رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة الملك عبدالله الثاني إلى الرئيس عباس.. الخطر قادم والحرية حق.. والوصاية حماية شرعية

في زيارة غير معلنة سابقا، ووفق تطورات جديدة، تتعلق بالأوضاع التي جرت وما زالت تجري في فلسطين المحتلة، وقيام الحكومة الإسرائيلية الصهيونية اليمنية المتطرفة بالإصرار على التصعيد الأمني والعسكري وتهويد القدس والاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف، نقل  نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني  أيمن الصفدي،رسالة مهمة  من الملك، الوصي الهاشمي، عبد الله الثاني إلى الرئيس محمود عباس تتمحور حول "التحركات المشتركة التي جاءت، بحسب الرسالة الملكية: "كنا بدأناها ومستمرون فيها، من أجل إسناد أشقائنا الفلسطينيين في الحصول على حقوقهم المشروعة كاملة".
*عملية التشاور وتنسيق التحركات لدعم الشعب الفلسطيني.

المصادر الدبلوماسية والإعلامية الأردنية والفلسطينية، أكدت ان رسالة الملك عبدالله الثاني جاءت:" في إطار عملية التشاور وتنسيق التحركات لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه المشروعة خصوصاً حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني وفق حل الدولتين" .

لقاء الصفدي مع الرئيس عباس خلال اجتماع حضره مدير المخابرات العامة الأردنية  اللواء أحمد حسني،محورها الأساس، تدارس التصعيد الإسرائيلي في القدس المحتلة ومقدساتها وفي باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى الجهود المبذولة لوقف التصعيد وايجاد أفق سياسي حقيقي لوقف التدهور، والتقدم نحو السلام العادل.

من جهته ثمن الرئيس عباس مواقف الأردن، صاحب الوصاية الهاشمية الشرعية والقانونية على أوقاف القدس والحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى الأوقاف المسيحية والإسلامية في القدس كافة،وهي الحقوق الثابتة، تاريخيا وما زالت الأردن، الدولة والحكومة، تعمل وفق الرؤية الملكية حول الوصاية الهاشمية، ودورها في دعم فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني، والجهود التي يقودها  الملك  الوصي الهاشمي عبدالله الثاني لإسناد الشعب الفلسطيني وتلبية حقه في إقامة دولته المستقلة على أساس حل الدولتين، وشدد الرئيس عباس  على أهمية دور الوصاية الهاشمية التاريخية في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

*الحراك الأردني العربي الدولي


ما بين القدس والضفة الغربية، تمارس سلطات الاحتلال الصهيوني، مدعومة من عصابات وقوى واحزاب اليهود التلمودية التي تسعى لتهويد القدس، والأوقاف فيها وفي مدن أخرى كسلوان وسلواد والخليل،كان منها  إصابات مميته  خلال التصدي لاقتحام مئات المستوطنين لمسجد النبي يونس في حلحول، مع تزايد تصعيد الاحتلال ضد المساجد والمباني الوقفية، عدا عن مسيرة الصهاينة  الارهابيين في القدس، التي تعد امتدادا مباشرا لمنظمات الإرهاب اليهودي، التلمودية، في القدس والضفة الغربية،الساعية لإقامة هيكل سليمان المزعوم. 
الحراك الأردني، والعربي والدولي والأممي، بات مطلوب، في ظل غياب حكومة إسرائيلية عن احترام الواقع و ضرورة حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي على أساس القانون الدولي، لأن عدم تطبيق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الخاصة بفلسطين، يعد فشلا، تريد تكريسه  حكومة الاحتلال،  وفرصه على منظمات ودول العالم، والمجتمع الدولي.

*مسؤولية حماية القدس ومقدساتها هي مسؤولية فلسطينية أردنية عربية إسلامية ودولية.

