رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل ختامه.. تاريخ دير درنكة ومظاهر الاحتفالات بصوم العذراء

مغارة العذراء بدير
مغارة العذراء بدير درنكة

تختتم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، صوم السيدة العذراء في 22 أغسطس الجاري، وذلك بعد صوم دام لمدة 15 يومًا.

وقال ماجد كامل، عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، أن لدير السيدة العذراء بجبل اسيوط والشهير باسم "دير درنكة" مكانة هامة ومتميزة في قلوب المصريين جميعا مسلمين وأقباط وذلك لما تمثله السيدة العذراء من قدسية ومكانة في قلوبنا جميعا، فهي التي قال عنها الكتاب المقدس "جميع الأجيال تطوبني"، وجاء عنها في القرآن أن الله اصطفاها وطهرها على نساء العالمين. 

وتابع عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، وتتجلى هذه الكرامة في مواسم وأعياد السيدة العذراء، خصوصا في احتفالات صوم العذراء خلال  الفترة من "7 أغسطس- 22 أغسطس" حيث يتوافد الآلاف من البشر على الدير ملتمسين البركات، ولقد ذكر المقريزي في كتابه "القول الإبريزي للعلامة المقريزي" تحت كلمة "أديرة ادرنكة " و"الادرنكة" هو النطق القديم لاسم قرية "درنكة" وتقع قرب مدينة أسيوط ويشتهر أهلها بزراعة الكتان، والكمون، والينسون، وهناك تقليد شفاهي قديم متداول بين الأقباط أن العائلة المقدسة قد اختبأت وقتا ما في مغارة بجبل أسيوط هربا من اضطهاد هيرودس وهي المغارة التي أقيم عليها بعد ذلك دير العذراء الشهير بدير درنكة. 

- تاريخ ووصف الدير

وأوضح عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، في دراسة له اليوم الجمعة، يذكر عنه الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر الراحل في كتابه "دليل الكنائس والأديرة في مصر" أنه يقع على مسافة 8 كم جنوب غرب مدينة أسيوط على طريق الغنايم، وتوجد به مغارة قديمة كانت أصلا محجرا فرعونيا قديما، وقد زارتها العائلة المقدسة واختبأت فيها، وبجوار المغارة كانت توجد كنيسة أثرية للثلاثة الفتية القديسين لم يتبق منها سوي الحجاب المطعم بالعاج، وشمال المباني الأثرية وعلى مسافة 300 متر توجد مغارة مقسمة إلى ثلاثة أقسام وتوجد بها المباني الأثرية، وهي غالبا كانت المغارة التي عاش فيها القديس يوحنا التبياسي، مؤسس الرهبنة في هذه المنطقة في القرن الخامس الميلادي"، ولقد عرف هذا الدير أيضا باسم "دير الأنبا ساويرس"، وذلك لأن أحد رهبان هذا الدير قد صار بطريركا وقيل عنه إنه قرب وفاته قد أخبر رهبان الدير بأن كتلة عظيمة من الجبل "جبل أسيوط" سوف تسقط على الدير، ولكن لن تؤذيه فلما حدث ذلك وسقطت الكتلة الحجرية الضخمة علم الرهبان بوفاة الأب البطريرك الأنبا ساويرس فأطلقوا اسمه على هذا الدير.

- رحلة العائلة المقدسة إلى جبل أسيوط

 وأضاف، أنه من المراجع الحديثة التي كتبت عن دير السيدة العذراء بدرنكة نذكر كتاب الدكتور جودت جبرة "الكنائس في مصر منذ رحلة العائلة المقدسة إلي اليوم "، والذي صدر عن المركز القومي للترجمة تحت رقم 1844 حيث كتب عنها تحت عنوان "دير العذراء بجبل أسيوط الغربي الشهير بدرنكة" فقال يوجد تقليد شفوي يؤكد أن العائلة المقدسة اضطرت إلى الارتحال مسافة خمسين كيلومترا جنوبا حتى أسيوط حاليًا، حيث كان يوجد أقرب ميناء رئيسي وعثرت العائلة على مغارة تقع جنوب غرب المدينة، فأقامت فيها قبل أن تجد مركبا يقلها شمال البلاد، وتحولت هذه المغارة التي كانت في الأصل محجرًا فرعونيا، إلى كنيسة تحمل اسم القديسة مريم.

