رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا اجتهاد مع النص فى قانون "هى".. واحدة شرعى و3 عرفى و5 مسيار و13 متعة

إلى فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب..

إلى المجلس القومى للمرأة..

إلى عظيمات مصر..

إلى أمهات مصر..

إلى آباء مصر..

ما يدور الآن حول قانون الأحوال الشخصية يربك كل فتاة وامرأة مصرية حرة، ويجعل من نساء مصر سبايا للعقلية الذكورية وسلعة استهلاكية لرغباتهم اللانهائية. اتفق الجميع على أن النص على تنظيم التعدد.. لا يتعارض مع حق الرجل فى التعدد، ولا يتعارض مع الشريعة أيضاً. وإنما هو إجراء تنظيمى لحفظ حقوق الطرفين، وعدم الانحراف فى استخدام رخصة التعدد.

كون الأصل أن يكون الزواج بواحدة.. وبالتالى، يتعين تنظيم تعدد الزوجات، وذلك بتحقق القاضى من عدة شروط حسب ما تم تداوله، وهى:

1 - علم الزوجة برغبة الزوج فى الزواج بأخرى. وهو أمر أشبه بالخيال العلمى.. 

2 - موافقة كتابية من الزوجة. وهو أمر مستحيل إنسانياً قبل أن يكون عملياً.. 

3 - ضمان استيفاء العدل بينهن. وهو أمر فوق المستحيل..

4 - منح القاضى سلطة التصريح بالزواج الثانى بعد تحقق الشروط بهدف تحقيق استقرار الأسرة وضمان حقوق الأبناء والزوجة. وأقول.. انظروا إلى ما يحدث فى محاكم الأسرة.

قد يبدو فى ظاهر الأمر، أن تلك الشروط تأتى فى صالح المرأة المصرية، وأن الشروط سوف تقيد الرجل المصرى وتصعب عليه فكرة الزواج، وتقلل من تعدد الزوجات. ولكن العقلية الذكورية المستعمرة والقادرة على المراوغة، والتحايل على القانون، وصناعة أبواب خلفية وأندية سرية محلية وإقليمية للرجال، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الشرعية وأخواتها.. تجعل الرجل المصرى يفوز دون منازع.. 

فى العلن، يرفعون شعارات المساواة والتضامن مع المرأة، ولكن فى الحقيقة ممارساتهم الحياتية تقهر وتستبيح المرأة وتظلمها. بل وتجعل من المرأة سلعة استهلاكية، وبعد الانتهاء من تحقيق أغراضهم.. تصبح المرأة معيوبة ومنتهية الصلاحية، ويحب استبدالها.. حسب الرخصة التى يمتلكها. لا يفرط الرجل بحقه فى الزواج.. إذا مرضت زوجته، أو إذا تم استئصال جزء من جسدها بسبب أى مرض، أو بسبب عدم إنجابها، أو بسبب عدم إنجابها للأولاد، أو بسبب تقدمها فى السن.. 

والعكس تماماً فى موقف المرأة/ الزوجة فى حالة مرض زوجها، أو فى حالة عجزه، أو فى حالة مواجهته لأى أزمات على غرار بقائه دون عمل أو غير ذلك.. فتكون له السند والظهر. 

فى أحيان كثيرة.. يتم سلب حقوق المرأة والتعدى عليها وعلى إنسانيتها وكرامتها باسم الحب. يختلف شأن الرجل ومتطلباته ورغباته ونظرته للمرأة، ولن يقبل ما تتحمله المرأة، ولا يستطيع تبرير ما يمس كرامته، أو سلب حقوقه. ويتفنن فى تحقيق رغباته ومتطلباته على أكمل وجه.. ولديه الكثير من الأساليب.. بمعاونة المجتمع للحصول على حقوقه الشرعية. ولا يمنع ذلك أن يرفع الرجل الشعارات الإنسانية الرنانة مثل: (أنا لا أحب الظلم)، و(عشان الولاد والبيت.. ميتخربش)، و(أنا بحبها.. حب عشرة)، و(مريضة وتحتاج إلى العلاج)، و(زوجتى ملكى)، (ولن أطلقها).. ويترتب على تلك الشعارات الوهمية" أحتاج بعض الأشياء، وأنا لا أريد أن أفعل الحرام". 

 

مرحباً بك فى سوق الجوارى.. 

