رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من أفضل الأخبار

لا شك أن المصرى الذى ولد فيها ونما وكبر وتعلم وعمل جل سنين حياته ثم اغترب وتوطن بدولة لها قدرها ومكانتها فى المركز العالمى، تبقى مصر فى دمه وقلبه ولبه مهما طالت غربتنا، فلها من القلب كل تقدير، إلى أن تقوده الأقدار لأن يحيا فى دولة لها قدرها وتهتم بالإنسان- ولا أكتم سرًا بكونها تهتم بالطير والحيوان أيضا.
ودافعى لكتابة هذا المقال هو الخبر الذى أكدته السفارة الأمريكية فى مصر، اليوم الثلاثاء، الخامس والعشرين من شهر يوليو الماضى، فى بيان لها، بأن «المبعوث الأمريكى الخاص للقرن الإفريقى مايك هامر التقى فى القاهرة مسؤولين حكوميين مصريين رفيعى المستوى فى الخامس والعشرين من يوليو (تقريبا ساعة الخبر يأتى المقال) لدفع الجهود الدبلوماسية للتسوية بشأن سد النهضة الإثيوبى الكبير بما يدعم الاحتياجات المائية ويدعم أيضا الاقتصاد والظروف المعيشية لكل مواطنى مصر والسودان وإثيوبيا».
وأشار الخبر إلى أن المبعوث الخاص هامر قال: «جئت إلى القاهرة فى أول رحلة رسمية لى للمنطقة لأستمع إلى آراء شركائنا المصريين بشأن القضية الهامة المتعلقة بسد النهضة الإثيوبى الكبير ولفهم احتياجات مصر المائية بشكل أفضل. نشارك بنشاط فى دعم طريق دبلوماسى للمضى قدما تحت رعاية الاتحاد الإفريقى للتوصل لاتفاق يوفر الاحتياجات طويلة الأجل لكل مواطن على امتداد نهر النيل».
وأوضح أن الرئيس جو بايدن أعرب لنظيره السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال لقائه فى جدة مجددا عن دعم الولايات المتحدة للأمن المائى لمصر، وصياغة قرار دبلوماسى يحقق مصالح جميع الأطراف ويسهم فى إقامة منطقة أكثر سلاما وازدهارا.
ركزت زيارة المبعوث الخاص هامر إلى القاهرة التى جاءت بعد أيام فقط من لقاء الرئيسين بايدن والسيسى على هذه الأولوية، وأبرز البيان أن هامر التقى فى الخارجية المصرية فريقا مشتركا من الجهات المسؤولة عن مفاوضات سد النهضة مع إثيوبيا والسودان.
كما التقى فى البرلمان النائب كريم درويش رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب. وتابع الأحداث التى جرت على مدار العقود الأربعة الماضية، حيث قدمت الولايات المتحدة أكثر من ٣٫٥ مليار دولار لتعزيز الأمن المائى فى مصر من خلال توفير المياه النظيفة لزوم سكان مصر (شعب وضيوف) وتطوير خدمات معالجة المياه فى القاهرة والإسكندرية وتحديث محطة توليد الكهرباء فى سد أسوان وبناء البنية التحتية للمياه لسكان شمال سيناء، وتأتى مشاركة المبعوث الخاص هامر فى المناقشات حول سد النهضة كامتداد لهذا السجل القوى وتاريخ الشراكة الأمريكية مع مصر.
وبناء على الدعوة الرسمية المقدمة من الولايات المتحدة للسيد الرئيس السيسى لزيارة الولايات المتحدة، فإن هذه الدعوة الرسمية قدمتها القائمة بأعمال السفارة الأمريكية فى مصر نيكولا شاميين من البيت الأبيض للرئيس السيسى وذلك لحضور قمة القادة الأمريكية الإفريقية التى ستعقد فى القاهرة من ١٣- ١٥ ديسمبر ٢٠٢٢.
وإن جاز التعليق على هذا البيان الخبرى الرائع ببعض السطور فأولاً أنوه بمكانة مصر عالميا، وهنا أشير الى أن كل مصرى يعتز بمصريته سواء أكان يعيش على أرضها أم فى موقع آخر حول العالم، ثم يصح أن أذكر أن النظام الأمريكى بقوانينه لا يفرق بين من على أرضه لا بسبب اللون ولا الجنس أو العرق أو الدين، فالولايات الأمريكية الخمسون يعيش فيها وعلى أرض كل منها تعدد إنسانى زاخر بألوانهم وأصولهم وأعراقهم دون تمييز بين من ولد على أرضها أو من جاء اليها مع أسرته حتى مع تعدد الألوان واللغات واللهجات فالكل على أرض أمريكا سواء.
وختام المقال أن مصر فى دمنا مهما طالت غربتنا فلها من القلب كل تقدير، وشكرا لقادة الولايات المتحدة وما يقدمونه لأطفالنا وكهولنا والدرس للجميع نحو حياة آمنة، وتسقط الأنانية والانعزالية والعدوانية والكراهية وسلام الله يحفظ الجميع بكل اختلافاتهم وتنوع اصولهم وجذورهم، فالحب مقترن بالسلام يسود.