رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سد النهضة وملف الطاقة.. بيان مجلس المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبى

سامح شكري
سامح شكري

أصدرت مصر والاتحاد الأوروبي بيانًا مشتركًا، منذ قليل، حول انعقاد الاجتماع التاسع لمجلس المشاركة بين الاتحاد الأوروبي ومصر بلوكسمبورج، أمس الأحد، حيث أكد هذا الحدث قوة وتعدد أوجه الشراكة بين الجانبين.

اجتماع مصر والاتحاد الأوروبى

وترأس الاجتماع كل من وزير الخارجية سامح شكري، وجوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون السياسية والسياسة الأمنية نائب رئيس المفوضية.

وحضر الاجتماع أوليفير فارهيلي المفوض الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع، ووزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، يوانيس كاسوليديس وزير خارجية قبرص، ونيكوس ديندياس وزير خارجية اليونان، وجريجوري جيتما سكرتير الدولة الروماني لشئون أوروبا.

نص البيان المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبى 

وجاء نص البيان كالآتي: "أقر مجلس المشاركة أولويات المشاركة الجديدة والتي ستوجه العلاقات حتى عام 2027، بما يتوافق مع أجندة الاتحاد الأوروبي الجديدة لمنطقة المتوسط وخطتها الاقتصادية والاستثمارية واستراتيجية مصر للتنمية المستدامة - رؤية 2030".

وسيقوم الاتحاد الأوروبي ومصر، مسترشدين في ذلك بأولويات المشاركة، بمزيد من التعميق للحوار والتعاون بينهما حول الأولويات الثلاث الأشمل: (أ) اقتصاد حديث مستدام والتنمية الاجتماعية؛ (ب) الشراكة في السياسة الخارجية؛ (ج) تعزيز الاستقرار.  

وأكد الجانبان الأهمية الكبيرة التي يولونها لعلاقتهما، مؤكدين الطبيعة الإستراتيجية والإمكانات التي تنطوي عليها تلك الشراكة.

وأبلغ الاتحاد الأوروبي بالموافقة كذلك على البرنامج الإرشادي متعدد السنوات 2021-2027.

240 مليون يورو لدعم مصر 

وسوف تتم إتاحة الشريحة الأولى تحت مظلة البرنامج بقيمة 240 مليون يورو خلال الفترة 2021-2034 لدعم مصر في مجالات التنمية الخضراء والمستدامة؛ التنمية البشرية؛ المرونة الاقتصادية وبناء الرخاء من خلال التحول الأخضر والرقمي؛ والتماسك الاجتماعي؛ ودولة حديثة وديمقراطية وفقًا للأولويات المحددة بأولويات المشاركة.

وسوف يمكن ذلك مصر والاتحاد الأوروبي من التعاون بشكل وثيق حول التعافي الاقتصادي والاجتماعي المستدام بعيد المدى والإسراع من الانتقال نحو الاقتصاد الدائري والأخضر.

وسوف يدعم البرنامج الإرشادي متعدد السنوات أيضًا تطبيق المبادرات الرائدة لخطة الاقتصاد والاستثمار للأجندة الجديدة للمتوسط.  

العلاقات التجارية والاقتصاد 

ويعد الاتحاد الأوروبي ومصر شريكين تجاريين مهمين، وسيعمل الجانبان سويا من أجل تعزيز العلاقات التجارية الثنائية، والاستثمارات، والمزيد من انخراط مصر في سلاسل الإمداد الإقليمية والعالمية.  

وكذلك، سيعملان على تعزيز تنافسية الاقتصاد ودعم تنمية القطاع الخاص في المناطق الحضرية والريفية. وسوف يتم التركيز بشكل خاص على تعزيز تمكين المرأة ودور المرأة والشباب في المجتمع والاقتصاد. كما سيتم تعزيز فرص العمل من خلال الدعم المستمر لنظام التعليم.

وسيركز التعاون كذلك على تحسين إيصال الخدمات الصحية الأساسية من خلال تحديث أنظمة الرعاية الصحية.

التكيف مع تغير المناخ 

وأعاد الجانبان تأكيد التزامهما بالعمل سويًا حول التخفيف والتكيف مع تغير المناخ بما في ذلك الإدارة المستدامة للموارد، مع التركيز بشكل خاص على إدارة المياه، وتطوير الزراعة المستدامة، وتوسيع شبكات المواصلات العامة.

