رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كان يسكن فى غرفة مترين فى متر ونصف وبلا حمام.. من حكايات الشيخ إمام

الشيخ إمام
الشيخ إمام

تحل اليوم ذكرى وفاة الشيخ إمام في 1995، وفي هذا الصدد ذكر الدكتور عصمت النمر هذه القصة عن صديقه ورفيقه الشيخ إمام، حيث كان صديقا لإمام لعدد كبير من السنوات بدأت منذ عام 1974 وحتى وفاة الشيخ. 

 

يقول الدكتور عصمت النمر:" الحارة التى عاش فيها «الشيخ إمام»، وشهدت نشأته وانطلاقه وشهرته في مسيرته، هى حارة «حوش قدم»، وهي الحارة التى ضمت ٣ جماعات، الأولى جماعة تدعى «الواحية» نسبة إلى الواحات، وهم من يتولون تجهيز قدور من الفول المدمس وتوزيعها في جميع أنحاء القاهرة، والجماعة الثانية تدعى «النمارسة» نسبة إلى قرية أبوالنمرس بمحافظة الجيزة، وهي القرية التي ولد بها الشيخ إمام، وهؤلاء هم من يعملون فى تجارة الزجاج والأدوات الصحية، والجماعة الثالثة هم «العداوية» وربما يعود أصل الاسم إلى قرية بنى عدى، وهى إحدى القرى التابعة لمركز منفلوط فى محافظة أسيوط، وهم أصحاب أفران العيش بالمنطقة.

 

ويضيف الدكتور عصمت النمر:" كان «الشيخ إمام» يعيش حياة صعبة داخل غرفة علوية بأحد عقارات الحارة، وكانت تلك الغرفة لا تحتوي على أي حمام، لذا خلال الفترة الطويلة التى عاشها «إمام» فيها كان مجبرًا على استخدام حمام جاره «محمد على»، الذى كان يسكن فى طابق آخر بالأسفل، وحينما لا يجد الشيخ إمام «على» كان يضطر للذهاب إلى مسجد «الفكهاني» كى يقضى حاجته، وكان يعانى مساءً، لأن الحمامات لم تكن متاحة في المساء. 

 

كان طول تلك الغرفة مترين وعرضها مترًا ونصف المتر، وكانت شديدة الحرارة خلال الصيف، لكنه تحمل كل ذلك، وعاش فى هذا المكان طوال حياته حتى انهار المنزل كاملًا فى زلزال ١٩٩٢، وبُنى مكانه منزل على الطراز الحديث.

 

ويواصل:" حينها استأجر شقة بجوار مقام «سيدى يحيى» عاش بها ٣ سنوات، وكان يصف البيت الجديد بـ«الجنة» رغم أنه كان يتكون من غرفة وحمام ومطبخ، وحين سألته عن سر تلك التسمية قال لى: «كان حلم حياتى أن يصبح لدىّ حمام خاص»، وقتها كان من الممكن أن يستحم الشيخ ١٠ مرات فى اليوم، وكانت دورة المياه الخاصة هى سبب سعادته فى أيامه الأخيرة.

 

ويكمل:" ذكر أحمد فؤاد نجم قصة تعارفه بـ«الشيخ إمام» فى مذكراته «الفاجومي»، التي بدأت بصديق يدعى «سعد الموجي» التقاه في مجلة «روزاليوسف»، وأخبره أن هناك مطربًا ماهرًا يغنى على الطراز القديم يدعى «الشيخ إمام»، فاتفقا على زيارته، وحين رآه أحمد فؤاد نجم وسمعه، ألقى مفاتيح بيته من النافذة، وقال لنا: «لن أترك هذا الرجل.. ولن أترك هذا "لمكان".

 

ويستطرد:" وفى أول جلسة بينهما، عرض «نجم» على «إمام» أن يلحن له بعض القصائد، وكتب له حينها أغنية «أنا أتوب عن حبك أنا»، وكان «نجم» يسمى تلك القصيدة «البكرية»، وبعد ذلك تواصلت الأعمال.

 

ويختتم:" وخلال مرحلة تلحين الأغانى، كنت ألاحظ أن «نجم» يتماهى مع «إمام» فلا تعرف من الذى يلحن، ومن الذى يؤلف، وأحيانًا كان الشيخ إمام يخطئ فى بعض كلمات القصيدة، وكان «نجم» يقول له: «إغلط كمان»، ودائمًا ما كانت تختلط الصورة.