رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاثوليكية بمصر تحيي ذكرى رحيل القديس بطرس ذهبي الكلمة «راﭬينا»

الكاثوليكية
الكاثوليكية

روى الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني سيرته قائلا: وُلِدَ "بطرس ذهبي الكلمة " بميناء إيمولا شمال إيطاليا حوالي عام 400م، نال معمويته عن يد "كورينليوس" أسقف إيمولا، كما تتلمذ على يديه، إلى أن أصبح فتىً يافعاً فرسمه كورينليوس شماساً، ثم صار رئيس شمامسة على عهد إمبراطور الإمبراطورية الرومانية الغربية "ڤالينتنيانوس الثالث".
 

وتابع: رسمه البابا "سكيستوس الثالث" أسقفاً لراڤينّا شمال إيطاليا عام 433م، حيث كان بطرس شاباً في الثالثة والثلاثين من عمره، وكانت راڤينّا عاصمة غرب الإمبراطورية، ويُقال أن البابا سكيستوس الثالث رفض مرشحين آخرين لهذه المهمة لأنه رأى رؤية للقديس بطرس هامة الرسل والقديس أپوليناريس، وظهر معها الشاب بطرس كأسقف للمدينة، وكان البابا سكيستوس الثالث لم يراه من قبل، فلما حضر في أحد الزيارات كمُرافق للأسقف كورنيليوس عرفه سكيستوس ورسمه أسقفاً.

 

مضيفا: عُرِفَ الأسقف الشاب بين الناس بأنه "أستاذ العِظات"، حيث كان برغم صغره وخبرته المحدودة قادراً على إلقاء عظات قصيرة الوقت لكنها مُركَّزة المعنى وبأفكار وتأملات مُلهِمَة، وكان شديد الاهتمام بتقصير وقت العظة قدر الإمكان حتى لا يتسبب في إرهاق سامعيه لكي يتمكنوا من استكمال صلاة القداس بنفس تركيز وحماس البداية، كما كان دقيق في شرح اسفار العهد القديم وربطها بكمال العهد الجديد. 

 

وواصل: كذلك كانت تقواه وحماسته الروحية شئ مُحبَّب ومُلهِم  لكثيرين من أجل استعادة النشاط الروحي، لذلك أصبح يُدعى " ذهبي الكلمة " أيضاً يُحسَب موقفه من الأريوسية (بدعة إنكار لاهوت المسيح)، والشرح المُبسَّط لقانون الإيمان النيقاوي، وسرّ التجسُّد وموضوعات أخرى عقيدية هامة.
 

وتابع: كان ارتباطه عميق بسرّ الإفخارستيا، وشجَّع الناس على حضور القداس والتناول اليومي. وكان شديد الحماس لإظهار وجه الله الرحيم، الغافر للخطايا والمنتظر لعودة التائب من أجل حياة جديدة من خلال فرح التوبة، وكذلك تحرير إرادة الإنسان نحو الخير وطاعة الروح من خلال الأصوام كوسيلة لتنمية الإرادة والتحرُّر.
 

وواصل: وفي مجمع القسطنطينية المنعقد عام 448م، كان ضمن الإجماع الذي رفض بدعة المونوفيزيقية (بدعة الطبيعة الواحدة للمسيح)، والذي أدان الأسقف أوطيخا الذى تبنى هذه الفكرة ، ورغم مناشدة أوطيخا للاسقف بطرس لمساندته، لكن الأسقف بطرس رفض هذه الهرطقة وبسبب القيمة الروحية العالية لعظات القديس بطرس ذهبي الكلمة، اهتم "فيلكس" أسقف راڤينّا.
 

وتابع: في القرن الثامن بجمع مخطوطات عظاته المكتوبة، وقد تمكن من تجميع حوالي 176 عظة وترجمتها للغات عديدة.

 
توفي القديس بطرس ذهبي الكلمة، في 31 يوليو 450 م أثناء زيارة لمسقط رأسه إيمولا، بعمر ناهز الخمسين.


دُعيَ قديساً ومعلماً للكنيسة عام 1729م، على يد البابا بندكتس الثالث عشر، وهو شفيع الواعظين ومدينة إيمولا.