«ملتم يوليو وتهور الشباب».. ما سبب ارتفاع حالات الغرق بشواطئ الإسكندرية؟

شهدت شواطئ الإسكندرية، خلال شهر يوليو، زحامًا شديدًا وإقبالا كثيفا من المصطافين من جميع المحافظات، لقضاء عطلة صيفية بعروس البحر المتوسط والاستمتاع بشواطئها، ولكن كان للبحر قانون آخر حيث ارتفعت الأمواج واشتد التيار، وأعلنت المحافظة التحذيرات بسبب حالات الغرق التي سجلتها الإسكندرية.

ومع ارتفاع حالات الغرق في تلك الفترة بجميع المحافظات وخاصة شهر يوليو، كان السؤال لماذا سجلت الإسكندرية هذا العدد من الغرقى؟، وهل يستمر ذلك في شهر أغسطس المقبل؟.

قال الكابتن إيهاب المالحي، قائد فريق غواصين الخير المتطوعين، إن الأيام الماضية في شهر يوليو كان البحر صعبا، حيث إن مشكلتنا في هذا الشهر إنه يمر بفترة «ملتم» والذي يشبه نوة الشتاء، حيث ترتفع فيها الأمواج ويشتد التيار وتزداد حالات الغرق بسبب تلك العوامل خاصة بالبحر المفتوح، مشيرًا إلى تلك الأيام تشهد هدوءا في الأمواج، وأن شهر أغسطس تكون فيه حالة البحر معتدلة بخلاف يومين ترتفع فيهم الأمواج قليلًا.  

ملتم شهر يوليو

وأضاف لـ«الدستور»، أن السبب في زيادة حالات الغرق خاصة بمحافظة الإسكندرية هذا العام، هو تزامن «ملتم» شهر يوليو مع إجازة عيد الأضحى، والذي توافد بها الكثير من المصطافين على شواطئ الإسكندرية، مشيرًا إلى أن السبب الأكبر هو انخفاض الوعي وعدم الالتزام بالتعليمات.

وتابع أن الإسكندرية تصدرت حالات الغرق خلال فترة العيد، حيث سجلت 14 حالة، بخلاف الحالات التي كان تنتشل على الفور، بسبب تهور الشباب والنزول للبحر في أوقات لا يسمح بالسباحة فيها، فضلا عن النزول في الشواطئ المحظورة والمغلقة، مشيرًا إلى أن  حالات الغرق كانت معظمها لشباب من سن 13 حتى 21 عامًا.

احذر البحر المفتوح

ولفت إلى أن شاطئ السلام بالعجمي، أكثر شاطئ شهد حالات غرق هذا العام بسبب أنه ضمن «البحر المفتوح» التي لا تتواجد بها حواجز أمواج مثل شواطئ شرق المحافظة، ولشدة التيار في بحر العجمي ينجرف الشخص للداخل ويتعرض للغرق إذا كان لا يجيد السباحة، بجانب نزول الشباب كان في الفجر أو بعد غروب الشمس، وهذه الأوقات لا تتواجد بها مسؤولي الإنقاذ على الشواطئ، حيث تعرضت مجموعات كبيرة من الشباب للغرق منهم من تم إنقاذه ومنهم من لقى مصرعه.

تحذيرات الشواطئ ورفع الراية الحمراء

وأوضح «المالحي» أن المحافظة والإدارة المركزية للسياحة والمصايف اعلنت تعليمات وتحذيرات خلال فترة اضطراب حالة البحر،  وكثفت تواجد المنقذين والغطاسين، ورفعت الرايات الحمراء بشواطئ غرب الإسكندرية، فضلا عن تحذيرات ببعض الشواطئ بعدم النزول نهائيا، ورغم رفع لافتات ممنوع الاستحمام، كان المواطنين ينزلون لمياه البحر، حتى في وقت البحث عن الغرقى.
 

250 غواصا ينتشلون الغرقى مجانًا

وأكد «المالحي» أن فريق غواصين الخير المتطوعين ينتشلون الغرقى من جميع المحافظات مجانًا لوجه الله، لافتًا إلى أن عدد المتطوعين في الانتشال 250 غواصا بجميع معداتهم مجانا تماما، أما جروب غواصين الخير فهو يضم 18 ألفا من جميع المحافظات.

وأكد قائد غواصين الخير أنه يتم تدريب الغواصين على إنقاذ الغرقى والإسعافات الأولية بشكل دائم بالإسكندرية، بتواجد منقذين وغواصين من جميع محافظات مصر.