رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«يشعر أن الجميع يتجسسون عليه».. اعترافات ابنة «هيمنجواى» عن طرائفه وغرائبه

هيمنجواي
هيمنجواي

أعادت ابنة الكاتب الأمريكي إرنست همينجواي سرد طرائفه وغرائبه عندما نشرتها في كتابها عنه، الذي تناولت في الخمسين صفحة الأولى منه قصة طفولتها وحبها العميق له، وأول عمل لها بصحيفة الديلي إكسبرس، وأول زوج لها، وتطرقت لتفاصيل اعتبرها النقاد بأنها نوع من الإلحاح والإصرار على الثرثرة المتواصلة. 

ورثت "ماري" ابنة الأديب الأمريكي سمات والدها في قدرتها على الكتابة بمعدل ألف كلمة في الساعة، وهو ما دفع دور النشر للتنافس عليها.

في الصفحة الرابعة والتسعين من كتابها عن والدها الذي يزيد على 400 صفحة، بدأت "ماري" الحديث عن والدها، وسردت قصة وقعت في مطعم بحي "سوهو" الصاخب في لندن، حيث وقف والدها "هيمنجواي" ليعلن لامرأة أعجبته قوله بلهجة خطابية ونبرات عالية: "أرجوك فقط أن تتذكري بأنني أريد الزواج منك الآن وغدا والشهر المقبل والسنة المقبلة". حسبما مقال المترجم أحمد العناني بمجلة "الدوحة" 1977.

ولفتت في مذكراتها إلى أن والدها كان يتصرف كثيرا على بنفس الطريقة التي يعيرها لأبطال قصصه.

وجاءت مذكرات ماري هيمنجواي ممتلئة بأخبار الحرب والمغامرات والصيد والمبارزات والضربات العنيفة، وتطرقت لأمر زواجها الثاني الذي كان أشبه بمصارعي الثيران، ولفتت إلى أن "هيمنجواي" كان ينظر للناس كممثلين ناجحين أو فاشلين في أداء مسرحي، كما كان يعتبر الحياة مجرد حلبة صراع للثيران أو مائدة للقمار.

واعترفت "ماري" بأنها اندمجت كلية في مدرسة أبيها، فأصبحت تتصرف كممثلة في مسرحياته العنيفة، حيث الصراع والقسوة والليالي الحمراء كأنها طابع الحياة، وهو ما أزال عنها المميزات الخاصة لشخصيتها.

وحكت "ماري" أن والدها كان يحب المغامرة من كل نوع، ويمعن في الفرار من المواجهة لا يريدها، ويطلق لقبا ساخرًا على كل من يعرف، كما كان في الصيد وغيره يتلذذ بذبح الحيوانات بالجملة، ويفاخر ببسالته في القتال وفي القمار وفي الجنس، واشتهار اسمه على كل ألسنة الناس، وكان فخورًا بأيامه التي قضاها في الفنادق الفخمة حينا أو في بيوت خلوية عزلاء أحيانا أخرى.

وكان "هيمنجواي" يرغب دوما في أن يرهب عملاء الناشرين بطلبه دفع مبالغ خيالية مقدما، وكانوا يطيعونه لأنهم كانوا يستفيدون من كتبه وانتشارها رغم أسلوبه الفظ الذي كان يستعمله حتى مع زوجته، فقد كان يتراجع عن ذلك كله أحيانا إلى عكسه، ويبدو وكأنه بحيرة صافية في عز الصيف وينادي زوجته "يا ملكتي العزيزة".

وأوضحت ابنه هيمنجواي- حسبما ترى-  في كتابها أن أكبر خطيئة ارتكبها في حياته هي إحساسه بأن الجميع يطاردونه، وأنهم يتجسسون عليه لصالح الاستخبارات الاتحادية أو دوائر الضريبة.