رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تاريخ طويل من الصراعات الصينية - التايوانية.. ما القصة؟

الصراعات الصينية
الصراعات الصينية - التايوانية

انتهى الجيش الصيني 17 أغسطس الجاري، من تدريبات عسكرية واسعة النطاق، استمرت 7 أيام قبالة تايوان.

وضع جديد أصبح طبيعيًا بين الصين وتايوان، ومناورات صينية غير مسبوقة في «المضيق» ردًا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي في 2 أغسطس الجاري.

العديد من الخبراء يرى أن المناورات الصينية سهلت على الولايات المتحدة رصد مناطق الضعف والقوة لدى جيش بكين، وآخرون يرون أن الغضب الصيني من زيارة «بيلوسي» قد يطول، وتفرض بكين قواعد جديدة في المنطقة وهو ما سيغير من أوضاع تايوان عالميًا. 

مديرة برنامج آسيا في صندوق مارشال الألماني بوني جلاسر قالت: «الصين تحاول تغيير الأوضاع الراهنة في تايوان، وتبرهن بشكل واضح على حصار تايوان».


 الصين- تايوان تاريخ طويل من الصراعات
 

ظهرت جزيرة تايوان في السجلات الصينية للمرة الأولى عام 239م، وكانت حتى عام 1661 مستعمرة هولندية تحكمها أسرة تشينغ الصينية حتى عام 1895، وهو العام الذي انتصرت فيه اليابان في الحرب مع الصين، وتنازلت حكومة تشينغ عن تايوان لليابان.


وعقب استسلام اليابان بعد الحرب العالمية الثانية وتخليها عن السيطرة على الأراضي التي استولت عليها من الصين، وبدأت جمهورية الصين باعتبارها أحد المنتصرين في الحرب، وحكمت تايوان بموافقة المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
 

وبعد الحرب العالمية الثانية بسنوات قليلة، اندلعت حرب أهلية في الصين، وهزمت القوات الشيوعية وقتها تشاينغ كاي شيك إلى تايوان وجعلها مقرًا لحكومته في عام 1949، وبدأ الشيوعيون المنتصرون حكمهم باسم جمهورية الصين الشعبية، وسيطروا على السياسة التايوانية لسنوات عديدة.

«تشيانغ» واجه مقاومة السكان المحليين في تايوان، والمستائين من الحكم الديكتاتوري له، وبدأت عملية التحول الديمقراطي تحت ضغط من الحركات الديمقراطية المتنامية، وحكم تايوان أول فرد من خارج حزب الكومينتانغ عام 2000.

 

اقرأ أيضًا
عن المضيق والأزمة الأمريكية - الصينية..«بيلوسي» تضع واشنطن وبكين على حافة النار

 

متى اشتعل الصراع بين الصين وتايوان مجددًا؟
 

في الثمانينيات بدأت العلاقات الصينية - التايوانية في التحسن، وطرحت الصين صيغة باسم «دولة واحدة ونظامان»، بموجبها تمنح تايوان استقلالًا كبيرًا إذا قبلت مبدأ «التوحيد».

هذا النظام تم إنشاؤه في هونج كونج لإغراء التايوانيين، إلا أنها رفضت هذا العرض، وخففت من قواعد الزيارات والاستثمارات في الصين.

أعلنت تايوان انتهاء الحرب مع جمهورية الصين الشعبية في 1991، وفي عام 2000 عند انتخاب  تشين شوي بيان، شعرت الصين بالقلق، خاصة بعد إعلانه «الاستقلال» صراحة.

في عام 2004 أصدرت الصين قانون «مناهضة الانفصال»، وينص على حق بكين في استخدام ما سمته بالوسائل غير السلمية ضد تايوان عند أي محاولة منها للانفصال عن الصين.

في 2008 سعى الرئيس التايواني ما يينغ جيو لتحسين العلاقات الاقتصادية مع الصين، وفي عام 2016 تم انتخاب الرئيسة الحالية لتايوان تساي إنج ون، والتي تسعى للانفصال النهائي عن الصين.

وبعد فوز  دونالد ترامب في 2016 بالرئاسة الأمريكية، تواصلت «تساي» معه هاتفيًا للمرة الأولى بعد قطع العلاقات التايوانية الأمريكية في 1979.

وتعهدت واشنطن بتزويد تايوان بأسلحة دفاعية، وأكدت على أن أي هجوم صيني على الجزيرة سيكون «مقلقًا للغاية».

عام 2018، صعدت بكين ضغوطاتها على الشركات الدولية، وأجبرتها على إدراج تايوان كجزء من الصين، وهددتها بمنع ممارساتها التجارية إذا لم تنفذ الإدراج.

«تساي» فازت بولاية ثانية في 2020، وفي هذا التوقيت شهدت تايوان العديد من الاضطرابات، وتظاهر الكثيرون ضد الحكم الصيني، في الوقت الذي كثفت واشنطن تواصلها مع هونج كونج، وأكدت على دعمها المستمر لها.

سبتمبر الماضي، أرسلت واشنطن مسؤولًا رفيع المستوى إلى تايوان في أول زيارة رسمية منذ عقود، في الوقت نفسه انتقدت بكين الاجتماع، وحذرت الولايات المتحدة من دعم استقلال تايوان حتى لا يلحق أي أذى بالعلاقات الصينية- الأمريكية.