رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سر حلم تحتمس الرابع وتغيير مسار التاريخ الفرعوني

شاهدة الحلم
شاهدة الحلم

قالت مجلة "انشنت أورجنيز" الأيرلندية، إنه في حوالي عام 1400 قبل الميلاد، أجرى الأمير منخيرورع (تحتمس الرابع)، وهو أمير مصري، رحلة إلى أهرامات الجيزة، ولدى وصوله إلى وجهته، نفذ بعض أنشطة الصيد قبل أن ينام في النهاية تحت ظل تمثال أبو الهول العظيم.

ولفتت المجلة في تقرير لها، إلى أن هذه التفاصيل مذكورة بدقة حيث كتبت على حجر يسمى بـ "شاهدة الحلم" أو "شاهدة أبو الهول"، هي قطعة أثرية مهمة بشكل لا يصدق لأنها تحكي قصة حلم من شأنه أن يغير مجرى التاريخ المصري.

أصل شاهدة الحلم

وبحسب المجلة، فإن القصة تؤكد أن منخبرورع نام في ظل تمثال أبو الهول بالجيزة، وكان الشاب يحلم بأن أبو الهول، على شكل الإله هارماشيس-ري-أتوم، وعده بأنه سيصبح ملكًا إذا أزال الرمال التي كانت تغطي جسده، وليس أي ملك لأنه سيوحد مصر العليا والسفلى ليصبح ملكًا على كل مصر، حيث قال له أبو الهول "رمال الصحراء الآن تغطيني بالكامل، لقد كنت أنتظر منك أن تفعل ما في قلبي، لأنني أعرف جيدًا أنك ابني وحامي".

وذكرت بحسب القصة فإن منخبرورع يقوم بإزالة الرمال وفعل ذلك على الفور، في المقابل، أوفى أبو الهول بوعده، ومضى منخيرورع ليصبح ملكًا لكل من مصر العليا والسفلى، ليصبح أسمه الفرعون تحتمس الرابع.

وأضافت أنه لم يتم اختيار تحتمس الرابع من قبل والده أمنحتب الثاني خلفًا له، لكن وعد أبو الهول تعامل مع ذلكـ عندما حان وقت الملك الجديد، وقف بعض الإخوة الأكبر سناً غير الملائمين في طريق اختيار أبو الهول ، واختفى التاج دون أن يترك أثراً، وتم العثور على أجزاء من نقوش محطمة لهؤلاء الإخوة حول تمثال أبو الهول.

وأشارت إلى أنه بعد أن أصبح ملكًا ، بدأ تحتمس مباشرة في العمل على عدد من الأشياء التي ساعدت صورته بشكل ملائم، أولاً ، قام بتغيير سلسلة نسب القصر بحيث أصبحت والدته، التي كانت محظية صغيرة تدعى تيا ، "الزوجة الملكية العظيمة" للمملكة، بفضل تمثال أبو الهول، قام تحتمس بإزالة الرمل بشكل أكبر من حول تمثال أبو الهول ، وبذلك اكتشف أن الأجزاء السفلية تنهار، وقام بإصلاح تمثال أبو الهول عندما تم اكتشاف ذلك، وأخيرًا، كلف ببناء "شاهدة الحلم" إحياءً لذكرى الحلم الذي غير حياته.

حلم غير التاريخ

ووفقًا للمجلة، فإن الحلم تم نقشه على لوح كبير من الجرانيت الوردي من أسوان بمقاس 360 سم × 218 سم (11 قدمًا و 9 بوصات × 7 أقدام و 2 بوصات)، علاوة على ذلك، هناك تماثيل للملك تحتمس وهو يقدم إراقة إراقة لأبي الهول العظيم.

وتابعت أن الشاهدة كانت في الأصل عتبة حجرية أخذت من قبر الملك خفرع، الذي يعتقد عمومًا أنه أمر ببناء تمثال أبو الهول، ووضع تحتمس الشاهدة بين أرجل أبو الهول حتى يرى الجميع المكان المحدد الذي يحلم فيه أن يصبح فرعونًا، تشير الشاهدة نفسها إلى أنها وُضعت هناك خلال السنة الأولى من حكم تحتمس ، حوالي 1419 قبل الميلاد.

وأضافت أن النص الموجود على "لوحة الأحلام" لا يروي قصة حلم تحتمس فقط، حيث أشار الكثيرون إلى أنه من المحتمل أن يكون له دوافع سياسية وراءه، ويبدو أن الشاهدة بمثابة دعاية للملك الجديد.

ولفتت إلى أن حلم تحتمس قد يكون مفبرك، لأن هناك إشارات غير دقيقة في القصة، فرؤيته لأبول الهول على شكل إله هي محاولة منه لإضفاء الشرعية على ما فعله، وقد تكهن الكثيرون حول صحة قصة تحتمس وشاهدة الأحلام، اقترح البعض أن تحتمس صنع الأمر برمته بعد أن قتل إخوته واستولى على التاج، وكانت المسلة والقصة المصاحبة لها مجرد تبرير أفعاله.

واخختمت تقريرها بأن بعض العلماء اعتقدوا أيضًا أن حلم تحتمس قد تحقق بالفعل، حيث أن السبب في الحلم هو الصرع الوراثي فلا يعد هو الوحيد الذي كشف عن رؤى دينية تحققت وبعدها مات بشكل غير متوقع، حيث عانى ابنه امنحتب الثالث وحفيده أخناتون، وكذلك سمنخ كا رع وتوت عنخ آمون من نفس المصير، وتكهن البعض بأنهم عانوا من نفس متلازمة الصرع الصدغي العائلية.