رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الارتداد.. اللاجئون كأحد أوراق الصراع بين تركيا واليونان».. دراسة للمرصد المصرى

اللاجئون
اللاجئون

نشر المرصد المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، دراسة بعنوان، "الارتداد المتكرر.. اللاجئون كأحد أوراق الصراع بين تركيا واليونان" لمي صلاح، موضحا فيها أنها معركة يستخدم فيها اللاجئون وتشتعل مجددا بين اليونان عضو الاتحاد الأوروبي وتركيا غير العضو، وسط توترات شديدة بين أثينا وأنقرة العضوتين في حلف شمال الأطلسي حول ثروات شرق المتوسط والحدود والكثير من القضايا المفتوحة التي لا حل لها حتى الآن.

وأشارت الدراسة، إلى أنه قررت اليونان على إثرها مد السياج الحدودي بينها وبين تركيا، وإغلاق الحدود تماما بمنطقة شمال شرق البلاد، وهي المنطقة التي يستطيع اللاجئون أو المهاجرون عبورها سيرًا على الأقدام؛ خوفًا من أن تستخدم تركيا اللاجئين كورقة ضغط مرة أخرى مثلما فعلت قبل عامين.

وأضاف أنها ليست المرة الأولى التي يشتعل فيها فتيل الصراع بين البلدين، فهما منذ زمن ينخرطان في خلافات بشأن موارد الطاقة في شرق المتوسط. ولكن بالنظر إلى التاريخ الحافل بالمشاحنات بين الدولتين، نجد أن تركيا واليونان تختلفان على الحدود منذ عقود، ويمكن إرجاع الجزء الأكبر من التوتر إلى نزاعهما بشأن جزيرة قبرص، التي اجتاحتها تركيا عام 1974 ردا على انقلاب رتبته أثينا في مسعى إلى توحيد الجزيرة مع اليونان، لينضم الجزء الجنوبي من جزيرة قبرص بعد ذلك إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004، تحت اسم "جمهورية قبرص"، وهو الجزء الناطق باليونانية، أما الجزء الواقع في شمال الجزيرة فبقي تحت سيادة تركيا، منفصلا عن الجنوب بجدران وأسلاك شائكة، معلنا استقلاله الأحادي منذ عام 1983، مع فشل جميع المحاولات الدولية لتوحيد الجزيرة، بالرغم من اعتراف المجتمع الدولي بسيادة جمهورية قبرص على جميع أراضيها.

وأوضحت الدراسة، أنه يعود الخلاف إلى الواجهة مرة أخرى عقب زيارة رئيس الوزراء اليوناني "كيرياكوس ميتسوتاكيس" إلى الولايات المتحدة، وهي الزيارة التي أغضبت أردوغان وشن بعدها هجوما شخصيا لاذعا على ميتسوتاكيس، مؤكدا أنه لا يعترف به ولا يريد محاورته بعد الآن؛ إذ يعتقد أردوغان أن ميتسوتاكيس قد استغل زيارته إلى الولايات المتحدة للتحدث ضد تركيا في الكونجرس، مضيفا أنه يرجع سبب زيارة رئيس الوزراء اليوناني إلى الكونجرس إلى قيام تركيا بانتهاك المجال الجوي اليوناني بطائرات تركية مسلحة فوق جزر بحر "إيجه" الشرقية بشكل يومي بالقرب من "ألكسندروبوليس" في نطاق 2.5 ميل بحري من المدينة الشمالية الشرقية، مع تهديدات تركية أخرى بأن أنقرة ستعارض سيادة الجزر اليونانية في شرق بحر إيجه إذا لم تكن منزوعة السلاح.

وأكدت، أنه رغم اشتداد وتيرة الخلاف بين تركيا واليونان، واستغلال اللاجئين كورقة في هذا الصراع، لا يتوقع أن تنتهي انتهاكات المجال الجوي اليوناني في القريب العاجل، فأردوغان يستغل هذه الورقة أيضا من أجل مشاحنة اليونان، وبينما تعد اليونان وتركيا حلفاء في حلف الناتو نظريًا، فإن العلاقة المتوترة بينهما تهدد بشكل مستمر باندلاع صراع مفتوح، مما يبقى السؤال حول احتمالات اندلاع صراع عسكري بين عضوي الناتو مفتوحا.