رسالة الملك الوصي الهاشمي، جاءت في وقت حاسم، تبلوت مضامينها عبر لقاءات وزير الخارجية أيمن الصفدي، مع الرئيس عباس، والتأكيد على أن السيادة على القدس فلسطينية، وأن الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية هاشمية، وأن مسؤولية حماية القدس ومقدساتها هي مسؤولية فلسطينية أردنية عربية إسلامية ودولية في ضوء المكانة التي تمثلها القدس بالنسبة لنا في العالمين العربي والإسلامي.
حمل الوزير الأردني، العالم والأمم المتحدة ومجلس الأمن، والدول كافة مسؤولية الخطوة التالية وقال: "يجب أن يتحرك العالم ويجب أن تدرك إسرائيل أن ما تقوم به من أعمال استفزازية ومن اعتداءات على الأقصى ومن تجذير للاحتلال ستكون عاقبته كارثية على الجميع"، و"أن ما جرى من اعتداء على المقدسات الإسلامية، وما جرى في القدس المحتلة تصعيد غير مسبوق، وخطير في تداعياته، ويشكل خرقا للقانون الدولي، في عدم الالتفات إلى قرارات الشرعية الدولية، وفي المقامرة بحق المنطقة كلها بالعيش بسلام".
بما عرف عن الدبلوماسية الأردنية التي، تستند إلى حقائق التاريخ والواقع المعاش، والرؤية المستقبلية، فقد عزز اللقاء، ومضمون الرسالة الملكية في هذا الوقت العصيب: "إننا في الأردن وفلسطين نريد سلاما عادلا شاملا قابلا للاستمرار ويمكن الفلسطينيين من الحصول عى كامل حقوقهم"، داعياً إلى إعادة الثقة بجدوى العملية السياسية من خلال العودة فورا إلى مفاوضات جادة وفاعلة متزامنة مع وقف كل الإجراءات اللاشرعية التي تقتل العملية السلمية والتي تقوض فرص تحقيق السلام.
أن المملكة الأردنية الهاشمية، عمليا، ووفق دراية سياسية وتعاون عربي إسلامي إقليمي، تعمل بشكل مستمر وبتنسيق دائم مع دولة فلسطين والدول العربية ومع الولايات المتحدة والشركاء الدوليين من أجل إحياء الجهود السلمية. 
.. جيوسياسيا ، ما زال الصراع محكوم بالدور المشبوة للحكومة الإسرائيلية المتطرفة، والتي تتخبط في إجراءاتها التهويدية العنصرية على  واقع مرئي يشهد عليه العالم الحر، والأردن (عمليا وبشكل متواصل)، يتخذ كل القرارات، ويقوم بكل الإجراءات التي نعتقد أنها تسهم بشكل فاعل في إسناد أشقائنا الفلسطينيين، وتسهم في إيجاد آفاق حقيقية لتحقيق السلام العادل والشامل.
*مواصلة التحرك المشترك  لوقف السياسة الإسرائيلية التصعيدية الخطيرة

في ذات اللقاءات، وبحسب ما نقلت وكالة الانباء الفلسطينية، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي مواصلة التحرك المشترك على كل الأصعدة لوقف السياسة التصعيدية الخطيرة من جانب الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين المتطرفين.

كشف  المؤتمر الصحفي المشترك مبين الشيخ و الصفدي إن: رسالة العاهل الأردني عبد الله الثاني إلى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، تؤكد على الموقف الأردني الفلسطيني المشترك، في مواجهة التصعيد الإسرائيلي الخطير وغير المسبوق في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشريف، خاصة ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من استباحة غير مسبوقة في تاريخ الاحتلال.

.. وأن الأردن وفلسطين تنظران بعين الخطورة البالغة لهذا التصعيد، الذي يهدد الأمن والاستقرار والسلام، ليس فقط في فلسطين وإنما في المنطقة جميعها.

وأدان " الشيخ" الحكومة الإسرائيلية،وحملها : المسؤولية الكاملة على هذا التصعيد، والغطاء السياسي المعطى للمتطرفين الذين يستبيحون المقدسات المسيحية والإسلامية في مدينة القدس.

