رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إحياء المبنى التراثي وإنشاء سوق حضاري.. تفاصيل مشروع تطوير «حلقة السمك» بالإسكندرية

حلقة الأسماك بالإسكندرية
حلقة الأسماك بالإسكندرية

188 عامًا مرت على حلقة السمك بالأنفوشي، المبني التراثي العريق الذي يعد أيقونة متميزة بعروس البحر المتوسط، وأحد أهم سوق لتجارة الأسماك الجملة والقطاعي على مستوى الوجه البحري، والتي أنشئت عام 1834م، وتبلغ مساحتها الحالية 1900 م2، ومع انطلاق مشروع تطوير حلقة الأسماك بالإسكندرية تستعيد تلك المنطقة وذلك الصرح مكانته ورونقه بعدة مشروعات حضارية تضاف للمبني التراثي.

وأكد اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، إن مشروع تطوير وتوسعة حلقة الأسماك هو إحدى المشروعات التنموية ذات الأولوية القصوى للمحافظة لتطوير وإنشاء حلقة سمك على أعلى مستوى.

وأضاف لـ«الدستور» أن المشروع يأتي في إطار توجيهات الدولة وفي ضوء الدعم الكامل من الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وانطلاقاً من كون الحلقة أهم سوق تجاري للأسماك في نطاق الوجه البحري.

وأوضح أنه تم إنجاز 65% من الأعمال الإنشائية للمشروع، مشيرًا إلى أن المشروع يستهدف الحفاظ على القيمة التراثية لحلقة الأسماك، ويشمل المشروع توسعة حلقة الأسماك الحالية من خلال إنشاء مبنى جديد بمساحة 2000م2 على الأرض الفضاء المجاورة للحلقة، وإعادة إحياء المبنى التراثي لحلقة السمك بما يتماشى مع قيمته التاريخية والأثرية.

FB_IMG_1661760204470

وتابع أن المشروع يتضمن إنشاء مبنى سوق حضاري متكامل، إضافة محلات تجارية لخدمة المواطنين، وإنشاء مطاعم فاخرة بالأدوار العليا للمبنى مزودة بمطابخ خاصة، وتوفير جراجات لخدمة المواطنين، تخصيص أماكن بيع الأسماك (جملة وقطاعي) وتوفير مناطق لبيع الجملة والتجزئة وثلاجات ومخازن متطورة لحفظ الأسماك، وعمل مصاعد خاصة لنقل الأسماك ومصاعد؛ لخدمة جمهور المطاعم.

كما تتولى إدارة حازمة إدارة الحلقة للحفاظ على استدامة المشروع، فضلًا عن توفير فرص استثمارية جاذبة، وتنظيم جميع الأنشطة المرتبطة بحلقة السمك، ورفع كفاءة وتطوير البنية التحتية والمرافق بالمنطقة المحيطة للمبنى القديم والجديد.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال زيارته للإسكندرية الأسبوع الماضي، أن مشروع تطوير حلقة السمك، يقوم على زيادة العائد الاقتصادي لحلقة السمك وتطويرها مع الحفاظ على القيمة التراثية لمبانيها التاريخية، على النحو الذي يعكس القيمة الحضارية لمدينة الإسكندرية، واستمع رئيس الوزراء إلى شرح من الدكتور محمد أبو سوسة، استشاري المشروع، حول سير العمل بمشروع التطوير.
 

تفاصيل المشروع

 

تطوير مبنى حلقة السمك الأثري، وإنشاء امتداد ملحق جديد للمبنى، ويتكون الملحق الجديد من بدروم، وعدة أدوار مقسمة إلى مناطق لبيع الأسماك، وثلاجات لحفظ الأسماك، ومجموعة من المطاعم، بالإضافة إلى عدد من المحال، حيث تضم 23 محل بيع جملة، و28 محل بيع قطاعي، و9 محال بيع خارجية، و2 من المكاتب الإدارية، ومخازن.

ويشمل المشروع أيضًا مجموعة مـن الأعـمـال الكهروميكانيكية، واستخدام الدراجات الكهربائية، لوضـع آلـيـة مناسبة لنقـل الأسماك مـن ميـناء الصيد للحلقة.

FB_IMG_1661690291522

مبنى تراثي متميز

وكان قد أشار الدكتور إسلام عاصم، أستاذ مساعد التراث بالمعهد العالي للسياحة، نقيب المرشدين السياحيين السابق بالإسكندرية، في تصريحات سابقة لـ«الدستور» إلى أن حلقة السمك بالأنفوشي، مسجلة في مجلد التراث المعماري المتميز الخاص بمدينة الإسكندرية، حيث تم تشييدها في منتصف القرن التاسع عشر بأمر من والي مصر، وكان أحد الأسباب الرئيسية لبنائها في ذلك الحين هو تأذي الأهالي من رائحة الأسماك، بجانب شكوى زائري وساكني قصر رأس التين بالإسكندرية، خاصًا أنه طريق مرور موكب الحاكم.

FB_IMG_1661690288627

وأضاف أن والي مصر في ذلك الحين قرر تجميع بائعي الأسماك في مكان واحد، وأصدر قرارًا لبلدية الإسكندرية ببناء حلقة السمك، نظرًا للحالة السيئة التي كانت تعاني منها تلك المنطقة.

FB_IMG_1661690286438

وأشار «عاصم» إلى أن المبنى الحالي للحلقة يرجع تاريخه بين أواخر القرن التاسع عشر؛ وبداية القرن العشرين في حركة التطوير الكبرى التي طالت مدينة الإسكندرية بعد ضرب الإسكندرية في عام 1882، لافتًا إلى أن مشروع تطوير حلقة السمك، سيحافظ على تلك المنطقة، التي يعبر منها آلاف الزائرين، فضلًا عن استعادة المبني التراثي للكثير من معالمه الذي فقدها بسبب عوامل الزمن، بالإضافة إلى مكانته كأحد أهم الأسواق التجارية للأسماك التي تتميز بها مدينة الإسكندرية.