رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر تصنع الإلكترونيات

المبادرة، التى تحمل هذا العنوان، أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى نوفمبر ٢٠١٦، ونجحت بالتدريج، وبخطوات وثّابة، فى بناء قاعدة تصنيعية للمنتجات الإلكترونية والأجهزة المنزلية، سيضاف إليها مصنع جديد للتليفونات المحمولة، باستثمارات مبدئية قيمتها ٢٠ مليون دولار، قابلة للزيادة، حسب تقديرات السوق، وبالتبعية، ستزيد معها فرص العمل، المقدرة حاليًا بـ٩٠٠ فرصة، خلال الثلاث أو الخمس سنوات المقبلة.

بحضور الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، جرى توقيع مذكرة التفاهم، التى سيتم بمقتضاها إنشاء هذا المصنع، صباح أمس الثلاثاء، بين «هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات»، إيتيدا، وشركة «أوبو»، OPPO، الصينية للإلكترونيات، التى تأسست سنة ٢٠٠٤، وتملك، كما لعلك تعرف، إحدى العلامات التجارية العالمية للتليفونات المحمولة، وتتعاون مع عشر منشآت تصنيع ذكية فى دول مختلفة، ومن المتوقع، أو المقرر، أن تكون الطاقة الإنتاجية لمصنعها الجديد فى مصر ٤.٥ مليون تليفون سنويًا. 

تأتى تلك الخطوة بعد خطوات، أو تجارب، عديدة ناجحة، بدأتها شركة «إنفينكس»، التى كانت أول شركة أجنبية، تقوم بتصنيع أجهزتها فى مصر، باتفاقية شراكة، وقعتها سنة ٢٠٢٠، مع مصنع «سيكو»، أول مصنع مصرى للتليفونات المحمولة، وتم بموجبها استغلال هذا المصنع، الذى يقع على مساحة تقترب من الخمسة آلاف متر، بالمنطقة التكنولوجية بمدينة أسيوط الجديدة، بعد تجهيزه بخطوط الإنتاج الخاصة بـ«إنفينكس». وبالفعل، بدأ الإنتاج، الذى من المقرر، أو المستهدف، أن يصل إلى مليون تليفون سنويًا، هى حجم استهلاك السوق المصرية من سلسلتى SMART وHOT اللتين تمثلان ٨٠٪ من مبيعات «إنفينكس» فى مصر.

يقدّر حجم صناعة الإلكترونيات، دوليًا، بنحو ١.٥ تريليون دولار، لم يكن نصيب مصر منها يتجاوز ٢ مليار دولار، حتى سنة ٢٠١٧، ثم قفز إلى ١٠ مليارات دولار، بعد الحوافز الاستثمارية غير المسبوقة التى دفعت شركات عالمية كبرى، من بينها «نوكيا» و«فيفو»، إلى تصنيع منتجاتها فى مصر، إضافة إلى توافر العمالة المصرية المدربة، التى أهلتها وزارة الاتصالات، من خلال مبادرات وبرامج بناء القدرات، التى ارتفعت قيمة الاستثمارات فيها من ٥٠ مليون جنيه سنة ٢٠١٧، إلى مليار و١٠٠ مليون جنيه فى العام المالى الماضى، ثم إلى مليار و٣٠٠ مليون فى العام المالى الحالى ٢٠٢٢/٢٠٢٣، مع زيادة عدد المستفيدين إلى ٢٢٥ ألف متدرب.

المهم، هو أن المبادرة الرئاسية «مصر تصنع الإلكترونيات»، Egypt Makes Electronics، تهدف إلى النهوض بتلك الصناعة، لتقليل الواردات وزيادة أو مضاعفة الصادرات، وخلق فرص عمل لمئات الآلاف من المهندسين والفنيين. وتتضمن ٩ برامج تحفيزية، منها برنامج جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية لتأسيس مصانع جديدة بشرط ألا تقل نسبة المكون المحلى عن ٤٠٪ فى المنتجات المستهدف تصنيعها: أجهزة المحمول، الحاسبات اللوحية أو التابلت، منتجات الإضاءة، التليفزيونات والشاشات مزودة بوحدات العرض البلورية السائلة، LED، العدادات الذكية، أنظمة الطاقة الشمسية كالخلايا الشمسية ومحولات الطاقة ووحدات التحكم وبطاريات تخزين الطاقة، وأجهزة الملاحة والصناعات المُغذية لها مثل بطاريات الليثيوم والشواحن. 

فى إطار الخطة التنفيذية للمبادرة، قدمت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، «إيتيدا»، حوافز لمدة ثلاث سنوات فى مدينة المعرفة، بالعاصمة الإدارية الجديدة، للنهوض بصناعة وتصميم الإلكترونيات والبرامج المدمجة. وأطلقت فى يناير الماضى، «برنامج تطوير صناعة الإلكترونيات بتقنيات الجيل الصناعى الرابع»، Industry ٤.٠ الذى يستهدف فى مرحلته الأولى تقديم خدمات التدريب والتقييم والاستشارات لمصنعى الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية بالتعاون مع معهد «Fraunhofer IPK» الألمانى. وبتعاون ثلاثى بين «إيتيدا»، ومركز تحديث الصناعة وشركة «سيمنس» الألمانية، تم إنشاء أول مركز إبداع، بمدينة المعرفة، يتبنى تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمى فى الصناعة المحلية. 

.. وتبقى الإشارة إلى أن الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تعهّد، خلال حضوره مراسم توقيع مذكرة التفاهم، بأن تبذل الوزارة قصارى جهدها، بالتنسيق مع «إيتيدا» والجهات المعنية الأخرى، من أجل تسريع إجراءات إنشاء مصنع «أوبو» الجديد. كما تعهد أيضًا بمواصلة تحقيق رؤية الحكومة فى تعميق التصنيع المحلى وتعزيز مكانة مصر فى مجال تصميم وصناعة الإلكترونيات.