رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد إعادة مستشفيات العزل.. كيف نواجه المرحلة القادمة من كورونا؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

انتشرت مؤخرًا التعليقات الساخرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن تعرض الكثيرين لدور برد من المروحة أو التكييف بشكل مفاجئ مع عدم العلم والتجاهل بعودة الإصابة بفيروس كورونا، من جديد ودخول مصر في الموجة السادسة للفيروس، والتي بدأت بالفعل منذ أسابيع مضت.

وبالفعل أصدرت وزارة الصحة والسكان تعليمات عاجلة، بالتزامن مع ارتفاع إصابات كورونا، بتحويل مسستفى صدر العباسية وحميات العباسية وحلوان إلى عزلٍ كلي؛ لاستعاب الأعداد المتوقعة من حالات الحجز في المستشفيات.
ويأتي ذلك بالتزامن مع إعلان الوزارة  في بيانها الأسبوعي أن المنحنى الوبائي لفيروس كورونا يشهد ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد الإصابات، مطالبة المواطنين بضرورة اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية اللازمة؛ للوقاية من الفيروس، وارتداء الكمامات والحرص على التباعد الاجتماعي، والبعد عن الزحام وعدم التواجد في أماكن مغلقة.

الموجة السادسة أكثر انتشارًا

في البداية علق الدكتور محمد أبو عامر، أستاذ علم المناعة، قائلًا: «إن السلالة الحالية الجديدة (BA5) من فيروس كورونا، هي سلالة بالغة الانتشار، ومعها تزداد الإصابات في مصر وأمريكا والصين والعديد من الدول الاوروبية حول العالم».

وأوضح أبو عامر، في تصريح لـ«الدستور»، أن مصر تشهد الآن ذروة الموجة الارتدادية السادسة من فيروس كورونا، والإصابة تكاد تكون تقريبًا، مؤكدة لأي شخص سيتعرض لتلك السلالة، ولكن معها يختلف رد الفعل المناعي لجسد كل شخص، لذا اللقاح والتطعيم يزيد من المناعة للفراد، خصوصًا في فئتي كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة.

وأضاف أنه في هذه الموجة الارتدادية السادسة في مصر، إذا حدثت الإصابة ستكون معاناة المريض لعدة أيام (بأعراض صدرية أو معوية)؛ ليشفى بعدها بلا أعراض طويلة المدى بعد التعافي.

وأشار أستاذ علم المناعة إلى أن كل القلق يكون على  كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة؛ لأن هؤلاء وارد تدهور أعراضهم حال الإصابة وإستمرارها، مُضيفًا أنه بطبيعة الأسر في مصر، والتنوع في أعمار المقيمين في نفس المنزل من الأسر بحيث يتواجد الأصغر سنًا بصحبة الكبار، وبسبب اختلاط الصغار في الشارع والتجمعات ومن الممكن أن يكونوا مصدر عدوى للكبار وهذه الفئات.

 وتابع: «لذا وجب التنويه بضرورة التطعيم مرة أخرى ولو بجرعة تنشيطية (حتى لو رابعة) الإصابات السابقة لا تحمي من إصابة جديدة بهذه السلالة، خاصة أن هذه الموجة الارتدادية السادسة ستستمر لمدة شهر على الأكثر، ثم يحدث انخفاض في عدد الإصابات مرة أخرى، ونعود إلى الهدوء تدريجيًا لكن لابد من إتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة من الحكومة ومن المجتمع».

ضرورة تلقي العلاج فور الاصابة لتجنب إصابة الفئات الهشة

وأكد الدكتور محمد عز العرب، أستاذ أمراض الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأوبئة، أن مصر تشهد في الوقت الحالي بداية الموجة السادسة لفيروس كورونا المستجد، والتي كانت بدايتها تحديدًا منذ ثلاث أسابيع، وبالفعل هناك زيادة تصاعدية في عدد حالات الإصابة، والمنتشر أن هذه الموجة تشمل كافة الفئات، وليس فئة بعينها فالاصابات تضم الأطفال والشباب.

وأوضح عز العرب، في تصريح لـ«الدستور»، أنه من الملاحظ في هذه الموجة أن أعراضها خفيفة، وبنسبة ٩٥% لا تحتاج الدخول إلى المستشفى، ولكن هذا لا يعني تجاهل التوجه للكشف بمجرد الشعور بأعراض كورونا أو زيادتها لأكثر من خمس أيام، ويجب التوجه للمستشفى لعمل المسحة التشخيصية PCR، وذلك لأن أي شخص يمكن أن يكون وسيلة عدوى للآخرين.

وتابع: «ولو ثبت أن المسحة إيجابية يتم إعطاء المريض المحلول المناعي الوريدي، والذي لا يتوافر إلا في مستشفيات العزل والحميات، وهذا المحلول يحسن من الأعراض المصاحبة للمريض، ويمنع دخوله في حالات حرجة والمضاعفات، وكذلك هناك عقار ضد الفيروس ويتوافر مجانًا في المستشفيات يتم صرفه للمريض ضمن بروتوكول العلاج لفيروس كورونا، ويجب أخذه خلال خمس أيام من ظهور الأعراض، ويمنع هو الآخر احتمالية دخول المستشفى في حالة حرجة».

وأضاف أن العلاج السريع للمصابين بكورونا يتمثل في حماية الفئة الهشة الأكثر عُرضة للمخاطر، وهم كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة أو السمنة المفرطة أو الحوامل أو أصحاب الأمراض المناعية سواء مرضى السرطان أو الفشل الكلوي والكبدي أو المرضى، الذين يحصلون على أدوية تقلل جهاز المناعة، لذلك العلاج المبكر يمنع الاصابة لهذه الحالات، حتى لا يتعرضوا للإصابة؛ لأنهم في حاجة إلى أجهزة تنفس صناعي ورعاية مركزة ودخولهم في مضاعفات اذا تعرضوا للإصابات.

وأشار أستاذ أمراض الباطنة إلى الانتشار الخاطئ بين المواطنين في الوقت الحالي أن ما يتعرضون له هو مجرد دور برد هذا غير صحيح على الإطلاق، بل يجب معرفة اذا ما اختلط الشخص في تجمعات قبل أيام من الاصابة فهو يعتبر اشتباه كورونا إلى أن يثبت العكس، أو شخص مخالط لحالة كانت اشتباه، ويعتبر هذا الشخص أيضا اشتباه لذا تاريخ التقصي الوبائي مهم في هذه الفترة.

وذكر أن أعراض كورونا تتشابه مع أعراض البرد من سيلان في الأنف والكحة الجافة واحتقان في الحلق، وتكسير في الجسم أو أعراض في الجهاز الهضمي من الإسهال والترجيع.

وأكد «عز العرب» أن التطعيمات هي الأهم في الوقت الحالي لمواجهة الموجة السادسة لفيروس كورونا المستجد، وضرورة الحصول على الجرعة التنشيطية بعد ثلاث اشهر للفئات الهشة، وبعد ٦ أشهر للفئات الأخرى.