رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

5 أسئلة حول الانتخابات الرئاسية فى لبنان

الانتخابات الرئاسية
الانتخابات الرئاسية في لبنان

يتصاعد الخلاف بين الرئاسة والحكومة اللبنانية، في وقت يبقى فيه حالة الجمود على مستوى تشكيل الحكومة وزيادة الطوابير أمام المخابز وانقطاع التيار الكهربائي، مما يجعل الأزمات تطفو إلى السطح بالتزامن مع قرب انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون بنهاية أكتوبر المقبل.

وكلف عون، في 23 يونيو الماضي، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة جديدة بناء على استشارات نيابية نال فيها الأخير 54 صوتا مقابل 25 لصالح نواف سلام، السفير السابق لدى الأمم المتحدة، فيما امتنع 46 نائبا عن تسمية أحد.

ولكن تبقى الحكومة الحالية في تصريف أعمال دون تشكيلة جديدة، وهو ما يراه المتابعون للشأن اللبناني، مقصودًا من أجل عدم تشكيل حكومة جديدة قبل انتخاب الرئيس المقبل.

وفي الوقت نفسه لم يتم الكشف عن الأسماء المرشحة لمنصب رئيس الجمهورية، خلفًا للرئيس عون، وذلك نظراً للخلافات القائمة بين الطبقة الحاكمة في لبنان، ولكن تشير بعض الأراء إلى أن الفترة القادمة قد يتم الكشف عن أسماء جديدة منها السياسي اللبناني سليمان فرنجيه، بالإضافة إلى رغبة وزير الخارجية الأسبق جبران باسيل في الترشح، وما يتردد حول نية رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في الترشح أيضاً.

الانتخابات اللبنانية 2022: توقع نتائج الانتخابات اللبنانية بعد خسارة حلفاء  حزب الله مقاعد
الانتخابات الرئاسية اللبنانية

أولاً: الانتخابات الرئاسية اللبنانية إلى أين؟

قال الكاتب الصحفي اللبناني فادي عاكوم، إن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن المرشح الأبرز حالياً هو سليمان فرنجيه، زعيم تيارة المردة، كونه أحد الشخصيات القليلة في لبنان القادر على التعاطي مع جميع القوى الإقليمية والدولية، مضيفًا:" فعلاقته جيدة مع حزب الله وسوريا والدول العربية، والدول الغربية أيضاً، يملك علاقات جيدة".

وأضاف عاكوم، في تصريحات لـ"الدستور": "ومع غياب أسماء قادرة على التنافس في الانتخابات المقبلة، فيصبح هو الأقدر، حتى وإن قال "جعجع" إنه يرغب في الترشح، فحزب الله لن يقبل بذلك، والذي لديه أغلبية نيابية هو وحلفاؤه حتى الآن، كما أن ترشح باشيل نسبه  ضئيلة جدًا، وإن كانت لديه رغبة كبيرة، ولكن العقوبات المطبقة عليه، فضلا عن علاقاته العربية السيئة تمنعه من هذا".

لبنان.. بدء فرز الأصوات في الانتخابات البرلمانية

ثانياً: هل هناك توافق على الأسماء المطروحة؟

حتى الوقت الحالي لا يوجد طرف متوافق عليه من جميع القوى، وإن كان هناك مرشح سيكون بديلاً في حال فشلت القوى السياسية في اختيار رئيس مقبل، وفي هذا السياق يشير عاكوم إلى أن طبيعة الانتخابات الرئاسية في لبنان، تتم عن طريق التوافق على شخص معين بين القوى السياسية، ومن ثم يتم الانتخاب، مردفاً: "وإن وضعت عراقيل من جهة التيار العوني ضد سليمان فرنجيه، سيكون التوجه نحو قائد الجيش اللبناني، كحل وسطي يحظى باحترام داخلي وخارجي، كونه قائد المؤسسة الوحيدة التي لا تزال نظيفة في لبنان ولم تتعرض إلى الاهتراء".

