رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتب أيمن السميرى: الذى طعن نجيب محفوظ كالذى طعن سلمان رشدى

الكاتب أيمن السميري
الكاتب أيمن السميري

علق الكاتب أيمن السميري، على طعن الكاتب الروائي سلمان رشدي، حيث هاجمه شاب أمريكي من أصول لبنانية يدعي "هادي مطر"، بحوالي 15 طعنة، خلال محاضرة ثقافية في مدينة نيويورك، ويرقد سلمان رشدي حاليًا في حالة وفاة سريرية، بحسب وكالات أنباء عالمية.

وحول محاولة اغتيال سلمان رشدي، بما يشبه تلك التي تعرض إليها نجيب محفوظ خلال عقد التسعينيات من القرن العشرين، قال الكاتب أيمن السميري: «يقولون إن البشر دائموا التعلم من تجاربهم واستخلاص العبر من خبراتهم الدموية بتحاشي عدم تكرارها خاصة إذا كانت النتيجة واحدة، تبدو المقولة منطقية وعقلانية لكنها ليست كذلك مع الهوس بالدين والاستسلام لغواية الحقيقة المطلقة».

وأضاف «السميري»، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»: »منذ متى لم تنتج النار نارًا أشد احمرارًا وغضبًا، الذي طعن نجيب محفوظ كالذي طعن سلمان رشدي، كلاهما ابن مستكبر الشرر الذي أحرق نصف القرن العشرين، ويكمل معنا الربع الأول من الواحد والعشرين، الهوس بالفكرة الإسلامية ذلك الكنز الذي لمعته استخبارات الغرب وتلقفته الجموع الإسلامية المهزومة حضاريًا بعدم مشاركتها في أي منجز إنساني، المشتاقة بلهفة لوهم يرتق اهتراء واقعها».

وتابع: «الفكرة الإسلامية التي تلقفتها أنظمة الحكم الديكتاتورية بعيد خمسينيات القرن المدي لتستمتد منها شرعية وجود يغطي على متواليات من الفشل الحضاري، فكانت رعاية الهوس فرض عين على كل حاكم ولو على حساب الإنسان».

وأوضح: «تراجعت الفنون والآداب والبحث العلمي والموسيقى وصناعة الذائقة لصالح الفكرة المطلقة والحقيقة الواحدة.. والتأسلم الشفاهي الشعائري الطقوسي العباداتي ومنه يتوالد الغضب ويتوالد التعصب، لا عجب إذًا أن يبقى سكين نجيب محفوظ جاهزًاعلى الدوام لنحر أقرب عقل، لم يتغير شيء منذ طعنات محفوظ وحتى طعنات سلمان رشدي، كل ما تغير هو أن أجيالًا جديدة من المهاوييس قد حلوا بسلام بيننا وأصبحوا أغلبية كاسحة تحدد لنا مازورة وجودنا، مالم يحدث إحياء جديد وبعث لقيمة الإنسان السابق وجوده على أي دين لن يتغير شيء.. مالم نؤسس لعصر الإنسان ونحتفي بوجودنا لن يتغير شيء وسيبقى الهوس بكل تجلياته».

وكان «الخوميني»، قد أصدر في العام 1989، فتوي تقضي بإهدار دم الكاتب البريطاني من أصل هندي كشميري سلمان رشدي، على خلفية نشره لرواية «آيات شيطانية»، كما كانت إيران قد أعلنت عن مكافأة قدرها 3 ملايين دولار لمن يستطيع قتل سلمان رشدي.