رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطولة حتى النفس الأخير.. دافع عن أسرته والرصاص فى جسده

عادل شُعلة
عادل شُعلة

كانت نيران الغدر تخترق جسده، وفوهة سلاح تتجه صوبه، وأعين شرير اقتحم منزلًا آمنًا، فروّع قاطنيه؛ لكن فدائيًا كان في انتظاره؛ صنع من جسده درعًا حامية لأسرته، فوقاهم خطرًا كان يواجههم من مُجرِم كان قبلها طبيبًا.. هُنا مات عادل شُعلة، في الحي الراقي بالقاهرة.

في منطقة دجلة بحي المعادي الراقي جنوب القاهرة، كان "عادل" الرجل الخمسيني، صحبة أسرته يقضي أسعد أوقاته بعيدًا عن زحام العمل وضوضاء الحياة.. يتبادلون الحكايات والضحكات كأي أسرة تجد راحتها مع ربها.. الأب الحنون على بني بيته.

صوت جرس يقطع السكون؛ استجاب له رب الأسرة ليتوجه نحو الباب سائلًا عن المُنادي.. يقف أمامه شاب لا يبدو أنه لخيرٍ أتى.. يُشهر سلاحه "مسدس" موجهًا إياه في وجه عادل، ليُطالبه بأن يجثوا على ركبتيه، مُطالبًا إياه بإخباره عمن بصحبته في المنزل.. رفض عادل الخضوع، ووقف مانعًا إياه من الدلوف إلى الداخل ليحمي زوجته وابنته اللتين بالداخل.. كانت معه رصاصتان تخرجان من فوهة السلاح نحو جسد عادل.

اخترقت الرصاصتان جسد الرجل في دفاعه عن أهل بيته؛ لكنه همّ سريعًا ليواصل منع المُجرم من الاقتراب من أسرته.. مواجهة ثانية بجسد زاره الرصاص.. وقف رب الأسرة ليُبعد الخطر عن الزوجة وابنتهما.. أمسك بالسلاح مقاومًا، قبل أن يُطلق اللص رصاصة أصابت يده، ثم أطلق الأخرى في جسده ليسقط إثرها بطلًا مُدافعًا عن بيته، قبل أن يرتبك المُهاجم ويفر هاربًا.

«من قُتل دون أهله فهو شهيد».. كلمات خاتم الأنبياء كانت خاتمة لحياة الرجل، لتبدأ معها رحلة البحث عن القاتل ودوافعه، ولماذا اختار هذه الأسرة لارتكاب جريمته.. مجهودات كبيرة لأجهزة الأمن بالقاهرة ومباحث المعادي؛ قادت إلى ضبط القاتل وكشف كواليس الواقعة.

بدأت حكاية القاتل بعد الحرب الروسيةـ الأوكرانية، حيثُ كان طالبًا بكلية الطب هُناك، وعاد إلى مصر فور اندلاع الحرب من أجل الحصول على الامتياز في القاهرة، لكنه تعرف على سائق سيئ السلوك، وكانا دائمي تعاطي المخدرات معًا، حتى أنفق كل أمواله عليها، وهُنا اختمرت في عقله فكرة السرقة، وأخبر رفيق السوء بما يُخطط له؛ فشجعه على ذلك، وأعدا العُدة من أجل ارتكاب الجرائم، وكان عادل "رجل أعمال" مقصدهما في الجريمة- تقول هدى شُعلة شقيقة الضحية لـ"الدستور".

"رحل أخي بطلا؛ مُدافعًا عن أسرته حتى النفس الأخير.. رحل شهيدًا، وعاش لغيره؛ مُسارعًا إلى الخير، وكانت جنازته في مسقط رأسه حلوان؛ خير دليل.. كانت جنازة مهيبة حضرتها الحشود".. تروي الأخت، مضيفة أن أخيها كان يكفل بيوت أيتام، وأوصى قبل وفاته بأن يستمر هذا الخير بعد وفاته.