انتخاب رئيس لبنان

ثالثًا: كيف يمكن انتخاب رئيس لبنان؟

بحسب "الدستور"، يمكن المباشرة بعملية انتخاب رئيس جديد مع بداية سبتمبر القادم، تلافيا للوصول إلى فراغ رئاسي يحذر منه المجتمعان المحلي والدولي، في ظل استمرار الأزمة المعيشية والانهيار الاقتصادي منذ أكثر من عامين، إضافةً إلى عدم تشكيل الحكومة حتى الآن، ولكن الانتخابات ستكون بحلول نهاية أكتوبر.

ويوضح الكاتب الصحفي اللبناني محمد الرز، أن انتخاب الرئيس يتم عن طريق تصويت 128 نائباً لبنانيا على المرشحين لرئاسة الجمهورية، وفق النظام البرلماني اللبناني، لافتًا من جانبه إلى أنه بطبيعة الحال فإن انتخابات الرئاسة في لبنان لا تصنع في لبنان.

لبنان

رابعاً: كيف تؤثر التركيبة الطائفية على اختيار رئيس لبنان؟

تابع الرز في تصريحات لـ"الدستور": "رئيس لبنان يأتي نتيجة توافقات دولية وإقليمية ولبنانية محلية، وسبب ذلك أن التركيبة الطائفية اللبنانية تسمح بارتباط ممثلى الطوائف بجهات إقليمية أو دولية سعيا وراء تحصيل الاطمئنان على الوجود والدور، ومنذ أن نال لبنان استقلاله عام 1943 كانت هذه المسألة شبه سائدة فالمسلمون اللبنانيون ارتبطوا بالعمق العربي فيما التحق ممثلو الطوائف المسيحية بالبعد الأوروبي والفرنسي تحديدا، ذلك أن فرنسا التي كانت منتدبة على لبنان أوجدت هذه الصيغة بعدما تركت امتيازات كبيرة للمسيحيين من مدارس وجامعات ومطابع ومستشفيات معظمها لا زال قائما".

وأردف الكاتب اللبناني: "أما الآن فقد دخل على التركيبة اللبنانية جهات عديدة مثل إيران وعلاقتها بالشيعة والولايات المتحدة وأوروبا  مع شرائح مسيحية واسعة فيما بقي معظم السنة على التزامهم بالانتماء العربي، كل هذه العوامل تؤثر بشكل أو بآخر في انتخاب الرئيس اللبناني".

كما أضاف أن هناك أسماء عديدة طرحت للرئاسة اللبنانية مثل سليمان فرنجية وجبران باسيل ونعمة فرام وجهاد أزعور وزياد بارود وغيرهم، قائلًا: "لكن المراقب يشعر بأن التوجه هو على الشكل التالي: أن معظم هذه الأسماء احترق بعضها وتراجع بعضها الآخر، وأن التوجه العربي والدولي يرفض رئيسا حزبيا للبنان أو محسوبا على طرف من الأطراف، وأن الانتخابات الرئاسية لن تتم في موعدها الدستوري على الأرجح بسبب التناقض الحاد في المواقف حولها، وأن ثمة تحرك عربي ودولي مشترك سوف يؤدي إلى وضع خطة طريق للمسألة اللبنانية وإنهاء أزمتها"، مشيرًا إلى أنه من المحتمل أن يتولى الرئيس المقبل للبنان تنفيذ هذه الخطة.

الجيش اللبناني

خامسًا: هل يتولى الجيش اللبناني الرئاسة؟

قال الرز: "وفي هذا الإطار فإن الاسم الأقوى لتولى هذه الخطة، هو قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي نجح في الحفاظ على الجيش رغم كل الصعوبات والانقسامات وهو ملتزم بالإصلاح وشروط الشفافية ومحاربة الفساد وعلى علاقة جيدة عربيا ودوليا".