رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يصدر قريبا.. كتاب أمريكي «الجهاز السري: الإخوان المسلمون وصناعة الموت»

الكاتبة الأمريكية
الكاتبة الأمريكية سينثيا فرحات

يصدر كتاب جديد بعنوان" الجهاز السري: الإخوان المسلمون وصناعة الموت" في السابع والعشرين من سبتمبر الجاري، للكاتبة الأمريكية سينثيا فرحات،عن  دار كتب بومباردير، پوست هيل پرس.

 وفي عرض خاص لـ"الدستور"، بشأن العمل الجديد أوضحت سينثيا فرحات أن  الكتاب يتناول تاريخ عنف جماعة الإخوان وتغلغل الجماعة في المجتمعات المختلفة، وكيف يمكن كشف أعضاء الجماعة في الخارج؟، لاسيما وأنهم لايعلنون بشكل رسمي انضمامهم للجماعة وتقدم "الدستور" مقتبسات من الكتاب قبيل طرحه في الأسواق.

- حسن البنا والعصبة السرية لإسلاميين الحرب العالمية الأولى

يقول الكتاب، إنه في أواخر القرن التاسع عشر تم تأسيس بضع منظمات إسلامية سرية لترويج الجهاد في الشرق الأوسط والقسطنطينية، التي تعرف اليوم بإسطنبول. 

ويمكن التعرف على جماعات الاسلام السياسي الأهلية السرية من خلال  فهم تاريخهم من مصادرهم الخاصة أولا، وثانيا دراسة أيديولوجيتهم، وثالثا تحليل خطابهم ، وأخيرا مراقبة أنماطهم السلوكية وارتباطاتهم. 

ويشير الكتاب إلى أنه في حين أن أدبيات والخطاب الإسلامي الحالي غالبًا ما يكون محملاً بالشفرات والمصطلحات المخفية، فإنه لا يزال يكشف عن نفسه للمسلحين بهذه الأدوات الأربعة التي لا غنى عنها. عندما يكون جماعات الإسلام السياسي في ما يعتبرونه حالة "محنة"، فإنهم يعيدون صياغة رسالتهم بمصطلحات حميدة مثل الأخلاق والمبادئ والحرية والعدالة، وما إلى ذلك.

- فقه المحنة

وفي خطاب رجال الإسلام السياسي ، غالبًا ما تعني الكلمات أكثر من تعريفها الدارج فعلى سبيل المثال، لا يعني مصطلح "المحنة" أزمة فحسب، بل يشير إلى فرع من الفقه الإخواني المعروف باسم "فقه المحنة"، وفي الفقه الإسلامي الكلاسيكي يتم استخدام مصطلح "الابتلاء" ويتم تعريفه على أنه المشقة أو الشدائد والتي تختبر إيمان المؤمن وثباته. هذا ليس التعريف الفقهي الإخواني لمصطلح "المحنة".

و في عام ١٩٥٤، قامت جماعات الاسلام السياسي بتسليح كلمة "المحنة" بإدخال اليها ما يسمونه ب"الجهاد السري" وصاغ علماء الإخوان مصطلحاتهم العقائدية الحديثة "لحظة المحنة" أو "ساعة المحنة" في إشارة إلى أول انقسام عام داخل الجماعة. أسفرت المحنة الأولى عام ١٩٥٤ عن مانيفستو سيد قطب في الإرهاب بعنوان "معالم في الطريق"، والذي نشره عام ١٩٦٤.

ويقول الداعية والقيادي الإخواني حازم سعيد في مقالة بعنوان، "لماذا ابتلانا الله بما نحن فيه من المحنة؟ إنه علي الإخوان النظر الي المحن علي أنها "منح ربانية يرفع الله بها أصحابها ويهيئهم لحمل رسالته والدفاع عن دينه. لقد قدر الله سبانه لأهل الحق أن يكون الجهاد سبيلهم، الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة".

