رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«رومان بونكا».. رحيل صادم لعازف الجيتار والعود (بروفايل)

رومان بونكا
رومان بونكا

رحل، منذ قليل، الموسيقار والملحن الألماني رومان بونكا «2 ديسمبر 1951 بفرانكفورت بألمانيا»، بعد صراع دام شهرين مع مرض سرطان الدم.

بدأت مسيرة رومان بونكا منذ سبعينيات القرن الماضي، من خلال عزفه على الجيتار والعود، واستطاع أن يترك بصمة مختلفة في الجاز والروك الأوروبي، متأثرا في ذلك بالشرق والغرب، وأيضا بعمله مع عدد من الموسيقيين والمطربين، منهم: أمبريو، فتحي سلامة، مال والدرون، ديسيدنتن، تريلوك جورتو، تشارلي ماريانو، محمد منير، ومالشي فافورس.

أتاحت طفولة رومان بونكا له الاستماع للموسيقى العربية، إذ كان يمتلك راديو "ترانزستور" صغيرا، لعب دورا كبيرا في إبداعه الموسيقي، بجانب موسيقى "الفلامنكو" لارتباطها بالموسيقى الشرقية ككل، فكان يستمع إلى تلك الموسيقى في أوروبا، وكذلك في الأندلس.

قبل أن يتعرف رومان بونكا على الموسيقى الشرقية حين كان في سن المراهقة، بدأ في تعلم العزف على الجيتار، ويرجع حبه وتعلقه به إلى أن والده كان لديه جيتار، وكان يمارس العزف كـ"هاوٍ"، وهو ما جعله يلجأ إلى العزف على الجيتار، ولم يكتف "بونكا" بالجيتار، بل عكف على دراسة الموسيقى في الكونسرفتوار، وتعلم عزف البيانو أيضا، والتحق بعدة فرق موسيقية، وأصبح فيما بعد عازفا محترفا في عدة مجالات كالروك والبوب والموسيقى الشعبية.

بعد فترة طويلة عرف رومان بونكا العود، فكانت له قصة كبيرة معه، فقد حصل عليه لأول مرة في أحد بازارات إسطنبول بمبلغ زهيد من المال، ولم يكن يعرف عنه شيئا، وبدأ بعدها الاستماع إلى تسجيلات عديدة لعازفين على العود، إلا أنه جرب العزف عليه بعد ضبطه حسب دوزان الجيتار، الذي كان يتقنه حينها "حيث كان يبلغ العشرين من عمره"، وذات مرة استمع إلى عزف للموسيقار والملحن رياض السنباطي، وأعجب به كثيرا، وقرر أن يذهب إلى موطن هذا الملحن، خاصة بعد أن عرف أنه لحن لكوكب الشرق أم كلثوم، وأنه مصري، وزاد اهتمامه بالذهاب إلى القاهرة وتعلمه الموسيقى المصرية، وكذلك العود المصري.

وقبل أن يتجه إلى القاهرة سافر إلى الهند وأفغانستان في رحلة استمرت ما بين 1978- 1979، وكان يعزف ألحانا هندية وأفغانية، وجمع خبرة موسيقية من عدة بلاد قبل أن يسافر للقاهرة، وتقابل مع عدة موسيقيين، أبرزهم محمد منير، الذي أصبح صديقا له فيما بعد، وشارك في معظم أعماله الغنائية، فقد تعرف عليه من خلال جلسات المطرب الراحل أحمد منيب، فقد كانت أول مقابلة له مع منير أمام الاستديو في الشارع، فخمن وقال له: "أنت محمد منير؟"، ثم بدأت صداقتهما التي انتهت برحيل "بونكا" منذ قليل.

وبجانب منير، تعرف رومان بونكا أيضا على فتحى سلامة، وكلاهما ساعداه فى أمور تخص التأشيرات والإقامة والعمل فى مصر عبر الاستديو التابع لهما فى القاهرة، وانفتح أمامه عالم آخر للموسيقى النوبية، وبدأ يبحث عن أستاذ عود ليدرس معه، ويدمج موسيقى الشرق الآسيوى مع الموسيقى النوبية.. وبدأت الرحلة، لكن بالموسيقى المصرية بدأت قبل ذلك بقليل.

بدأت رحلة الموسيقار الألماني الراحل رومان بونكا مع الفنان محمد منير منذ أكثر من 25 عاما، إذ قام بتوزيع أغنية "بعتب عليكي" التي كتب كلماتها الشاعر مجدي نجيب ولحنها أحمد منيب، ومن بعدها شارك عازفا على العود والجيتار الكهربائي وموزعا موسيقيا بالعديد من ألبومات منير، ومنها "مدد يا رسول الله".