ماذا تريد؟

أريد الإنجاب.. لدينا لك أرملة فى سن الثلاثين، ولديها ولدان..

هل هى جميلة.. طويلة.. سمينة.. بيضاء أم سمراء.. أريد صورة لها..

أعجبتنى.. سوف أشترى لها شبكة وشقة وعفشا.. ولا أريد سواها.. على بركة الله.. 

لكن لدى شرط واحد فقط.. أن يكون الزواج فى السر لأن لدى زوجة. وسوف يكون زواجاً شرعياً على سنه الله ورسوله.

 

وهذا رجل آخر.. ماذا تريد؟

أريد امرأة تهتم بى، وأشعر معها بالسعادة الخاصة، وأن تحمل من عاتقى على عتبتها.. هموم الدنيا والبيت والعمل والأسرة.

إذن، لدينا لك امرأة مطلقة، ولديها أطفال.. وبعد تكرار الأسئلة الشائكة والمختلفة نفسها..

يكون رده: على بركة الله.. سوف أشترى لها شبكة وأؤجر لها شقة وفرشا، ولكن دون أولادها وسوف أعطيها مرتبا شهريا. ولدى طلب.. أن يكون الزواج عرفياً، ولا أريد إنجاب أطفال. ولذا يفضل أن تكون مطلقة دون أولاد، ويفضل أن تكون موظفة براتب، حتى يستمر البيت الأول.

 

وهذا رجل آخر.. ماذا تريد؟

أريد امرأة أو فتاة.. تكون جميلة وذكية، ولديها حنان واحتواء.. أنا رجل أفتقد السعادة والحب، وأعانى الوحدة والحياة الشاقة والاجتماعات والمؤتمرات.. 

على بركة الله.. سوف أشترى لها شقة وعفشا وفرش وسيارة ومرتب شهرى.. بشرط أن تكون جميلة. والزواج سرى، ولكن شرعى.. ويسمى "المسيار".. يعنى المرأة تسير إلى الرجل فى أى مكان يكون فيه.. صحراء أو بستان.. شقة أو فندق أو سفر.. وهو ما يعنى أن تكون تحت الطلب فى أى وقت حسب رغباته؟

 

وهذا رجل آخر.. ماذا تريد؟

أريد فتاة أو آنسة لم يسبق لها الزواج بحيث أكون لها الأول.. لكى أسترد معها كل ما فاتنى.. 

أريد حياة جديدة، وسوف أشترى لها شبكة وسيارة، و100 ألف جنيه كبداية أو 30 ألف دولار  فى البنك. ولكن بشرط أن يكون الزواج على شريعة "زواج المتعة" بمدة محددة سواء كانت أسبوعا أو شهرا أو سنة.

ثلاثة أنواع مختلفة معروضة لدينا لشكل الزواج فى المجتمع.. وكلها تمثل الباب الخلفى

 للزواج، بخلاف الزواج الشرعى، ولديكم الآن الاختيار.. والإجابة عن ثلاث أسئلة: 

1 – ترى، من يقبل الزواج من امرأة مطلقة أو أرملة أو متقدمة فى السن.. دون أن يتعامل معها باعتبارها درجة ثانية؟

2 - إذا عرض الزواج على أختك أو كريمتك المطلقة أو الأرملة أو المتأخرة فى سن الزواج.. فسترضى لها بأى شكل من الزواج؟

3 - وهل سترضى لها بأى نوع منهم مع وجود تعويض مادى مناسب؟ وهل ستقبل لها بأن تكون زوجة شرعية ثانية أم عرفية أو مسيار أو متعة؟

 

أمامكم ثلاثة ملفات (عرفى ومسيار ومتعة) من عروض الزواج فى الشارع المصرى، وقد تحمل تعويضا ماديا أو اكتساب بعض من الأمان المؤقت للمرأة. وكل ملف يحمل بين سطوره حكاية لكل قصة زواج، وجميعهم قصص زواج خارج التعدد، ولا تحسب فى سجلات الدولة ووثائقها الخاصة بالحالة الاجتماعية.

الزواج الموازى لا يحسب للمرأة أو الرجل، وهناك عروض أخرى مختلفة حسب الحالة الاجتماعية والاقتصادية. ومع العلم أن جميع العروض المقدمة السابقة.. يروج لها باعتبارها أنواعًا بعيدة عن الحرام، ولكنه الزواج المخفى للحفاظ على أسرته وأولاده. والملاحظ، أن جميع ما سبق من العروض فى صالح الرجل لتلبية رغباته واحتياجاته. ويتم تنفيذ جميع تلك العروض السابقة بالاتفاق وبالشروط.