وبحسب الكتاب تعتقد جماعة الإخوان أنه للتغلب على محنة ما، من الضروري العودة إلى ما يسمى في علمهم الأخروي بفقه "دوام الجهاد" تصبح هذه الأداة الفقهية مفيدة عندما يواجه رجال الإسلام السياسي  تحديات سياسية أو مجتمعية. 

وفي كلمة ألقاها أمام أعضاء الإخوان، قال يوسف القرضاوي إنه "من الواضح من التاريخ الإسلامي أن الأمة أقوى وأكثر صلابة في ساعة المحنة ما يعنيه القرضاوي بأمة إسلامية "أقوى" هو أمة متعصبة، جهادية، توسعية، وثيوقراطية، و استخدامه مصطلح ساعة المحنة هو شفرة للجهاد..

في حين أن تصريحه ليس  دقيق، إلا أن هناك حقيقة فيه، فالإسلاميون يعملون بشكل أفضل في أجواء السرية، لأن أيديولوجيتهم تتطلب إجراءات إجرامية وغير قانونية، ومحظورة بموجب قوانين معظم البلدان في العالم. 

ولا ينطبق فقه المحنة على التحديات السياسية فقط. إذا كانت غالبية السكان في دولة مستهدفة تعتبر الأفكار الإسلاميين إما إجرامية أو بغيضة أخلاقياً، فإن مفهوم المحنة يسمح للإسلاميين بالعودة إلى ما يسمونه ب"الدعوة السرية".

- جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية‌ وطبيعة عملها

 نجح تكتيك توظيف المنظمات الخيرية كواجهة للأنشطة الجهادية في تمويل الإرهاب واختطاف تمثيل المسلمين وتجييش مفاهيم الإسلام منذ نهاية القرن التاسع عشر. ومن الأمثلة البارزة على هذا التكتيك جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية‌ والتي تم تأسست عام ١٨٧٨ من قبل السياسي والشيخ اللبناني عبد القادر مصطفى قباني (١٨٤٨-١٩٣٥). لا تزال مؤسسة المقاصد تعمل على نطاق واسع في لبنان ولها فرع في الولايات المتحدة، حيث تأسست عام ١٩٩٩. 

هذه الجمعية من بين رواد المنظمات الخيرية الإسلامية المعاصرة التي تعمل بواجهتين - علنية وسرية. عندما أسس قباني منظمته، كانت تعمل علنًا كمنظمة خيرية. سرا، وصفها المراقبون في ذلك الوقت بأنها منظمة سياسية سرية تعمل على الإطاحة بالحكومة واستبدالها. (حسان حلاق، مذكرات سليم علي سلام: ١٨٦٨-١٩٣٨، بيروت: دار النهضة العربية، ٢٠١٥. ١١٦). ساعد العديد من الأفراد المثيرين للجدل في تأسيس هذه المجموعة ولكن أهمهم أحمد شفيق مدحت باشا (١٨٢٢-١٨٨٣). إن دراسة مثال مدحت باشا يساعد علي تحديد أنماط سلوك الجهاديين السريين المعاصرين الذين يوصفون بأنهم "معتدلون" وحتي "ليبراليون"، بينما يعملون على الدفع المسلح والغير مسلح نحو الخلافة الإسلامية. مثال جمال الدين الأفغاني يتكرر مع مدحت باشا ولكن على نطاق أصغر. 

وستوضح الفصول الكتاب كيف أن هذه الأمثلة الكلاسيكية للعملاء ذوي الوجهين تحدث حاليًا في الغرب والشرق، حيث يتم الاحتفال بعملاء الإخوان السريين كمعارضين ونشطاء في مجال حقوق الإنسان وأكاديميين ومشاهير وسياسيين ورجال أعمال وفنانين، إن إجراء بحث أولي في تاريخ جمعية المقاصد يعطي انطباعًا خاطئًا بأن مؤسسيها كانوا "ليبراليين". 

