رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى رحيله.. اللقاءات غير المنشورة لناجى العلى فى مجلة «صباح الخير»

ناجى العلى
ناجى العلى

“كان عندما يحضر إلى الكويت ولم يجدنى فى منزلى يظل ينقب ويسأل عن المكان الذى أتواجد فيه فيتصل بى ويشرف من يستضيفونى آنذاك بشرف زيارته لهم؛ وأشهد لناجى فى هذه الزيارات والاجتماعات بالرهافة والإرهاص المستشف والبساطة والأصالة والهدوء.. اذكر مرة كنا مجتمعين فى منزل الدكتور عبد العظيم أنيس وظل الصحب يتحاورون وتنقلب المحاورة أحياناً إلى الجدل.. وناجى قابع صامت تتجلى على وجه فقط انعكاسات الحوارات وحدة الجدل.. وفجأة دعاه الدكتور عبد العظيم أنيس أن يدلى بدلوه فراوغته حنجرته ثم نطق: يا جماعة أنا لا أفهم هذه الأفكار الأكاديمية السامقة ولا استوعب كلام أساتذة الجامعة العظام أننى بسيط بساطة الأرض المنزوعة هى تنتج ولكن لا تعرف ولكن لا تعرف سر النماء ولا تفاعل الجزئيات".. بهذه الكلمات كشفت الكاتبة الصحفية عايدة الشريف عن لقاء جمع ناجى العلى بالدكتور عبد العظيم أنيس فى مقال نشرته لها صحيفة "صوت العرب" فى 9 يونيو 1987؛ ولعل هذا الموقف يكشف رغم بساطته عن ناجى العلى الذى استرعى برسومه الكاريكاتورية للانتباه بنقده اللاذع للاحتلال وبكلماته القليلة التى تشبه رسومه.

 

40 ألف رسم كاريكاتورى لناجى العلى

يحل اليوم الاثنين الموافق 29 أغسطس ذكرى رحيل ناجى سليم حسين العلى (1937 إلى 29 أغسطس 1987)، رسام الكاريكاتير الفلسطينى العروبى وصاحب شخصية "حنظلة"؛ وأحد أبرز الذين عملوا على ريادة التغيّر السياسي باستخدام الفن كأحد أساليب التكثيف؛ له 40 ألف رسم كاريكاتوري طوال مسيرته استطاع خلالها أن يوثق جرائم الاحتلال فى حق فلسطين والعرب ليس هذا وحسب؛ بل مثلت رسومه سجلاً حياً للأحداث العربية؛ وهي رسوم لم تتوقف حتي اغتياله على يد شخص مجهول في لندن عام 1987م.

 

ناجى العلى والقرية.. فنان طالع من الأرض عبر الآف السنين 

لك أن تتخيل أن أهم أحلام ناجى العلى كانت أن يجلس تحت شجرة الخروبة أو الزيتونة بفلسطين؛ حقاً فهو فلاح ابن قرية الشجرة بالقرب من الناصرية فى الجليل الشمالى؛ تلك القرية التى قال عنها فى لقاءه الذى نشرته مجلة “روز اليوسف” فى 2 مارس 1992  أى بعد وفاته بـ4 سنوات والذى أجراه معه جمال بخيت: "قرية جميلة زي كل قرى فلسطين الإنسان فيها طالع من الأرض عبر آلاف السنين مش مستوطنات".

 

ناجى العلى ومجلة "صباح الخير"

فى اللقاء الذى أجراه جمال بخيت مع ناجى العلى، يسرد الأخير تجربته مع مجلة "صباح الخير" التى قال له عنها:"كانت صباح الخير هى البشارة التى ربطت حياتى بالكاريكاتير"، ومن الكاريكاتير إلى نفى اتهامه بعدائه لمصر أكد "بخيث" أنه أثناء لقائه بناجى العلى لثلاث مرات لم يجد فيه إلا إنساناً محباً لمصرمقدراً لتضحياتها ومتيقناً من أنها مفتاح الحل لجميع مشاكل المنطقة، ومراهناً على أنها لن تخيب رجاء الحالمين بصحوتها وعدالتها، ومؤكدا أن بسطاءها هم حائط الصد المنيع لبسطاء امتها العربية.