رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سعيد شيمى يروى لـ«الدستور» كواليس تصوير الأفلام تحت الماء

سعيد شيمي
سعيد شيمي

أوائل فترة الخمسينيات اشتهرت الفنانة الأمريكية إستر وليامز بتقديم أفلام استعراضية تحت الماء، وهو ما لفت الشاب سعيد الشيمي الذي قرر أن يكون مصورًا سينمائيًا. 

ونفذت القوات البحرية عملية تدمير ميناء إيلات في عام 1969- 1970، وعن ذلك يقول "شيمي" لـ"الدستور": "العملية الحقيقية تم تنفيذها على 5 مراحل، لكن في الفيلم تم تجميعها في عملية واحدة، ولم أكن وقتها غواصًا، ولا توجد لديّ إمكانيات التصوير تحت الماء، لكن كنت أستوعب من القراءة في المجلات الأجنبية المتخصصة في التصوير، وراودني حلم تنفيذ فيلم عن أبطال عمليات إيلات". 

وعمل المصور السينمائي سعيد شيمي مع المخرج علي عبدالخالق في فيلم "إعدام ميت" 1985، وهناك التقى بمجموعة من الغواصين الألمان، فاستفسر منهم عن إمكانية تعلم الغوص خاصة وهو في عمر الأربعين، طلب الغواصون الألمان من "شيمي" أن يجري بعض الفحوصات الطبية المتعلقة بالقلب والصدر والأذن. 

تعلم سعيد شيمي، الغوص ووصل لأعلى درجة في إتقان رياضة الغوص، وروى قائلًا: "أنا وصلت لآخر درجة، وبعدين بدأت أفكر أصور تحت المياه، وأتدرب تحت المياه في أفلام مغامرات، صديقي الله يرحمه نادر جلال تعلم الغوص أيضًا، وعلم الفنان سمير صبري، فعملنا أول فيلم له «جحيم تحت الماء»، ثم «جزيرة الشيطان» مع النجم عادل إمام، إنتاجي أنا ونادر جلال، وجاء وقت «الطريق إلى إيلات»". 

بادر سعيد شيمي، بالذهاب لمقر المخابرات الحربية لتقديم طلب وتمت الموافقة على تنفيذ الفيلم، وعن طريق أحد أصدقائه في البحرية تعرف على الأبطال.

وأضاف قائلًا: "تحدثت مع الكاتب فايز غالي وأخبرته بالفكرة، ولكن عقبات إنتاجه كانت كبيرة، وكان الحل الوحيد أن نذهب للتليفزيون، لأن القطاع الخاص لم يستطع إنتاج الفيلم لإمكانياته المحدودة، وكان الفيلم مكلفًا للغاية، وتفرغت له سنتين". 

وعثر المصور السينمائي في أوراقه على تدوينات حول تصوير الأفلام السينمائية تحت المياه، قال: "كنت بكتب لحظاتي في التصوير، ووجدت في الورقة الصغيرة، عدد الغطسات اللي نزلتها في الأفلام، زي جزيرة الشيطان، جحيم تحت الماء، عملت فيلم أجنبي، كذا فيلم يعني، لقيت أكتر فيلم أنا غطست فيه كان الطريق إلى إيلات، 77 غطسة". 

ولفت "شيمي" إلى أن عدد المشاهد التي صُورت تحت المياه في "الطريق إلى إيلات" جاءت نتيجة طبيعة الفيلم، إذ كان غالبية تصوير المشاهد ليلًا، وتغلب على ذلك بتقنية توحي للمشاهد أن التصوير يتم ليلًا. 

وأضاف: "بجانب الانفجارات والشباك وقص الشباك، وعندما بدأنا في تنفيذ الفيلم كانت هناك عمليات خلال عامي 69-70، وتم وضع شباك حديدية حول الميناء، لكي لا تعبر الضفادع البشرية إلى رصيف الميناء، ولكي يتم تنفيذ تلك العملية سينمائيًا الآن تحتاج ميزانية عشرة أفلام". 

استغرق تنفيذ فيلم "الطريق إلى إيلات" عامين كاملين، حيث تم تصويره في أربعة مواقع رئيسية "لوكيشن"، ميناء أبوقير الحربي، سيناء، والأردن، وتحت المياه، بالإضافة للمواقع الثانوية التي حصلت فيها أحداث الفيلم، واستغرق تصوير المشاهد في سيناء مدة شهر ونصف الشهر.