تستحضر قيادة المقاصد الدعاية لتزييف الاعتدال، ولكن في الواقع كان مدحت باشا القائد الحقيقي وراء الجمعية. كان سياسيًا إسلاميًا عثمانيًا ولفترة قصيرة رئيس وزراء الدولة العثمانية. كما كان من أشد المؤيدين لجمال الدين الأفغاني عندما زار الأفغاني تركيا من ١٨٦٩ إلى ١٨٧١. وتمامًا مثل مؤيدين آخرين لجمال الدين الأفغاني، كان مدحت باشا إسلاميًا وأصبح قاتلًا فيما بعد، ولكن قبل الانخراط في الجهاد، كان يوصف غالبًا في الغرب بأنه "ليبرالي". 

فعلي سبيل المثال، في عام 1877، كتب السفير الأمريكي لدي تركيا هوراسماينارد، رسالة إلى السفير نيكولاس فيش الثاني حيث ذكر فيها أن مدحت باشا كان "مصلحًا ووطنيًا حقيقيًا" بالإضافة إلى "بطل السياسة الليبرالية." (وزارة الخارجية الأمريكية ، الأوراق المتعلقة بالعلاقات الخارجية في الولايات المتحدة: أُحيلت إلى الكونغرس، مع الرسالة السنوية للرئيس، 3 ديسمبر ١٨٧٧؛ الأشخاص والموضوعات، (إعادة طبع كلاسيكية، ٢٠١٨، ص ٥٥٨). كان العكس هو الصحيح. حاول مدحت باشا الحفاظ على الشريعة الإسلامية كأساس للحكم لكنه صاغها كدستور على النمط الغربي بأسلوب مزدوج وتعتيمي.

ولم يكن أبدا أداء الثيوقراطيات الدستورية جيدًا بسبب التناقض المتأصل بين القانون العلماني والشريعة الإسلامية. حيث دوما  تلغي الشريعة القانون المدني والمواد الدستورية عند وجود تناقضات بينهما. على الرغم من ذلك، نجح العثمانيون الجدد بقيادة مدحت باشا في الضغط من أجل أول دستور للإمبراطورية العثمانية. وبدأ العصر الدستوري الأول في ديسمبر ١٨٧٦ وانتهى عندما أُطيح بالدستور في فبراير ١٨٧٨. 

مواد الدستور الدينية التي حافظت علي منصب الخليفة وشيخ الإسلام أبطلت الدستور نفسه، ولكن مثلما هو دوما الحال في التنظيمات السرية الجهادية وحلفائها، أصبح مدحت باشا والسلطان عبد الحميد في نهاية المطاف خصمين بسبب الخلاف على السلطة وليس الأيديولوجية., 

 وخلال حياة مدحت باشا، بدأ يظهر عليه نمط سلوكي ينذر بالخطر وتمامًا كما اغتال لاحقا تلميذ الفارسي لجمال الدين الأفغاني، شاه إيران ناصر الدين القاجاري عام ١٨٩٦، أدين مدحت باشا أيضًا واتهم باغتيال الإصلاحي المعتدل السلطان عبد العزيز عام ١٨٨١. في البداية تم الحُكم على مدحت باشا بالإعدام ولكن تم تخفيف عقوبته لاحقًا إلى السجن المؤبد وتوفي في زنزانته في عام ١٨٨٣.

وقبل وفاة مدحت باشا بعام، خضعت جمعية مقاصد التي أسسها في لبنان للتحقيق عندما صادرت الحكومة المحلية خمسة وثمانين برميلاً من البارود بعد أن تم شحنها إلى إحدى مؤسسي المقاصد، سعيد طرباه (جريدة اللواء، ٣٠ يوليو ٢٠١٨). دفع هذا الحادث السياسي العثماني أحمد حمدي باشا إلى فتح تحقيق في المؤسسة. كما دفعه إلى ارتكاب الخطأ السياسي الشائع بافتراض أنه يمكنه إشراك هؤلاء الجهاديين في الحكومة بدلاً من تفكيك مؤسستهم ومصادرة أصولها.  