وسوف يكون تنويع مصادر الطاقة والتحول نحو الطاقة الخضراء، بما يشمل التوسع في الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، بمثابة عنصر رئيسي ضمن تلك الجهود.

وأشار الجانبان إلى اعتزامهما العمل على المجالات الحيوية مثل الحفاظ على التنوع البيولوجي، مكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والحد من مخاطر الكوارث.

وأشار الاتحاد الأوروبي إلى دعمه لعمل الرئاسة المصرية لمؤتمر COP27 لضمان نجاح المؤتمر بما في ذلك نتائجه التي ستحقق طموحًا عالميًا أكبر.  

ملفات الطاقة والمياه والزراعة

وأكد الاتحاد الأوروبي ومصر أهمية التعاون في البحث والابتكار في قطاعات على غرار الطاقة، والمياه، والأغذية الزراعية، والصحة، فضلًا عن تعزيز التكنولوجيا الرقمية.  

ويظل الاتحاد الأوروبي ومصر ملتزمان بدعم الديمقراطية، والحريات الأساسية وحقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين وتكافؤ الفرص بصفتها حقوقًا دستورية لجميع مواطنيهما، بما يتوافق مع التزاماتهما الدولية.

وفي هذا الصدد، اتفق الجانبان على تعميق حوارهما السياسي حول حقوق الإنسان، وأن المجتمع المدني والقطاع الخاص يعدان مساهمين مهمين وفعالين لتنفيذ أولويات المشاركة، وقادرين على دعم عملية التنمية المستدامة الجارية في مصر.  

مكافحة الإرهاب 

وتمثل مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب هدفًا مشتركًا لكل من الاتحاد الأوروبي ومصر منصوص عليه في أولويات المشاركة.

ورحب الجانبان برئاستهما المشتركة المقبلة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب بدءًا من مارس 2023، وأعادا التأكيد على التزامهما بمعالجة الأسباب الجذرية للإرهاب مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، وذلك من أجل مكافحة ومنع التشدد بنجاح وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ويظل الاتحاد الأوروبي ومصر ملتزمين بالتعاون في محاربة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب وأي شكل من أشكال التفرقة، بما في ذلك الإسلاموفوبيا والعنصرية وكراهية الأجانب.

مكافحة الهجرة غير الشرعية 

وأكد الاتحاد الأوروبي ومصر أهمية تبني مقاربة شاملة لحوكمة الهجرة والتي تنطوي على خلق مسارات للهجرة النظامية، ومعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية، ومكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر، وضمان العودة الكريمة والمستدامة وإعادة الإدماج. 

ويلتزم الاتحاد الأوروبي ومصر بحماية حقوق المهاجرين واللاجئين.

ملفات إقليمية ودولية

وحول المسائل الإقليمية والدولية، فقد أكد الاتحاد الأوروبي ومصر على أن السلام والأمن ونظام متعدد الأطراف يستند للقواعد إنما تقع في قلب الشراكة الممتدة بينهما. 

وإذ يشيران إلى قراري الجمعية العامة للأمم المتحدة ES-11 /1  و2/ ES-11 حول أوكرانيا، والذي صوت الجانبان بتأييدهما.

وأعادا تأكيد مبادئهما المشتركة المتسقة مع ميثاق الأمم المتحدة حول احترام القانون الدولي، وسلامة الأراضي والسيادة الوطنية، والحاجة إلى الامتناع عن استخدام القوة، واحترام القانون الدولي الإنساني، وتسوية النزاعات بالوسائل السلمية، كأسس للتعاون الدولي.

وأدان الجانبان جميع انتهاكات القانون الدولي الإنساني ومخالفات وانتهاكات حقوق الإنسان في مناطق النزاعات، وطالبا بالاحترام الصارم للقانون الدولي الإنساني.

تأثير أزمة أوكرانيا على الأمن الغذائى 

وأعرب الاتحاد الأوروبي ومصر عن القلق حيال تأثير الحرب على زيادة انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم، وكذلك على سلاسل الإمداد العالمية وارتفاع أسعار الطاقة والسلع.

