رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خلال ليالى الوصال.. منير القادري يحلل القصد المصون في التربية على قيم الاعتدال

د.منير القادرى بودشيش
د.منير القادرى بودشيش

 بمناسبة مشاركته في الليلة الرقمية الخامسة عشر بعد المائة من ليالي الوصال الرقمية "ذكر وفكر"، التى تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بتعاون مع مؤسسة الجمال، تناول الدكتور مولاي منير القادري بالتحليل موضوع « القصد المصون في التربية على قيم الاعتدال وعدم الإسراف».

 

يشار إلى أنه قد تم خلال هذه الليلة الرقمية تقديم التهنئة والتبريك  لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله والشعب المغربي والأمة الإسلامية جمعاء بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة 1444، وكذا بمناسبة تخليد الذكرى الثالثة والعشرين لتربع مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، على عرش أسلافه الميامين مع الدعاء لجلالته  بالصحة والعافية والحفظ والنصر والتأييد، كما تم تقديم  التهنئة لفريق النهضة البركانية بمناسبة فوزه بكأس العرش لموسم 2020-2021 . 

 

لفت رئيس مؤسسة الملتقى في بدايتها إلى أن نعمة الوسطية والاعتدال نابعة من إرادة إلهية، وليست مجرد خيار إنساني لما هو مباح من الأمور، مستشهدا بقوله تعالى { وكَذَلكَ جَعَلْنَاكُمْ أمَّة وسَطا لتكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ويَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} سورة البقرة، الآية: 143.

 

وأبرز أن الوسطية التي أرادها الله تعالى للأمة الإسلامية تشمل الوسط في التصور والاعتقاد، وفي العبادة والمعاملات، وفي التفكير والشعور، وفي التنظيم والتنسيق، وفي الاستهلاك والتدبير ، حتى تحقق لها الشهادة على حضارات الغلو والإفراط والتفريط، فتنقد البشرية من براثين الاستلاب الفكري والعولمة المتوحشة الموجهة للاستهلاك المفرط والإسراف والتبذير .

 

ودعا إلى ضرورة تلبية متطلبات الروح الى جانب متطلبات الجسد، مفسرا ذلك بأن الله  خلق الإنسان ببعدين: هما البدن  والروح، وأن لكل منهما حاجات فطرية طبيعية، محذرا  في نفس الوقت من أنه إذا انساق الإنسان وراء متطلبات الجسد فقط ولم يلبِّ إلا حاجاته المادية ضَلَّ طريقَه إلى السكينة والسعادة، فتضطرب نفسه وتظهر عليه الأمراض والأدواء النفسية والاجتماعية المستعصية، مشيرا إلى أن هذا هو واقع كثير من المجتمعات المعاصرة التي خالفت الفطرة المستقيمة وتركت عمارة الأرض وانهمك أهلها في طلب الماديات والإفراط في إشباع الرغبات الجسدية ووقعت في عدم التوازن وعاش عيشة ضنكا.

 

 وأوضح “القادري” أن الله جعل لكل شيء قدَر، وأن هناءة العيش في التنقل بين أضداد الحياة، وأردف أن ذلك إذا كان  بقدر الضرورة من غير مبالغة كان الاعتدال المحمود والتوسط المطلوب، وأضاف أن الانسان إذا بالغ في الإقلال أو الإكثار خالف وأفسد موازين الأمور ودخل في حدود الضرر، وكان الإسراف والغلو والفساد في الأرض، مستدلا بقوله سبحانه وتعالى { وَلَا تُطِيعُواْ أمْرَ المُسْرِفينَ الذينَ يُفْسِدُونَ فِي الارضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} سورة الشعراء، الآية: 151.