ووقع أحمد باشا بالخطأ الدارج الثاني عندما كلف قاضيا إسلامويا باحتواء الحركة في شعبة المعارف الأهلية، تحت قيادة القاضي الشرعي عبد الله جمال الدين، والذي قوي جمعية المقاصد من خلال وأضاف اليها اقطاب من الدعوة السرية في مصر مثل الشيخ محمد عبده عندما كان منفيا في لبنان منذ عام ١٨٨٢ لدوره في ثورة عرابي. أما الشيخ قباني فكان ناشط أيضا في صعيد التجنيد للأفكار الجهادية من خلال مدرسة إسلامية قام بتأسيسها مع رشيد رضا بحسب الموقع الرسمي لتاريخ أسرة قباني. بحسب الموقع أيضا، أسرة قباني من أصول عربية وساهمت في عمليات جهادية في مصر، العراق، المغرب، وسوريا ولبنان. تظل قبيلة قباني تساهم في إدارة جمعية مقاصد والتي يمكن ان ينظر لها على أنها وجهة لجماعة الإخوان المسلمين في لبنان. 

جماعة الاخوان 

- مشروع الجهاد الألماني وتأثيره على الإخوان المسلمين

مؤسسة المقاصد لها نظير مصري لعب دورا رئيسيا في تأسيس جماعة الإخوان، وأصبح حسن البنا أحد أقوى المجندين فيها. انتقم البنا من المجتمع المصري الحديث بالعودة إلى الأصولية. عندما كان في عامه الثاني في دار العلوم انضم الي جمعية سلفية تسمى جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية. ليس من الواضح بالضبط متى تم إنشاء جمعية مكارم الأخلاق. تاريخها الأكثر غموضًا بين جميع الجمعيات المصرية في ذلك الوقت. قال محمد رشيد رضا إنها كانت الجمعية الإسلامية الوحيد في مصر عندما هاجر إلى القاهرة عام ١٨٩٧. (محمد رشيد رضا ، المنار، القاهرة: المنار، ١٩٣٢، ٣٢: ٦٣٤). 

ويعد تاريخ جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية مهمًا ليس فقط لفهم المناخ الاجتماعي والسياسي الإسلاموي في مصر في ذلك الوقت ولكن أيضًا لأن هذه المنظمة الخطيرة هي حاليًا مجموعة واجهة للإخوان وقد عاودت الظهور في بعض الدول العربية. تحاول الجماعة إحياء الممارسات الخفية للجهاد السري وتسلل الاخوان الي أماكن سلطة والمجتمع المدني.

وتأسست هذه المنظمة الغامضة من قبل مجموعة من شيوخ الأزهر، معظمهم من طلاب الشيخ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني،ـ هؤلاء الشيوخ هم الحلقة المفقودة بين المؤيدين الأصليين لمشروع الصحوة الإسلامية في أواخر القرن التاسع عشر والبنا. 

واعتمدت الجماعة في الغالب على الدعوة السرية، وكان لها صلة قوية بمشروع الجهاد العثماني الألماني خلال الحرب العالمية الأولى.في ٣٠ يوليو ١٩١٤، بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى بفترة وجيزة، صرح القيصر ڤيلهلم الثاني: "من المفترض أن يؤدي قناصلنا وعملائنا في تركيا والهند ومصر إلى تأجيج المناطق الإسلامية لثورات جامحة ضد البريطانيين". (باري روبين وڤولفجانجشڤانيتس، النازيون والإسلاميون وصناعة الشرق الأوسط الحديث نيو هاڤن: مطبعة جامعة ييل، ٢٠١٤، ٣٢). 

وكان القيصر يُعرف أحيانًا في الشرق الأوسط باسم "الحاج ڤيلهلم" و "حامي الإسلام". كان لديه سجل حافل بين النشطاء الإسلاميين. بعد أن ارتكبت تركيا المذابح ضد الأرمن من ١٨٩٤ إلى ١٨٩٦ –المعروفة في الغرب باسم "المذابح الحميدية" في إشارة إلى عبد الحميد الثاني– أعلن القيصر ولاءه لمرتكبيها. فعل ذلك في عام ١٨٩٨بإلقاء خطاب في دمشق على ضريح الناصر صلاح الدين الأيوبي، والذي أعلن خلاله القيصر نفسه "صديقًا للإسلام" (هنري مورجنثاو، قصة السفير مورجنثاو (نيويورك: دوبليداي ، بيچ و شركائه، ١٩١٩، ١٠١).  

