رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منتدى المستقبل يستضيف ندوة نقدية لمناقشة «خمس ورقات» الثلاثاء

خمس ورقات
خمس ورقات

يستضيف منتدى المستقبل للفكر والإبداع  في مكتبة خالد محيي الدين بحزب التجمع الوطني، ندوة نقدية لمناقشة المجموعة القصصية "خمس ورقات" للقاص محمد العريان، والصادرة عن دار المحروسة، وذلك  في السابعة من مساء الثلاثاء المقبل.

من المقرر أن يناقش المجموعة الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله، والشاعر والكاتب عاطف عبدالعزيز، ويدير الندوة الكاتب والإعلامي عمرو الشامي.

و"خمس ورقات" مجموعة قصصية من ثماني قصص عن العاديِّين من البشر، أبطال الحياة اليومية، يُهزَمون كلَّ يوم، ويدفعهم الحب والأحلام للمقاومة.

ويعد منتدى المستقبل للفكر والإبداع إحدى أهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية، وتعضيد الثقافة الوطنية، ويطمح المنتدى كما جاء في بيانه التأسيسي"إلى أن يكون أعلى تمثيلات الموضوعية عبر إعادة الاعتبار لمفهوم القيمة من خلال تقديم النماذج الإبداعية المعبرة عن القيم الطليعية المتجددة".

 ومن أجواء المجموعة القصصية نقرأ،  "يتذكَّر جيبَه المُنتَفِخ، يتحسَّسُه كمَذعورٍ، يتنفَّس باطمِئنانٍ، يتخلَّص من دَفعِ الأُجرَةِ بإعطائها لِمَن بجواره، يغيب في أحلامه الَّتي تُبدِّدُ زِحامَ الطَّريق، يتخيَّل نظراتِ مَن اقترضَ منهم وهو يُسدِّد ديونَه كما وَعَدَهم، إنسانٌ نَبيلٌ مُلتَزِم بمواعيده، مساحة جديدة لسُمعَتِه، تَمنَحُه فرصةً للاقتراض مَرَّةً أخرى وقتَ الحاجَة. خَصَمَ الدُّيونَ من الأوراق، سيتبقَّى الكثيرُ، وَعَدَ زوجته وطِفلَيْه بملابِسَ جديدة، يُصلِحُ بابَ الثَّلاجَة وشُبَّاك غرفة النوم، ويشتري حذاءً جديدًا، يشتري الفُستُقَ المقشَّر الذي تَمنَّته زَوجتُه رمضانَ الماضي، مفاجأته لها؛ تعبيرًا عن الحُبِّ، هل يُحبُّها فعلًا؟، يقول في نفسه: "لو تبَطَّل نَكَد".

أحيانًا يَتعَبُ من التفكير، وتُصيبُه أحلام اليَقظة بالمَلَل؛ فيراقب ظِلَّه على كشَّافات أعمدة الإنارة، يشهد الخلق، يبدأ ظِلُّه أسفل عامود الإنارة صغيرًا ضعيفًا، يدفع قَدَمَه مُحاوِلًا دَهسَ رأس ظِلِّه فيكبر، يهرب الظِّلُّ من قدمه بالتَّضخُّم، يتحدَّاه، يُحاوِلُ مَرَّةً أخرى أسرعَ حتَّى يَدهَسَه فيزداد طولًا، يصبح عملاقًا يملأ بين عامودَيْ الإنارة، جبَّارًا يَرقُدُ على الرصيف، يتخيَّل ظِلَّه يجلس ويمدُّ يَدَه يَشحَتُ من المارَّة لِيُذِلَّه، يسرع خُطاه هربًا، ليس أنا، يختفي ظِلُّه، ويطلُّ برأسه مرَّةً أخرى ضعيفًا أسفل عامود الإنارة التالي، مئات الأعمدة تنتظر ظِلَّ راضي، دورةُ حياةٍ لا تنتهي تحت قدميه.