رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزيرة الهجرة التى أعرفها

اول مرة أقابلها كانت في السفارة المصرية بالمملكة العربية السعودية عام ٢٠١٨ أثناء تجولها في دول العالم لمقابلة الجالية المصرية وتحفيزها على المشاركة في الانتخابات الرئاسية.
ونظرًا لتخصصي العلمي وخبرتي العملية، تكونت لدي القدرة على تقييم الشخصيات بشكل عملي وإنساني بشكل كبير، وفي الغالب لا أكتب عن شخصيات إلا لو كانت تلك الشخصية خارج إطار التواجد التقليدي، عمليًا أو إنسانيًا، وفي ذلك اللقاء الذي جمعنا بالوزيرة نبيلة مكرم، فوجئت بأن لدينا مسئول مصري على قدر اسم وتاريخ مصر، وبما أنني أيضًا أعيش داخل تاريخ دائرة أجدادنا الفراعنة عظماء التاريخ وملوك الأرض.
أحلم دائما حلما لا أستطيع الخروج منه للواقع وهو أن تسترجع مصر مجدها المفقود منذ رحيل هؤلاء الملوك.
هنا وجد حلمي في واقع شخص نبيلة مكرم، فهى سيدة مصرية فرعونية "فولاذية" لا غش فيها، تكوينها، ملامحها، وطنيتها، شخصيتها، ثقافتها، أداؤها العملي، وفي هذا اللقاء كان شخص آخر يمتلك نفس المواصفات والسمات الفرعونية العظيمة يجلس بجانب السيدة الوزيرة ويدير الحوار واللقاء، القنصل العام المصري بالمملكة العربية السعودية حينذاك وسفير مصر بالسودان حاليًا، السفير هانى صلاح.
وعندما بدأت الحديث، ومع انسياب الكلمات وخلال دقائق وجدت سيدة منظمة، مثقفة، ذكية، قوية، وطنية، تعلم كيف تتكلم وكيف تتلقى وكيف ترد وكيف تقنع، لديها قراءة جيدة للأحداث والمواقف والشخصيات، بعد انتهاء اللقاء ذهبنا سويًا إلي منزل رجل الأعمال المصري بالرياض الدكتور حسن الجراحي، وبعد ذلك استمر التواصل معها.
في كل الطلبات الوطنية التي أرسلتها لها كنت أجد منها كل تعاون واهتمام وسرعة، رغم الضغوط الشديدة في عملها وربما مئات أو آلاف الطلبات اليومية من المصريين بالخارج والداخل، إلا أنها كانت تهتم بكل التفاصيل وتتابع كل المشاكل حتى تحل جميعها.
الوزيرة نبيلة مكرم، صنعت مهام وطنية للوزارة، فقبل تواجدها كانت تلك الوزارة عبارة عن اسم داخل منظومة عمل حكومية تلغي مرة وتدمج مرة في وزارة أخرى، لكن مع تواجد الوزيرة نبيلة مكرم، أصبحت تلك الوزارة من أهم الوزارات في مصر لأنها نجحت بكل اقتدار أن تربط الجالية المصرية بالخارج، والذي يقدر عددها بعشرة ملايين بالوطن مصر، هذا الارتباط كان مفقودا.
ولكن نجحت الوزيرة في ربط الكثير من أبناء الجالية من الجيلين الثالث والرابع بالوطن مصر، هذا الربط جاء ثقافيًا عن طريق الهوية المصرية، وأيضًا كان الربط اقتصاديًا عن طريق الكثير من المبادرات والفعاليات الوطنية التي ساهمت في عرض كثير من الاقتراحات والدراسات الاستثمارية.
نعم إنها صورة مشرفة للوطن مصر، وأتمنى الكثير من المسئولين المصريين على شاكلة تلك الوزيرة العظيمة وقلوبنا ودعمنا الكامل لها كأم مصرية تعيش لحظات صعبة هي وأسرتها بسبب ما أعلن عن حادث ابنها المنظور أمام القضاء.