رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سأعيش وحيدًا بلا رفيق.. ما معنى أن تكون مريض «Bpd»؟

مريض Bpd
مريض Bpd

لم تعرف «آيات.م» ماهية تلك الأعراض التي أصابتها بشكل مفاجئ، سوى أنها تشعر طوال الوقت بالهم والخوف، وتحمل تصورات عديدة داخلها بأنها ستكون بمفردها طوال حياتها، وأن الجميع سيهجرها.

كانت تمتلك «آيات» في تلك الفترة ميولا انتحارية، وطوال الوقت لديها رغبة في البكاء غير المبرر، إلى جانب شعور دائم بالفشل مهما حققت: «وقتها مكنتش عارفة دي أعراض إيه، والطب النفسي غالي في مصر، وكل هم الدكاترة الفلوس مش حياة المريض».

وتضيف: «وقتها كنت أشعر برغبة في البكاء والحديث بصوت عالٍ دون أي أسئلة من أحد عما أمر به، ودفعني الخوف من هجر الآخرين إلى البدء بهجرهم دون أي أسباب معينة بالرغم من أنني شخص محب للحياة».

شُخصت «آيات»، بعد رحلة طويلة من البحث عن طبيب نفسي جيد، باضطراب الشخصية الحدية، وهو نوع من الاكتئاب يخصّ الخوف من الوحدة والهجر، حسب طبيبها الذي ظلت تتعالج معه ما يقرب من عام ونصف العام.

اضطراب الشخصية الحدية هو اضطراب في الصحة العقلية يؤثر في طريقة تفكيرك في نفسك وشعورك بها وبالآخرين؛ مما يؤدي إلى مشاكل في مهام الحياة اليومية، ويتضمن مشاكل في نظرة الشخص لنفسه، وصعوبة في السيطرة على المشاعر والسلوك، واضطراب العلاقات بشكل متكرر.

السمات الأساسية لمن يصابون به هى المعاناة من الخوف الشديد من الهجر أو عدم الاستقرار، وقد تجد صعوبة في تحمل الوحدة، ولكن يدفع الغضب الحاد والاندفاع والحالات المزاجية المتقلبة الآخرين إلى الابتعاد عنك على الرغم من أنك ترغب في الشعور بالحب ووجود علاقات دائمة.

المصدر: الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين

ليست آيات بمفردها، فقد أعلنت الإعلامية المصرية الشهيرة ياسمين الخطيب عن محاولة الانتحار عبر تناولها جرعات كبيرة من حبوب الزاناكس والتربتيزول، كتبت: «بالأمس حاولت الانتحار بتناول جرعات كبيرة من حبوب الزاناكس والتربتيزول، الذي أتناوله بانتظام بناء على تعليمات طبيبي النفسي، لم تفلح المحاولة- للأسف- فأُعدت غصبًا إلى هذه الحياة البغيضة، القاسية، الظالم أهلها».

وتابعت: «لا أعاني من صدمة عاطفية، أو ما شابه، لكني سأعترف بكل شجاعة إني أعاني من الـBPD، على مدار حياتي لم يستطع أحد أن يستوعب حالتي أو يدعمني، أنا شديدة الحساسية، متقلبة المزاج، لا أثق بأحد، ولدي مخاوف كبرى من الهجر».

«رضوى.م»، إحدى مريضات الـBPD، والتي لم تكن تعرف له اسما علميا أو ما شابه، قبل أن تطرق أبواب الأطباء النفسيين، تقول: «أنا متقلبة المزاج جدًا، ساعات أكون مبسوطة أوي وساعات أكون مخنوقة وبعيط ومش طايقة الدنيا من غير أي أسباب، دا شعور بيخليك مش عارف إنت مين».

تضيف: «مريت بعلاقات عاطفية كتير جدًا لكن كلها كان الفشل هو النهاية، مش عارفة العيب فين، لكني ببعد دايمًا بسبب الخوف من إن الطرف التاني يهجرني، رغم خوفي الشديد من إني أكون لوحدي طول الوقت».

حاولت رضوى التخلص من حياتها إلا أنها لم تستطع، وفي تلك المرة لجأ والدها إلى الطب النفسي: «اتشخصت اضطراب الشخصية الحدية، ودي مجموعة من الاضطرابات والمشاعر المختلفة، أبرزها المزاج المتقلب والسلوك المتغير دائمًا».

تختتم: «كان من أعراضي إحساس بالملل والفراغ الدائم، وكذلك عدم الاستقرار في علاقاتي مع الناس وإحساسي بإن الجميع يحتقرني، وإن الكل هيسبني وهبقى وحيدة لحد ما أعجز وأموت، وللأسف الطب النفسي في مصر معندوش المهارة العالية للتعامل مع تلك الأمراض».

لا يتوافر تعداد عن مرضى اضطراب الشخصية الحدية، ولكن تقدر الجمعية الأمريكية للطب النفسي نسبتهم حول العالم بـ1.6% من إجمالي السكان، بينما 10:8% ممن يعانون ذلك المرض يموتون نتيجة محاولتهم الانتحار.

ونحو 70% من المرضى حاولوا الانتحار مرة واحدة على الأقل طوال حياتهم، وتقل حدة الأعراض مع تقدم العمر، ويكون أغلب من يعانون من هذا الاضطراب عرضة للاستغلال من خلال علاقات مسيئة لهم.

أسماء المرضى مستعارة حفاظًا على هويتهم الاجتماعية*