 

وهناك ملف "الخالة نظيمة" داخل النجوع والقرى، وملف الشباب فوق الستين، وملف 3 شرعى وتكون الزوجة الرابعة.. عرفى أو متعة أو مسيار، أو بمجرد ورقة مكتوبة أو صداقة، أو على ما تفرج، والسيدة التى تنجب.. لا تطلق، وتصبح من الزوجات.

ولا نتجاهل.. ملف تصدير الفتيات الجميلات الصغيرات إلى الخارج برعاية الخالة نظيمة فى كل قرية ومحافظة.

إذا أردتم الحد من التعدد وتنظيم الزواج.. عليكم بإغلاق جميع أنواع الزواج غير الشرعى. وعليكم أولاً أن تعطوا المرأة حقوقها والحفاظ على كرامتها وإنسانيتها وأمانها من غدر الزمن وتقلب الأحوال والقلوب، والقدر بخيره وشره.

يرفع بعض الرجال شعار التجار (أنا.. لا أخسر أبداً.. بفلوسى وإمكانياتى الاقتصادية.. أسخرها لإرضاء نقصى.. واكتمال ذاتى، أبيع وأشترى.. حسب مزاجى..).

تجار بشر بعقلية ذكورية منمقة.. تجيد التفاوض والمزايدة على الأكثر جمالاً وعلى مرأى ومسمع من العالم.. يتم الاستبدال وعرض المقتنيات وحديث الشارع، فأصبح الحاج متولى ومستنسخاته العصرية محل تطلعات الكثيرين، وعلى النهج نفسه.. يتم استخدام المرأة.. حسب الاحتياج باعتبارها سلعة اقتناها الرجل، ثم تركها تحمل لقب "مطلقة"، ولكنها فى الحقيقة أصابتها طلقة فى قلبها وعمرها وعقلها.

 

نحن لا نخالف الشرع، وقد سمح الإسلام للرجل الزواج بـ 4 زوجات شرعية.

تمام، وإذا أراد الزواج بأخرى عليه تطليق أحداهن.. فإذا طلقها عليه الالتزام بالمقترحات التالية: ماده 1: يتم صرف مرتب شهرى بأثر رجعى من يوم عقد الزواج إلى يوم الطلاق.. لحين الزواج بآخر إذا كانت تريد أو بالوصول إلى سن الأربعين. بما يتناسب مع الحد الأدنى لدخل الفرد، ومع مراعاة زيادة نسبة 10% سنوياً. ويصرف بحد أقصى بعد 3 شهور على الطلاق.

مادة 2: توفير مسكن أمن ايجار أو تمليك بما يتناسب مع الحالة الاجتماعية للمرأة المطلقة.. سواء كان لديها أطفال أو لا يوجد. 

مادة 3: لايتم التنازل نهائياً عن حقوقها الشرعية.. النفقة والمؤخر والمتعة والشبكة والمهر. 

مادة 4: إذا طلقت المرأة بعد سن الأربعين.. يكون لها الحق فى مرتب شهرى، وفى مسكن أمن ومناسب مع المستوى الاجتماعى. وفى حالة تعثر الزوج.. يتم تيسير إجراءات الحصول على شقة لها بالسماح له بالتقسيط من خلال التنسيق والتعاون مع بنك التعمير والإسكان.

مادة 5: إصدار وثيقة تأمين للأطفال للتعليم والصحة.. حتى إتمامهم سن الـ21 عاماً، وتخصم قيمة قسط الوثيقة شهرياً من مرتب الأب، أو يتم تحصيلها تحت مظلة الدولة. وتصرف للأم من خلال تقديمها لإيصالات مصاريف المدارس أو الكشف والعلاج، أو يتم تحويل المصروفات مباشرة للمدرسة أو للطبيب أو المستشفى. وتيسير الإجراءات عليها. 

مادة 6: نفقة الأطفال.. منفصلة تماماً عن مرتب الزوجة الشهرى. وإعطاء الزوجة الأهلية الكاملة في حالة عدم وجود الأب أو الطلاق أو الوفاة في الولاية على أطفالها تعليمياً فى المدارس، واجتماعياً فى الأندية. ووضع ضوابط صارمة على الولاية على المال بإجراءات قانونية.. تلزم وجود الزوجة حضورياً وليس غيابياً. 

