رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لقاء «العلمين».. درس في متغيرات جيو سياسية المنطقة

جيوسياسية المنطقة أمنيا وعسكريًا واقتصاديًا،  أدت إلى رؤى فكرية سياسية ناظمة للابعاد الخطيرة التي تشكل عالم اليوم، والطبع، تؤثر على تشكيل وصورة المنطقة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج العربي والمغرب. 
.. تلك الرؤى تتجسد، حتما على شكل لقاءات وأحلاف، و مؤتمرات وقمم ثنائية وثلاثة، أو رباعية متنوعة، متباينة، وأحيانا تضع صورة قادمة لاستشراف المستقبل.

*محطة أولى للقاء العلمين.

مطار العلمين الدولي في الساحل الشمالي المصري،[تُقدّر المسافة بين القاهرة والعلمين بنحو 259 كم تقريبًا]، كان محطة أولى لقمة تشهدها مدينة العلمين بتاريخها العريق، ومع القادة العرب المشاركين في اللقاء الخماسي التشاوري، الذي سيعقد يوم غد الثلاثاء، بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، المطار، ضم الاجتماع  المهم في هذه المرحلة من تاريخ المنطقة والشرق الأوسط والعالم، بالذات بعد  التطورات التي تحدث على صعيد القضية الفلسطينية واعتداءاتها الاحتلال الصهيوني على المقدسات والأوقاف الدينية في القدس والحرم القدسي الشريف، خلافا لما تشكله الأوضاع التاريخية والشرعية لدلالة وكيان الوصاية الهاشمية على القدس ودور الوصي جلالة الملك عبدالله الثاني، أيضا، يدرس اللقاد، بدعم ومقاربة سياسية دولية، من الرئيس  عبد الفتاح السيسي، ومشاركة من  الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والملك عبدالله الثاني، ملك الأردن، ورئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

اللقاد يدعم تلك المحاور الجيوسياسية، التي ترنو نحو :[تحالف "مواجهة التحديات" العربي]، المتوقع أن يحمل دعوة مفتوحة لأي مواكبة تتيح  للتحالف المقترح التوسع، وقد يتاح ذلك عبر قرارات متوقعة في لقاء القمة بالعلمين، ما يدلل، على أن الأفكار، سنحاول ان تقرأ عديد الملفات والتي منها:
*الملف العربي الاقليمي
*الملف العربي الدولي. 
*الملف العربي والتعاون الأممي مع جامعة الدول العربية والأمم المتحدة ومنظماتها كافة. 
*الملف الاقتصادي، والأمن الغذائي وسبل تجاوز نقص الحبوب والزيوت والاسم ة ومنع اي نقص في المنطقة. 
أيضا، يدرس اللقاد، آليات التواصل والتشاركية والعمل المشترك في مجالات الصناعة والزراعة والتبادل آت التجارية والاقتصادية.

*الملف العسكري الأمني، وسبل حماية الحدود، والعمل على منع التهريب، أو تجاوز القوى الإرهابية وعصابات الإرهاب والتطرف، حدود اي بلد، بما في ذلك محاربة ترويج وتهريب المخدرات والأسلحة والآثار.

*نظرة نحو المستقبل
بعيدا او قريبا من هموم السياسة الثقيلة، ونحو نظرة تدعم مستقبل دول اللقاء التشاور، نترقب قبل ظهر الغد،عندما  ستكون مدينة العلمين، نقطة استقطاب إقليمي دولي، فاللقاء التشاوري، مهم، ويعيد إلى الأذهان، ما حدث  في عام 2019، من  لقاءات وتشاور ثلاثية بين قادة مصر والعراق والأردن، ما فتح المجال جيوسياسية، واقتصاديًا، لإنضمام  البحرين، والإمارات العربية المتحدة، وربما السلطة الوطنية الفلسطينية. 
اللقاء،  حالة تستعيد، عبر قمة قيادية، ووسط  أزمات  اقتصادية، وأمنية، وبيئية وسياسية، وربما  ان ما يحدث في أوكرانيا من غزو أرادته روسيا الاتحادية، قد تجاوز الأفق الذي كان متوقعا، بعد دخول الحرب الروسية الأوكرانية، شهرها السابع، لهذا اختارت الولايات المتحدة  أن تكون داعمة استراتيجيا، لكل جهد سياسي أمني، اقتصادي،  يؤدي إلى أي شكل من التحالفات التي لا تتعارض مع السياسة الأميركية، والاوروبية في المنطقة.

