رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطريرك أنطاكية لمجلس الكنائس العالمي: ارفعوا الصوت ضد إقصاء أبناء الشرق الأوسط

البطريرك يوحنا العاشر
البطريرك يوحنا العاشر خلال الزيارة

شارك البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، في فعاليات اجتماعات مجلس الكنائس العالمي، المنعقد حاليَا بألمانيا.

وقال البطريرك يوحنا العاشر في كلمته: أيّها الإخوة والأخوات الأحبّاء سلامٌ لكم ومحبّةٌ جئتكم حاملاً سلامًا من سواحلِ فينيقيةَ التي بشّرها الربُّ يسوعُ نفسه والرسلُ مِن بَعدِه، ومن دمشقَ موضعِ استنارة بولس رسول الأمم ومكان توبته، ومن أنطاكية الرسوليّة التي بشّرت جميع الأمم بإنجيل المصالحة والخلاص، والتي فيها دُعي التلاميذ مسيحيّين اولاًمنذ الفترة الرسوليّة، تقف أنطاكية مدافعة عن حريّة أبناء الله لكي يعبدوا الله بالروح وبالحقّ، وحمت كنائس المدن الأمميّة من التمييز والإقصاء، فصار يُنادى في كلّ أصقاع الأرض بمحبّة الله التي ظهرت لنا بموت المخلّص وقيامته وأنّنا نجتمع هنا اليوم، نحن جميع قبائل الأرض من مختلف البلدان والقوميّات والأعراق، لنسبّح المسيح إلهَنا الذي وهبنا المصالحةَ مع الآب وخدمةَ المصالحة.

302594171_4650869955016681_7211735290617507339_n

وتابع: اجتمعنا اليوم لكي نتذكّر ونهتف بفرح وإنشاد: ”محبّةُ المسيح تحثُّ العالم على المصالحة والوحدة“|، الله محبّة ومحبّتُه تحرّكنا وتوجّهنا وتعلّمنا أن نقتدي بها كوصيّة العهد الجديد الوحيدة التي تشمل في عمقها كلّ الوصايا وتكمّلها لأنّها تُخاطب الإنسان الجديد بالروح لا بالحرف ويتّفقُ الرسلُ كتّابُ العهدِ الجديد على أنّ محبّة الله لنا قد ظهرت بأسمى تعبير عنها في موت المسيح من أجلنا. كما يمكننا القول إنّ كلّ التدبير الخلاصيّ بتجسّد الله الكلمة وحياته على الأرض كإنسان، وتعليمه وحواراته مع الناس من أجل نشر إنجيل الملكوت، كلّها تُظهر محبّةَ اللهِ وعطفَهُ على البشر.

 وأضاف اليوم هناك واجب إلهيّ يدفعني كي أطلب إليكم أن تختاروا العبور في الشرق الأوسط المتألّم، كما اختار المسيح أن يعبر من السامرة، وتنظروا إلى أحبّاءِ المسيح فيه، كما نظر هو إلى السامريّين، من دون استهتار بمن يختلف عنكم، ومن دون إقصاء لأبناء سوريا ولبنان والعراق والأراضي المقدّسة، لا سيّما وأن أجداد هؤلاء قد خدموا إنجيلَ المصالحة ونشروه بين جميع الأمم. 

304015551_4650870035016673_7253949353658079370_n

- ارفعوا الصوت ضد حرمان أبناء الشرق الأوسط من الغذاء والدواء والتدفئة والعلاج

 واستطرد، ارفعوا الصوت ضِدَّ إقصاءِ أبناء الشرق الأوسط، وضِدَّ حرمانهم من الغذاء والدواء والتدفئة والعلاج، وَضِدَّ العقوباتِ والحصارِ الاِقتصاديِّ بحجّة الخلافات السياسيّة. اعترِضوا على تفريغ الأرض التي وَطِئَتْها قَدَما المسيحِ وعَمِلَ فيها الرسل، مِنَ المسيحيّين ومن صلواتِهم وتراتيلِهم التي تنزل من أزليّة المسيح. إرفعوا الصوت عاليًا من أجل كشف مصير مطرانَي حلب، بولس ويوحنّا، اللذَين يتعامى المجتمع الدوليّ عن قضيّتِهما منذ تسع سنوات ونيّف. اعترضوا أيضًا على استغلال المؤمنين الرازحين تحت العقوبات والحصار لاقتناصهم بالمال وتسهيل أمور حياتهم بشرط ترك كنيستهم واتّباع كنيسة أخرى. قِفوا بالفعل، لا بالقول فقط، وادعموا بمحبّةٍ مضحّيةٍ إخوةً لكم، وإن كانوا يتكلّمون لُغاتٍ قديمةً تختلفُ عن لُغاتِكُم، لكنّهم يحملون تقاليدَ بيئةٍ مسيحيّة رسوليّة أصيلةٍ مشبّعة بالمحبّة والتواضع والتخشّع. 

304906139_4650869945016682_2381715424124843550_n

وواصل، هناك تصاريحُ كثيرةٌ تُكتَب رَفْعًا للعَتَب، ولإراحة الضمير من التغاضي عن تهميش بعض الإخوة والجماعات والمناطق. بينما عندما يكون هناك تعاطف حقيقيّ ومصلحة في شأن ما، تصبح التحركات جديّة وتستمرّ بإلحاح وبمنهجيّة فعّالة حتّى تحقيق المطالب. هل مسيحيّو أنطاكية لا يستحقّون الدفاع عنهم ضدّ الإقصاء والتمييز والتجويع والقهر والعذاب والألم والموت؟ الله يحبّنا، الله معنا، "عمّانوئيل"، إلى الأبد. هو سلامُنا وفرحُنا وحياتُنا وقيامتُنا،  أصلّي معكم اليوم من أجل أن يكون لقاؤنا في هذه الجمعيّة العامّة الحادية عشرة لقاءً مع المسيح، يروينا من محبّته ويمدُّنا بالشفاء والتوبة، وينجّي جميعَ الناس من وباء كوفيد 19 الفتّاك، وكلِّ وَباءٍ ومجاعةٍ واضطهاد، ويمنحُ كلَّ العالمِ سلامَهُ الذي يفوق كلّ عقل.