأمر قرابة 3 سنوات ومن بعد ذلك فكرت في العلاج عندما اشتدت عليا هذا خطأ ولكن القدر خاصة وأن والدهم لم يكن متواجد في هذه الفترة معنا.

وأضافت بدرية لـ"الدستور"أنها الآن تخطت جميع المراحل وهي في المرحلة الهرمونية وهي تعتبر آخر المراحل في علاج المرض، مؤكدة أن فترة الكيماوي كان لا يوجد أحد معي غير ابنتي، داعية الله أن يرزقها الخير كله.

في سياق متصل قالت شيرين محمد، أخصائي دعم نفسي ببهية، الدعم النفسي للمريض أمر هام للغاية ويغير نتائج المريض بشكل كبير، ولابد من الوعي في هذه الجزئية فالمناعة والنفسية بينهما علاقة طردية فلابد أن نساعد على الدعم من خلال سماعه والمشاركة معه في كافة التفاصيل.

وأضافت شيرين وكذلك تحمله في أسوأ حالاته لكي تستمر في مشوار العلاج وتتقبل فكرة المرض.