رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيله.. أحمد زويل كانت تستهويه المواقف الساخرة والحوار المبهج

العالم الجليل الدكتور
العالم الجليل الدكتور أحمد زويل

 

تحل اليوم الذكرى السادسة لوفاة أحد أعلام مصر في تاريخ العلم الحديث، الدكتور أحمد زويل، حاصد جائزة نوبل عام 1999 في الكيمياء، بفضل ابتكاره لنظام تصويرسريع يعمل باستخدام الليزر، ويستطيع رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض، والوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة هي فيمتو ثانية أي جزء من مليون مليار جزء من الثانية.

 

زويل ترك بصمات في العلم سجلها التاريخ المصري والعالمي بأحرف من نور، إذ ساعد بنتائج تجاربه العلمية على اكتشاف العديد من الأمراض، كذلك سجلت له براءات اختراع لعدد من الأجهزة العلمية.

 

نشأته

ولد أحمد زويل بمدينة دمنهور عام 1946، ثم انتقل مع أسرته لمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وأتم مراحل الدراسة ليلتحق بكلية العلوم جامعة الإسكندرية ويحصل على البكالوريوس  بامتياز مع مرتبة الشرف في عام 1967 تخصص الكيمياء.

 

عين معيداً بالكلية وحصل على درجة الماجستير عن بحث فى مجال علم الضوء.

 

وفي منحة علمية سافر للولايات المتحدة الأمريكية ليحصل على الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا فى علوم الليزر، وبعد ذلك عمل باحثاً منذ عام 1974 وحتى عام 1976، لينتقل للعمل بجامعة «كالتك»، وهي واحدة من أكبر الجامعات العلمية فى أمريكا. 

 

تدرج فى عدد من المناصب العلمية داخل جامعة «كالتك» إلى أن أصبح أستاذ كرسى علم الكيمياء بها، وهو أعلى منصب علمى فى أمريكا، وجاء ذلك خلفًا للعالم الأمريكى لينوس باولنج والذى كان حصل على جائزة نوبل مرتين الأولى فى الكيمياء والثانية فى السلام.

 

استطاع زويل مسيرته العلمية نشر أكثر من 350 بحثًا فى عدد من المجلات العلمية العالمية المتخصصة مثل مجلة «Science» و «Nature»، كما عمل أستاذًا زائرًا بأكثر من 10 جامعات.

 

نجح أحمد زويل عالم مصر الحاصل على جائزة نوبل  في إلقاء مئات المحاضرات العلمية فى كافة أنحاء العالم، كما ورد اسمه فى قائمة الشرف بالولايات المتحدة الأمريكية والتى ضمت أهم الشخصيات التى ساهمت فى النهضة الأمريكية وجاء اسمه رقم 18 من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أهم علماء الليزر وضمت القائمة اينشتين، جراهام بل.

 

في عام 2009 عينه باراك أوباما في المجلس الاستشاري الرئاسي بالبيت الأبيض، وفي نوفمبر من نفس العام، عُين كأول مبعوث علمي للولايات المتحدة إلى دول الشرق الأوسط.

 

في مقال كتبه أحمد المسلماني عن الدكتور أحمد زويل بحكم عمله لسنوات طويلة مع العالم المصري قال: "يقرأ حائز نوبل الأبحاث الأكاديمية والأوراق العلمية ويكتب الملحوظات.. ولا يقرأ الصحف ولا المجلات على الطائرة.. كما أنه لا يفضل الحديث.. ويتعامل مع مقعد الطائرة باعتباره مكتبًا طائرًا".

 

وتابع المسلماني: " في الطريق من المطار إلى الفندق في بلد الوصول.. لا يقرأ الدكتور زويل.. ويبدأ الأحاديث ذات الطابع المبهِج.. والمضحك.. ليسأل عن المواقف الساخرة وآخر النكات.. بحيث تصبح الرحلة من مطار الوصول أشبه بمشاهدة فيلم كوميدي أو فاصل ترفيهي".

 

مرضه ورحيله

أصيب الدكتور أحمد زويل بورم سرطاني في النخاع الشوكي وأعلن عام 2016، بأنه تخطى المرحلة الحرجة من مرضه إلا أنه فارق الحياة في مثل هذا اليوم 2 أغسطس عام 2016، وكانت وصيته أن ينقل جثمانه إلى مصر وأن يوارى الثرى فيها.

 

ودعت مصر ابنها البار في جنازة عسكرية رسمية تقدمها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووضع جثمان العالم الراحل على عربة مدفع تجرها الخيول وتقدمها جنود يحملون أكاليل الزهور والأوسمة التي نالها على مدى حياته.