مادة 7: ضمان إتمام مراحل التعليم للأطفال حتى الجامعة.. بما يتناسب مع مقتضيات كل مرحلة. والتزام كل من الأب والأم بالحفاظ على مسيرة تعليم أطفالهم ونفسيتهم، ورعايتهم وكسوتهم وعدم استدعائهم داخل محكمة الأسرة لأى سبب. وعدم اصطحابهم لقاعات المحاكم، وتجريم محاولة استقطاب كل طرف ليحول الابن لشاهد معه أو ضده. والتزام كل منهم بالحفاظ على المستوى الأخلاقى والإنسانى لأطفالهم، وعدم تحملهم فشل المرحلة.. مع التزام كل طرف باحترام الطرف الثانى.

 

لقد تم إعداد القوانين للحفاظ على الحقوق، وتنظيم التعامل بين الجميع.. 

نحن لا نختلف على الشرع، ولكن على القانون للحفاظ على حقوق المرأة بإصدار القوانين الأمنة والكريمة كى لا تكون امرأة بلا مأوى هي وأطفالها.. لأن من اَمن العقاب.. أساء الأدب.

وعلى من يريد الزواج.. تنفيذ التزاماته، وتحقيق الشروط السالف ذكرها إذا ما حدث الطلاق.

دخول البيوت له حسابات صارمة وقواعد حازمة أمنة، وغير مؤجلة.. لحفظ كرامة الفتاة والمرأة المصرية. وبناء على ما سبق، وتحت مظلة الدولة المدنية.. أقترح إصدار ما يلى تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي:

1 - وثيقة تأمين الفتاة المصرية التى عانت وتضررت من زواج القاصرات. 

2 - وثيقة تأمين المرأة المصرية (المطلقة والأرملة والمعيلة) لمواجهة الأزمات وتحديات الحياة.

3 – الحكم فى جميع القضايا المتعلقة بالأحوال الشخصية بمحاكم الأسرة بحد أقصى سنة من تاريخ إصدار التوجيه بذلك. 

4 - صرف جميع المستحقات المالية المعلقة، والبت فى إنهاء قضايا النفقة والولاية وسرعة انجاز الإجراءات. وصرف كافة المستحقات.

5 – تفعيل المزيد من صلاحيات المجلس القومى للمرأة لرصد الحالات المتداولة فى جميع المحاكم، وعمل تقارير رصد للحالات الاجتماعية والأسباب الحقيقة لكل قضية. ويمكن الاستعانة بالشرطة النسائية ومجموعة من الشباب المدرب ومنظمات المجتمع المدنى داخل القرى والمحافظات لرصد حالات العنف والابتزاز والتحرش وزواج القاصرات، وأى شكل من أشكال إجبار الفتاة أو المرأة على الزواج بشكل سرى.

6 - استرداد حقوق المرأة المادية والاجتماعية من حالات النصب الزوجية بأثر رجعى.

7 - إلغاء الخلع، وتنفيذ إجراءات الطلاق بشروط مشروعة في مدة أقصاها 6 شهور.

 

نقطة ومن أول الصبر..

لقد نجح الرجل صاحب العقلية الذكورية والاستهلاكية فى إصباغ العقلية المصرية.. خاصة المرأة.. فجعل الفتاة والمرأة المصرية.. تتنافس وتتجمل وتتحمل لإرضاء رغباته وحقوقه المفترضة التى يطالب بها. بل وأقنعها بشروطه الواردة حسب مدى تحقيق مصلحته الشخصية.. وفعل الغيرة والحقد والكره بينهن والفائز الوحيد هو الرجل.

جعل المرأة فى دائرة الاتهام، والسبب كأنهم لا يريدون أن يروا.. الملاك الحائر..

جعل المرأة.. تتنمر وتهين بنات جنسها، وتقبل على أختها أى شىء سوى أن تكون زوجة شرعية. وإذا كانت الزوجة الثانية الشرعية تسبب لكى الألم.. فلا تظلميها.. فشأنها شأنك.. لكى يكون الجميع تحت النور. وحتى لا تتحول أختك أو ابنة عمك أو صديقتك.. سبايا للعقلية الذكورية الاستهلاكية. 

فرعونة مصرية: الحفاظ على الفتاة والمرأة المصرية.. أمر إنسانى وجمهورى من الدرجة الأولى.