رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«واشنطن بوست»: مصر تحظى باهتمام أوروبي خاص.. وأوروبا تدفع ثمن إهمال إفريقيا

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

أكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن مصر صارت قبلة للدول الأوروبية بعد الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرة إلى امتلاك القاهرة عدة أوراق جعلتها محل اهتمام من الدول الأوروبية للخروج من تداعيات هذه الحرب.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها أنه مع تزايد المخاوف من أزمة الغذاء الحادة التي أشعلتها الحرب في أوكرانيا، تفتح كييف وحلفاؤها في أوروبا الشرقية جبهة جديدة في معركتهم لبناء تحالفات دبلوماسية ضد موسكو، عبر اللجوء إلى الدول الأفريقية، مشيرة إلى أن الكرملين يتمتع بعلاقات عميقة مع العديد من الدول الأفريقية التي يعود تاريخها إلى الحقبة السوفيتية، وقد عمل على الاستفادة منها في الأزمة الحالية.

أوروبا تدفع ثمن إهمال إفريقيا

وفي المقابل أهملت دول وسط وشرق أوروبا العلاقات مع إفريقيا، لكنها أمضت عقودًا في ربط نفسها بالمؤسسات الغربية، لكن في الأسابيع الأخيرة، كان قادة تلك البلدان يطرقون الأبواب في أفريقيا.

وأشارت «واشنطن بوست» إلى زيارة الرئيس البولندي أندريه دودا إلى القاهرة في أول زيارة من نوعها لرئيس بولندي منذ 30 عامًا، وكذلك فعل وزير خارجية لاتفيا، إدغار رينكيفيكس، وهي أول زيارة ثنائية يقوم بها مسؤول كبير من بلاده لمصر، كما تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، أمام تجمع لزعماء الاتحاد الأفريقي، وأعلن خطته لتعيين مبعوث أوكراني خاص لأفريقيا وقال إنه سيرسل وزير خارجيته قريبًا في جولة عبر القارة.

وأعرب رينكيفيكس عن أمله في إيجاد الوقت للسفر إلى العديد من البلدان الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى في الأشهر المقبلة.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن السبب وراء الاندفاع المفاجئ للنشاط الأوروبي نحو افريقيا يعود لأسباب إنسانية وضرورة سياسية، فيما نجح الكرملين في إقناع بعض الدول الأفريقية بأن الحرب وقعت بسبب الجهود الغربية لتوسيع حلف الناتو ليشمل أوكرانيا، وقال أيضا إن أزمة الغذاء هي نتيجة العقوبات ضد روسيا، وليس الغزو وحصار روسيا للموانئ الأوكرانية.

وأوضحت "واشنطن بوست"، أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي قال في وقت سابق إن عقوباتهم المالية ضد روسيا لا تهدف إلى خلق أزمة غذاء في إفريقيا كما أنهم يريدون التحدث أكثر مع القادة الأفارقة حول كيفية معالجة هذه القضية، وفي هذا الإطار وعد الاتحاد الأوروبي وزراء الخارجية بالتكتل بتقديم دعم مالي إضافي لمصر أثناء لقائهم بوزير الخارجية سامح شكري في لوكسمبورغ.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن استجابة القادة الأفارقة للحرب كانت متباينة، حيث امتنع حوالي نصف الدول الأفريقية البالغ عددها 54 دولة عن دعمها لقرار للأمم المتحدة في مارس الماضي يدين الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأكدت «واشنطن بوست» أن قادة أوروبا الغربية لا يتمتعون أحيانًا بالمصداقية في إفريقيا ما تسبب في إضرار دول أوروبا في أزمة أوكرانيا.

اهتمام أوروبي بالغاز المصري

وأضافت الصحيفة "في عمق الصراع الحالي، يتسم صانعو السياسة في أوروبا الوسطى والشرقية بالواقعية بشأن قدرتهم على التأثير على الرأي العام في إفريقيا، وهناك رغبة قليلة في مطالبة القادة الأفارقة باتخاذ خطوات من شأنها أن تعرض الأمن الغذائي لمواطنيهم للخطر، وبدلاً من ذلك، تركز الدبلوماسية على محاولة إيجاد مصادر بديلة للغذاء والأسمدة، فضلاً عن الدعم الاقتصادي الأساسي".

وكشفت "واشنطن بوست"، عن أن مصر تحظى باهتمام أوروبي خاص، لأنها من بين الأكثر تضررًا من أزمة الغذاء ولديها أيضًا إمدادات من النفط والغاز تحتاجها أوروبا بشدة في الوقت الذي تحاول فيه التخلص من الوقود الأحفوري الروسي، مشيرة إلى أن روسيا وأوكرانيا كانت أيضًا من المصادر الرئيسية للسياحة في مصر.

 

أوروبا الشرقية تسعى للتواصل مع مصر

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات وزير خارجية لاتفيا الذي التقى مع كبار المسؤولين المصريين في القاهرة الأسبوع الماضي، حيث أكد سعي بلاده إلى خلق توازن جيد مضيفا " إذا كانت مصر على استعداد لتوفير المزيد من النفط والغاز ومستعدة لاستكشاف خيارات لإدخالها إلى أوروبا، فهذا أمر مهم بالنسبة لنا".

 

وأوضحت "واشنطن بوست"، أن زيارة وزير خارجية لاتفيا لمصر كانت أول زيارة له للقاهرة للقاء القادة المصريين، ولا يتذكر آخر مرة قام فيها أحد أسلافه برحلة مماثلة لمصر، مشيرة إلى أن الوجود الدبلوماسي للاتفيا في مصر ضئيل حيث يوجد أربعة أشخاص فقط، بمن فيهم السفير، يعملون في مكتب ضيق بالسفارة في القاهرة.

وأضافت: «الآن على الرغم من ذلك، أصبحت شؤون أوروبا الشرقية على رأس جدول أعمال القاهرة»، مشيرة إلى سعي لقاء مسؤولي هذه الدول بالرئيس عبد الفتاح السيسي.