وفي طريقه إلى دمشق، توقف القيصر وزوجته أوغستا ڤيكتوريا في لبنان، حيث استقبلوا باحتفال باهظ منظم من قبل الشيخ قباني، مؤسس جمعية المقاصد، والذي استضاف القيصر وزوجته شخصيًا في منزله. اعتمد القيصر في مشروع الصحوة الإسلامية علي البارون ماكس فون أوپنهايم (١٨٦٠-١٩٤٦). 

وكان أوپنهايم محامياً ودبلوماسياً ومؤرخاً وعالم آثار، لقد نجح في توظيف كل هذه المهارات لإيقاظ الجهاد في الشرق الأوسط، وأصبح في النهاية المحرض والمهندس الرئيسي لمشروع للجهاد الإسلامي ضد اتحاد التحالف الثلاثي لبريطانيا وفرنسا وروسيا. 

- مذكرة إثارة الثورات في الأراضي الإسلامية

ووفقا للمؤرخ ليونيل جوسمان، في أكتوبر ١٩١٤ أصدر أوبنهايم "مذكرة إثارة الثورات في الأراضي الإسلامية تحت سيطرة أعدائنا." دعت مذكرة أوبنهايم الأتراك "لغزو مصر." في حين أن تلك المحاولة لم تنجح عسكريا، بعد فشل غارة على السويس من قبل الجيش العثماني بقيادة ألمانيا في عام ١٩١٥، فإنها نجحت ان تغزوهم أيديولوجيا. 

وعندما قال توماس پاين، "يمكن لجيش من القيم أن يحتل ما لا يستطيع جيش من الجنود غزوه"، كان من الممكن أن يشير إلى أوپنهايم والمشروع التآمري العثماني الألماني. جند أوپنهايم عملاء إسلاميين للتخريب الأيديولوجي في البلاد التي تحتلها بريطانيا وحصل على مساعدة من ثلاثة قادة عثمانيين مؤيدين لألمانيا، معروفين في الغرب باسم الباشوات الثلاثة وزير الحرب إسماعيل إنڤر، ووزير البحرية أحمد جمال، ووزير الداخلية محمد طلعت. وكانوا الثلاثة أعضاء في المحفل الماسوني العثماني والذي أطلقوا عليه اسم، "لجنة تركيا الفنية في القسطنطينية" والذي تحول اسمه عام ١٨٩٥ إلى "لجنة الاتحاد والتقدم".

وأصبحت تلك اللجنة محط صناعة القرار في تركيا العام ١٩١٨ (جيرهارد بويرينج، موسوعة پرينستون للفكر السياسي الإسلامي، پرينستون وأكسفورد: مطبعة جامعة پرينستون ، ٢٠١٣ ، ٦٠١). أنشأ أوپنهايم مكتب استخبارات الشرق تحت سقف وزارة الخارجية الألمانية في برلين. ذكر المؤرخ جوسمان أن وظيفة المكتب "كانت جمع المعلومات ونشر الأفكار الإسلاموية بين المسلمين في كل مكان، بما في ذلك أولئك الذين يخدمون في جيوش الوفاق، وتشجيع المشاركة في الجهاد ضد أعداء الإسلام البريطانيين والفرنسيين والروس." وقال باري روبين وڤولفجانجشڤانيتس: "عاد فون أوپنهايم ، مؤلف استراتيجية ألمانيا الإسلامية إلى وزارة الخارجية في ٢ أغسطس ١٩١٤، كان منصبه الرسمي رئيس لقسم الاستخبارات، ولكن في الواقع تولي إدارة حرب سرية في الشرق الأوسط ، وتنفيذ البرنامج الذي دعا إليه لمدة عشرين عامًا. قال فون أوپنهايم في عام ١٨٩٨." و قال أوپنهايم أن مهمته هي إطلاق العنان لـ "تطرف إسلامي أشبه بالجنون."