*مسارات سابقة.. لكنها تواكب الحدث.

* 24 مارس/آذار 2019 احتضنت القاهرة، قمة ثلاثية مصرية أردنية عراقية ضمت الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وعاهل الأردن، الملك عبد الله الثاني، ورئيس وزراء العراق آنذاك عادل عبد المهدي.


*عقدت القمة الثلاثية الثانية بين مصر والأردن والعراق، في 22 سبتمبر/ أيلول 2019 على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وجمعت السيسي والملك عبد الله والمهدي.


* 21 أغسطس/آب 2020، قال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، في حوار مع صحيفة "واشنطن بوست"، إنه "سيطرح مشروع بلاد الشام الجديدة وفق النسق الأوروبي، على قادة مصر والأردن"، في أول ظهر لهذا المصطلح دون توافق أو اتفاق عربي بشأنه حتى الآن، بحسب تحليلات وضعتها وكالة الأناضول التركية، شبة الرسمية.

*بعد 4 أيام شارك الكاظمي-بحسب وثائق نشرت قبيل اللقاء التشاوري- في قمة ثلاثية عقدت بعمان في 25 أغسطس/آب 2020 بمشاركة الرئيس المصري، وعاهل الأردن، تناولت سبل تعزيز التعاون في مجالات بينها الطاقة والربط الكهربائي والبنية الاساسية والغذاء، في إطار مواجهة "التحديات التي تهدد الاستقرار في المنطقة".


* قمة ثلاثية مصرية أردنية عراقية انعقدت عام 2020، ثم توالت اجتماعات القادة العرب بين العقبة وبغداد وأبو ظبي،  مريولها سياسية  اقتصادية وأمنية وتجارية، وكانت الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والولايات المتحدة وفرنسا، في دور المراقب غالبا.

* 27 يونيو/ حزيران 2021، استضافت بغداد قمة ثلاثية جمعت الرئيس عبد الفتاح  السيسي والملك عبد الله الثاني،  وتناولت "سبل تدشين مرحلة جديدة من التعاون في ظل تحديدا إقليمية سياسية وأمنية واقتصادية واسعة الطيف، تنذر بعدي القضايا العمالقة التي تحتاج إلى الحلول. 
وغداة القمة، اعتبرت الخارجية الأمريكية ما تم "خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية إقليميا".


* 25 مارس/آذار 2021، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع الملك عبدالله الثاني، ورئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى االكاظمي، وحضر اللقاء لأول مرة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي آنذاك، وبحثوا تعزيز علاقات التعاون بين الدول الأربع. 
.. كل ذلك ابدع مسارات ومحفزات سياسية نحو دراسة الملفات التي تنطلق اولا من واقع إقليمي دولي، ومن واقع علاقات الجوار وسبل تعزيز العمل المشترك، في ظل أزمات وأوضاع دول المنطقة وتصعيد بعضها نح قراءات مستقبلية لا تبشر بالحلو التي توقف الانهيار الاقتصادي او التجاري او الأمني، عدا عن واقع ما افرزته الحرب الروسية الأوكرانية، وقبلها أزمة تفشي جائحة كورونا. 
.. مصر؛ تستقبل لقاء مختلفا، ربما تتغير بعض ملامح المنطقة نحو التضامن والسيدة واستشراف المستقبل في المجالات كافة