وسيدعم الاتحاد الأوروبي جهود مصر لتحسين إنتاج الحبوب ومنشآت التخزين بمبلغ 100 مليون يورو من خلال مرفق الغذاء والصمود الإقليمي، وذلك لتقديم مساعدة جزئية لمواجهة تبعات ارتفاع أسعار الغذاء والسلع. 

وفي ظل التوجه الاستراتيجي للشراكة، فإن الاتحاد الأوروبي ومصر ملتزمان بتعزيز التعاون في السياسة الخارجية على المستويات الثنائية والإقليمية والمنظمات الدولية، خاصة في الأمم المتحدة والمحافل متعددة الأطراف، بما في ذلك الاتحاد من أجل المتوسط، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الإفريقي.

السلام في الشرق الأوسط 

وفي هذا الإطار، تبادل الاتحاد الأوروبي ومصر وجهات النظر حول عملية السلام في الشرق الأوسط، وليبيا، وسوريا، والقرن الإفريقي، وسد النهضة الإثيوبي ضمن أمور أخرى.  

ويعترف الاتحاد الأوروبي بالدور المحوري الذي تلعبه مصر لدعم السلام والأمن في الشرق الأوسط وإفريقيا.

ويعيد الاتحاد الأوروبي ومصر تأكيد أن السبيل الوحيد لحل عادل ومستدام وشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو حل الدولتين الذي ينهي الاحتلال ويؤدي إلى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة متصلة ذات سيادة وقابلة للحياة وفقًا لحدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبً إلى جنب مع دولة إسرائيل في سلام، بما يتوافق مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.

إدانة بناء إسرائيل للمستوطنات

وحذر الجانبان من الخطر الكامن في غياب الأفق السياسي لإنهاء الصراع، وأكدا ضرورة إعادة إطلاق مفاوضات جادة ومجدية لتحقيق حل الدولتين واستعادة الثقة في عملية السلام بالشرق الأوسط.

وأدانا بناء المستوطنات والتوسع فيها، ومصادرة الأراضي، وطرد الفلسطينيين بالقوة من منازلهم، بصفتها إجراءات غير مشروعة وفقًا للقانون الدولي تقوض قابلية حول الدولتين وفرص السلام.

جهود مصر فى ملف الطاقة

ويرحب الاتحاد الأوروبي أيضًا بالجهود التي بذلتها مصر لتصبح مركزًا للطاقة في المنطقة مع التركيز على الطاقة المتجددة. 

كما رحب بالتعاون الجاري في إطار منتدى غاز شرق المتوسط، وتنفيذ مشروعات للطاقة تعود بالنفع على الطرفين بما يشمل مشروعات الربط بين مصر والاتحاد الأوروبي.

ملف سد النهضة 

وفي ضوء أهمية النيل كمصدر وحيد للموارد المائية والحياة في مصر في إطار الندرة المائية الفريدة بها، رحبا الاتحاد الأوروبي ومصر بالبيان الرئاسي لمجلس الأمن حول سد النهضة الإثيوبي الصادر في 15 سبتمبر 2021 حول التوصل لاتفاق مقبول لدى كل الأطراف وملزم حول ملء وعملية تشغيل السد.

ويعد التوصل لهذا الاتفاق في أسرع وقت ممكن بمثابة أولوية قصوى للاتحاد الأوروبي ومصر من أجل حماية أمن مصر المائي ودعم السلام والاستقرار في المنطقة ككل.

ويظل الاتحاد الأوروبي مستعدًا لدعم المفاوضات التي يقودها الاتحاد الإفريقي وممارسة دور أكثر نشاطًا، في حال كون هذا الدور مفيدًا ومرغوبًا فيه من جانب كل الأطراف، عبر إتاحة خبرة الاتحاد الأوروبي الثرية في إدارة الموارد المائية المشتركة بما يتوافق مع القانون الدولي.

أهمية وجود اتفاق ملزم حول الملء والتشغيل

فمن خلال الإرادة السياسية ودعم المجتمع الدولي يمكن تحويل هذا النزاع إلى فرصة لكثير من الأشخاص.

إن ملايين الأشخاص المقيمين بحوض النيل سوف يستفيدون من اتفاق حول سد النهضة الإثيوبي، حيث سيخلق الاتفاق القدرة على التنبوء، ويفتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية في الطاقة والأمن الغذائي والأمن المائي".