- تجديد الدير وبناء أماكن لاستضافة الزوار

وأردف في خمسينيات القرن الماضي شرع الأنبا ميخائيل، مطران أسيوط الراحل في تجديد الدير وبناء أماكن لاستضافة الزوار وسرعان ما أصبح الاحتفال السنوي بعيد القديسة العذراء بديرها بجبل أسيوط من أكبر المزارات السياحية الدينية في مصر ويذكر الزوار أنه منذ عام 1968 م رؤية ظهورات للعذراء أو رصد أضواء غير عادية بالمكان. وتفسر هذه الأضواء أنها علامات على أن العائلة المقدسة باركت هذه البقعة  ويزور مئات الآلاف من الأشخاص الدير على مدى الأسبوعين خلال شهر أغسطس، ينتهيان بالموكب الاحتفالي لـ"العذراء مريم" في ليلة 21 أغسطس الموافق عشية عيد إصعاد جسد السيدة العذراء. ويشبه الدير من بعيد خلية نحل كبيرة ملتصقة بالجبل، وحتى يستطيع الدير استضافة الأعداد الهائلة من الزوار؛ تم بناء مئات الغرف بالمباني الموجودة عند سفح الجبل".

 

دير درنكة

واستطرد أيضا من ضمن المراجع الحديثة الهامة التي كتبت عن دير درنكة؛ كتاب "رحلة العائلة المقدسة في أرض مصر" للدكتور إسحق إبراهيم عجبان، عميد معهد الدراسات القبطية، حيث كتب عن دير درنكة فقال عنه: لم يرد اسم درنكة في مسار رحلة العائلة المقدسة في الميامر القديمة. ولكنها ذكرت في بعض الكتب والمقالات.

ومنها مقال لمثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بمجلة الهلال يناير 1986 وقرية درنكة اسمها القديم أدرنكة بجبل أسيوط الغربي، قد ذكرها أبو المكارم  ويوجد بها حاليا دير السيدة العذراء بجبل أسيوط “درنكة” ويضم كنيسة المغارة، وهي مغارة كبيرة واجهتها 160 مترا وعمقها 60 مترا؛ وقد كانت أسيوط وقتذاك مرسى للسفن والمراكب وربما اتجهت العائلة المقدسة إليها حتى تستقل المركب الذي تعود به إلى الشمال، ويقيم الدير احتفالاته الدينية ابتداء من اليوم السابع من أغسطس حتى الحادي والعشرين منه من كل عام.

- مظاهر الاحتفالات الشعبية بدير الدرنكة

 وأشار إلى أنه  تقام احتفالات ضخمة في الدير يشارك فيها الآلاف من المسلمين والأقباط خلال فترة صوم السيدة العذراء من 7 - 22 أغسطس من كل عام وتصل الاحتفالات إلى الذروة في الليلة الختامية للعيد حيث يسهر المصلون حتى الصباح الباكر، مرددين المدائح والتماجيد للسيدة العذراء على أنغام الطبول والدفوف والناقوس. 

  ولقد شهد الدير حدثا كبيرا هو افتتاح المغارة الأثرية به بعد تجديدها مع مراعاة الاحتفاظ بطابعها الأثري، ففي صباح يوم الأحد الموافق 1 أغسطس 2021، و قام الأنبا يؤانس بافتتاح المغارة الأثرية بعد تجديده تجديدا شاملا، وشارك في حضور حفل الافتتاح  الافتتاح كل من الأنبا يؤانس أسقف أسيوط- الأنبا ويصا مطران البلينا- الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة- الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي- الأنبا أغابيوس أسقف دير مواس ودلجا- الأنبا توماس أسقف القوصية ومير- الأنبا غبريال أسقف بني سويف- الأنبا أسطفانوس أسقف طما- الأنبا بيجول رئيس دير المحرق- الأنبا أرسانيوس أسقف الوادي الجديد- الأنبا ثاؤفيلس أسقف منفلوط- الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السيدة العذراء بجبل أخميم- الأنبا فيلوباتير أسقف أبو قرقاص وتوابعها- الأنبا فام أسقف شرق المنيا لقد قام الأنبا يؤانس بتكييف المغارة الأثرية تكييفا مركزيا كما قام بعمل سيراميك الأرضية.