رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«هاء وأسفار عشتار».. أساطير وعوالم المرأة في أحدث روايات الجزائري عز الدين جلاوجي

بورتريه للكاتب الروائي
بورتريه للكاتب الروائي والمسرحي والباحث عز الدين جلاوجي

 

صورة لغلاف رواية ها، وأسفار عشتار للجزائري جلاوجي

عن دار المنتهى بالجزائر أصدر الأديب الدكتور عزالدين جلاوجي منتصف هذا العام روايته العاشرة بعنوان "هاء، وأسفار عشتار"، خاض فيها تجربة مختلفة عانق فيها عوالم الأسطورة خاصة أسطورة عشتار وقلقامش، إضافة إلى أساطير أمم أخرى مختلفة، محاولا عبر بطل الرواية الذي لم يحمل اسما، أن يجدد إثارة سؤال وجودي طالما حير الإنسان وما زال يحيره، هو سؤال الحرية، هل يمكن أن نكون أحرارا؟ وإلى أي مدى يمكن أن نحقق ذلك؟ وهل استطاع الإنسان وهو يخطو خطوات عملاقة في مضمار المدنية، ويراكم المعارف والفلسفات والنظريات والاختراعات ناهيك عن الديانات والعادات والتقاليد، أن يحقق حريته؟.

 وفي تصريح للدستور يقول الكاتب الروائي الجزائري “ عز الدين جلاوجي:”إلى جانب الأساطير دائماً ما اشتغل الروائي على العوالم العجائبية من تحول ومسخ ومن أنسنة لمخلوقات مختلفة، مما أضفى على الرواية عوالم ساحرة، تجعل منها نصا أقرب إلى النصوص العجائبية الأسطورية، وتجعل منها نصا تجريبيا بامتياز، وهو ما يميز كل مسار الأديب عزالدين جلاوجي في كل الأجناس التي أنتجها، قصة ورواية ومسرحية أو مسردية كما اصطلح هو عليه.

ويضيف عز الدين جلاوجي، دائما ماتظهر المرأة بشكل لافت في النص، من خلال شخصية "طفلتي المدللة" ولكنها كانت أقرب إلى التجريد والحلم والصوفية. وأقرب إلى الطيف الذي نسعى إلى القبض عليه دون جدوى، وإذا كان العنوان قد ارتبط بالأنوثة من خلال "عشتار"، فإن الإهداء قد ورد طافحا بالأنوثة أيضا، وقد رفعه الأديب إليها بقوله "إليك، ملهمتي. يارَوْح قلبي  والسناء،. يا إشراق روحي والضياء. يانبع الأنوثة. يارضاب البهاء"، مما يؤثث النص كله أنوثة فيمنحه بهاء وإشراقا.

دكتور عز الدين جلاوجي وصورة من حفل توقيع الحب ليلاً

 عمل الأديب على كسر خط الزمن في النص والعبث بتقنياته وهندسته، وشخصياته، مما يجعل منه نصا متمردا على كل المستويات، إنه نص ما بعد حداثي، يرفض التقليد والنمطية، ويرفض النماذج السابقة وهو ما ظهر في الكلمة التي دبجت على ظهر الغلاف "..ولعل هذا النص كتب نفسه، فكان يشهر يراعه الحاد ثم يغمسه في محبرة القلب فيخط ما شاء له هواه وجنونه، وخياله الجموح المتمرد وهيامه، وإشراقه وفيوضاته، وفوضاه وشتاته، حتى إذا استوى كان خلقا متفردا في تيمته وهندسته وفي كل عوالمه، ماظهر منها وما بطن، وما تحرك منها وما سكن. وككل نصوص الأديب عزالدين جلاوجي "هناك عناية قصوى باللغة" مما يجعلها محلقة في عوالم الشعرية، مضمخة بعبقها إيمانا منه أن "الأدب اشتغال على اللغة بالأساس" وهذا ما تجلى في كل النص ابتداء من النافذة التي استهل بها الأديب نصه، إلى  كل فقرات النص الذي قُسم إلى سفرين، حمل الأول عنوان "سفر التيه" وحمل الثاني عنوان "سفر المسخ".انتقلت تجربة عزالدين جلاوجي بين عوالم مختلفة، منها الاجتماعية كما في "الرماد الذي غسل الماء" إلى النفسية كما في "حائط المبكى"، إلى الرمزية كما في "سرادق الحلم والفجيعة"، إلى التاريخية كما في "العشق المقدنس" و "ثلاثية الأرض والريح" وهي ملحمة تاريخية تخيلية صدرت في 1800 صفحة، وأخيرا هاهو الأديب يخوض غمار الرواية الأسطورية الفلسفية من خلال رواية "هاء، وأسفار عشتار". 

أصدر الروائي عزالدين جلاوجي حاصل على الدكتوراة في فلسفة الآداب وتتعدد مساراته الإبداعية ما بين البحوث الفلسفية الفكرية وآليات النقد وكذلك يكتب القصة والمسرحية ويقوم بالتدريس في جامعة الجزائر، قدم في مساره الإبداعي الذي قارب الأربعين سنة، عشر روايات، وثلاث مجموعات قصصية، وثلاث عشرة مسردية، وأحد عشر كتابا نقديا، إضافة إلى عشرات النصوص للأطفال قصة ومسرحية، مما يجعله في طليعة الأدباء الجزائريين غزارة في الإنتاج وتنوعا في الأجناس، ولفتا لانتباه النقاد والباحثين الذين أضاءوا على نتاجه بمئات الدراسات والرسائل ليس في الجزائر فحسب بل في عموم الوطن العربي.ومن هذه العناوين. الحب ليلاً، حياة ترف.