رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مغامرة فادى زويل بحثًا عن الأسى والمجهول فى «رحلاتى مع أوبر»

غلاف كتاب  رحلاتي
غلاف كتاب " رحلاتي مع uber"للمؤلف فادي زويل

عن الدار المصرية اللبنانية صدر للكاتب فادي زويل "رحلاتي مع أوبر 22 رحلة حول العالم"، والذي يبحر في عوالم أدب الرحلات من خلال وجود المؤلف في أكثر من عاصمة أوروبية وغربية بحثًا عن المتعة واكتشاف الجديد خلف كافة المسميات الكامنة على رأس كل الأحداث بتفاصيل موغلة في معاني القدر بقصص إنسانية تتعدد مبحرة في الزمان وكثير من الأمكنة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا ليلتقط سير العابرين والمهاجرين وما يتعرضون له من أزمات تبحث في جدوى الهوية والعرقية الدينية والتفرقة العنصرية بطغيان تفاصيل ومغزى الجنس واللون واختلاف البشرة والملامح من بلد لآخر ومن حضارة مزدهرة لأخرى مطموسة أو راكدة ترنو إلى روافد جديد في الكيف والكم.. 

يستخدم المؤلف عبارات توضح قناعاته الخاصة، أو رؤيته حول المواطنة ومعنى الوطن وكأنه بحث عن  مدينة فاضلة أو مجتمع مثالي لمهاجر يطوف العالم بخلفيته القرائية أو السماعية دون أدنى احتكاك مباشر بتلك التفاصيل المرعبة التي تبدأ في كل مرة بمغامرة طلب تاكسي "uber" هذا المسافر التواق لمتعة الاكتشاف لأدنى وأدق التفاصيل والذي دائمًا ما ينتابه الإحساس بالتمزق بين الحنين للشرق بدفئه وعلاقاته الإنسانية والروابط العائلية المتينة بين الشرق والغرب الذي يتيح له وللقارئ من قبل وبعد، جدوى ومعاني الفرص العادلة والنظام المترسخ في سلوكيات شعوبه بل ووسائل التكنولوجيا المتقدمة التى تسهل للآخر الغربي أمور الحياة اليومية لتجعل الفرد أكثر قبولًا للانصهار في مجتمعه ليصير أكثر إنتاجًا وتحفيزًا.

قبل كل مغامرة يسيطر على السارد "الراوي" الذي يرتكن كثيرًا لآليات البساطة فينكمش داخل ذاته ويفكر كثيرًا في ذعر، لترك كل شيء والعودة لوطنه، حيث يرى أن عالم الغرب لا يعرف إلا جفاف المشاعر والمادية الجافة، تلك هي الإشكالية، تناقض المغامر الشرقي بين الحنين للبساطة والتفكير مرة أخرى في ترك الديار والعودة للإبحار نحو الغرب،  هذه هي المتلازمة التي دائمًا ما كانت لها الغلبة في كل السرود والكتابات التى كان محورها هذا السؤال الملغز، لمن يكون الحنين..ومتى وأين وكيف يكون السكن والقبوع، قِبل الشرق الفنان الإنساني، أم تكون الوجهة قِبل الغرب المتقدم؟، وأظنها هى تلك المعضلة التى تعرض لها كثيرون من كتاب الشرق مثل روايات "الحي اللاتينى" و"مواسم الهجرة إلى الشمال" لكل من سهيل إدريس والطيب صالح.

" رحلاتي مع أوبر.. 22 رحلة حول العالم" هو العنوان الباحث في الهوية والمواطنة ومعنى الوطن وجدوى السفر ولتستمر الرحلات أو مغامرات الكاتب في كل مرة حاصدًا العديد من رؤى موجعة تعود بقصص تحدث يوميًا في بلدان مختلفة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وسويسرا وإيطاليا وفرنسا واليابان وإيران والذي يختصرها المؤلف في لقطات يعلق عليها بخاتمة الكتاب بالقول:

"كانت أكثر المفاجآت المدهشة التى ترسخت في ذهني، هو هذا التطابق حد التماهي بين الشعبين المصري والإيطالي الذي رأيته يتشابه لحد التطابق مع سلوكيات وشخصية المواطن المصري، ولهذا فلم ينته رصيدى من الحكايات ولا القصص". 

الكتاب يقع في 174 صفحة من القطع المتوسط.