رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدبة تقتل صاحبها

مثل عربي قديم يحكي عن دبة كانت تحب صاحبها لدرجة الجنون وتدافع عنه بشراسة، رأته نائمًا تحت الشجرة ورأت ذبابة تضايقه أثناء نومه.. فما كان منها إلا أن أتت بحجر ضخم وألقته علي وجه صاحبها فقتلت الذبابة وقتلت صاحبها.
هذا المثل يطلق علي كل من يدافع عن صديقه بغباء ويؤدي إلي قتله في النهاية.
على الصعيد الدولي رأينا ما حدث مع من جرائم وقعت فيها بعض الدول ومازالت تعاني بشدة لتصحيح تلك الأخطاء التي ارتكبتها بجهل وبحسن نية.
وعلي الصعيد الوطني لا يزال هناك بعض رجال الإعلام المعروفين بالاسم يقتلون في النظام الحاكم بحجة الدفاع عنه بطريقتهم التي أقل ما توصف به أنها الطريقة الأغبي والأمثلة كثيرة يعرفها القاصي والداني ويتغافل عنها النظام للأسف ربما لأنه لا يعرف حتي الآن مدي كراهية المواطن لهذا النوع من النفاق الممجوج.
تحضرني الآن قصة شكسبير "يوليوس قيصر" وهي مثال رائع يصف كيف يدافع الصديق بذكاء عن صديقه.
القصة باختصار تحكي أن يوليوس قيصر كان قائدًا فذًا لجيوش الرومان وحاكمًا لروما ثم تآمر عليه مساعدوه وقرروا قتله وفي اعتقادهم أن ذلك لصالح البلاد، وبالفعل أطلقوا الشائعات ضده لتهيئة الرأي العام الذي يعشقه وأرسلوا شخصًا مستفزا اعترض طريقه أثناء صعوده للبرلمان وطالبه بالإفراج عن أحد أقربائه بصفاقة فما كان من القيصر ألا أن نهره بشدة، فاستغل معاونوه تلك الحادثة أسوأ استغلال ضده وبعد أن اطمأنوا لتشويه سمعته هجموا عليه في البرلمان وطعنوه بالخناجر حتي الموت وكانت الطعنة الأخيرة من صديقه الحميم وقال قيصر وقتها جملته الأشهر: حتي أنت يا بروتس؟ إذن فلتصعد روحي إلى السماء.
عاد مارك أنطونيو فعلم بمقتل صديقه وطلب منه المتآمرون إلقاء خطبة في البرلمان لتعديد مساوئ القيصر لتبرير فعلتهم أمام الرأي العام، هنا كان ذكاء أنطونيو، قال في خطبته إن القيصر بالفعل كان ديكتاتورًا لكن ذلك كان الحل الأمثل للقضاء على الفساد وكان فظًا لكن مع اللصوص والمجرمين وكان مسرفًا لكن كل ما أسرفه كان لصالح البلاد وتطويرها وتنميتها ولم يتكسب من وراء ذلك شيئًا.
هنا انقلب السحر على الساحر، وبدأ أهالي روما يتداركون الحقيقة المرة وكشفوا مؤامرة قتل القيصر وانقلبوا على المتآمرين.

الحكمة "دافع عن صديقك بذكر الحقائق بذكاء وإلا ستكون السبب الأول في مصرعه".