مواصلة التحرك المشترك، أردنيا وفلسطينيا وعربيا ودوليا، على كل الأصعدة،  مسؤولية  وضرورة سواء بالتنسيق الثنائي أو بالاتصالات المباشرة مع الأشقاء العرب، ودول الإقليم، والمجتمع الدولي، والبدء بتحرك فوري على كل هذه الأصعدة، لإيصال رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي أنه لا يمكن السكوت على استمرار هذه السياسة التصعيدية الخطيرة من جانب الحكومة الإسرائيلية والمتطرفين، بما في ذلك الضغط  وإجبارها على وقف السياسة التصعيدية، لأن القادم ينذر بخطر كبير.

*الأوضاع "سيئة وآيلة إلى ما هو أسوأ.

في جانب خطير من المباحثات واللقاء، نبه الوزير الأردني أيمن الصفدي، إلى حقيقة مرعبة، فقال:أن الأوضاع "سيئة وآيلة إلى ما هو أسوأ، فلا بانتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك والعدوان عليه تُحفظ التهدئة، ولا بتجذير الاحتلال نسير نحو السلام، وليس ببناء المستوطنات ومصادرة الأراضي وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم نرفع عن منطقتنا تهديد تفجر الصراع".

وجدد موقف الأردن الداعي لوجوب وقف كل هذه الإجراءات والعودة فورا إلى إيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل. وقال إن آفاق السلام تغيب بقرار إسرائيل وبأفعالها التي تدفع المنطقة برمتها نحو تفجر الصراع.

.. وكما بدت اللحظة السياسية، الكشافة، وضعت الزيارة، بما حملت من رسالة ملكية مهمة وتاريخية، فقد اتفق :"تحركاتنا المقبلة تستهدف التواصل مع جميع الأشقاء في المنطقة، والولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الأوروبي، وكل القوى المؤثرة في العالم، برسالة واحدة إما أن نمضي في هذه الطريق التي لن تأخذنا إلا باتجاه ما هو أسوأ، أو أن تُستأنف عملية سياسية حقيقية تلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق".
.. وأن :"الأشقاء في فلسطين جاهزون للانخراط في عملية سياسية حقيقية، فلتأتي إسرائيل إلى هذه العملية ولتدخل في مفاوضات جادة وفاعلة من أجل حل الصراع وتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين الذي لا بديل عنه سبيلا لحل الصراع وتحقيق السلام العادل والشامل".

منذ تاريخ الصراع الفلسطيني، مع دولة الاحتلال الصهيوني، المتطرفة، كانتد"المملكة الأردنية الهاشمية والجهود التي يقودها الملك  الوصي الهاشمي، وهي في حراك دائم.. و:"لن تتوقف من أجل إسناد أشقائنا للحيلولة دون تدهور الأوضاع إلى ما هو أسوأ، ومن أجل العودة إلى تحقيق السلام، هذا السلام الذي لا يمكن أن يبدأ إلا من خلال وقف الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوّض حل الدولتين وتنسف كل فرص تحقيق السلام الشامل والعادل".

"مطالبنا أن يتوقف الاستيطان سواء بناء أو توسعة، وتتوقف الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف واحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم، ولنا مسؤولية خاصة في ضوء الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، التي ننظر إليها بمسؤولية والتي يكرس الملك كل جهوده وإمكانات المملكة من أجل حمايتها وحماية الهوية العربية الإسلامية والمسيحية في القدس ومقدساتها"، بحسب تأكيدا الوزير الأردني،الذي دعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، "فالقانون الدولي واضح والقرارات الشرعية الدولية واضحة وتقول إن القدس المحتلة ويحب أن تتحرر عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، حتى يتحقق السلام".
.. اللحظة الفلسطينية، والصراع من الاحتلال الصهيوني التلمودية، لحظة حاسمة، تتجاوز اي أفق محتمل، في ظل حكومة الاحتلال الهشة التي تؤجج الصراع الدامي.


*[email protected]
*حسين دعسة، مدير تحرير في جريدة الرأي الأردنية .