رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكم النسيان والشرب فى صيام السنة وصيام يوم عاشوراء

الإفتاء
الإفتاء

يصوم الكثير من المسلمين اليوم يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر المحرم وهو اليوم الذي نجّىٰ الله فيه موسى من فرعون، ويعد صيام يوم عاشوراء سنة مؤكدة أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بصيامه لما له من فضل عظيم. وفي سياق ذلك ازداد البحث عن حكم النسيان في صيام السنة، وهل يكمل المسلم صومه ويحتسب له الصيام أم يفطر لأن الصيام في يوم عاشوراء مجرد سنة وليس فرضا كصيام شهر رمضان.

حكم النسيان في صيام السنة

وعن حكم النسيان في صيام السنة، قالت دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن المُفتى به أن من أكل أو شرب ناسيًا في نهار رمضان أو في صيام التطوع لا يبطل صومه، ولا يجب عليه القضاء ولا الكفارة، مستشهدة بحديثين نبويين للرسول حول حكم النسيان في صيام السنة، «مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ، فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ» أخرجه مسلم في صحيحه، «إِذَا أَكَلَ الصَّائِمُ نَاسِيًا أَوْ شَرِبَ نَاسِيًا فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، وَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ» أخرجه الدارقطني في سننه.

وتابعت دار الافتاء حول حكم النسيان في صيام السنة: «هذه الأحاديث الشريفة أدلة على أن الصائم إذا أكل أو شرب ناسيًا فعليه أن يتمَّ صومه، ولا قضاء عليه، ويومه الذي أتم صيامه صحيح ويجزئه»، نافية وجود فرق في ذلك بين صيام النفل والفريضة، وهذا هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة.

ويذهب الجمهور من الفقهاء إلى أن من أفطر ناسيا في الفريضة، والنافلة فإنه يتم صيامه ولا قضاء عليه، وقال الصنعاني في سبل السلام: "فليتم صومه" على أنه صائم حقيقة. وهذا قول الجمهور، وزيد بن علي والباقر وأحمد بن عيسى والإمام يحيى والفريقين.

وذهب غيرهم إلى أنه يفطر قالوا: لأن الإمساك عن المفطرات ركن الصوم، فحكمه حكم من نسي ركنا من الصلاة فإنها تجب عليه الإعادة، وإن كان ناسيا. وتأولوا قوله "فليتم صومه" بأن المراد فليتم إمساكه عن المفطرات. 

صيام يوم عاشوراء 

يوافق اليوم الإثنين يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر محرم، وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه البخاري في "صحيحه".

وعن السيدة عائشة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم عاشوراء" أخرجه مسلم في "صحيحه"، وعن أبي قتادة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه مسلم في "صحيحه".