«سمراء النيل».. رحلة مديحة يسري من النشأة إلى الأعمال الفنية

تحل اليوم الذكرى الثالثة لوفاة واحدة من أشهر وجوه السينما المصرية، وهي سمراء النيل، الفنانة القديرة مديحة يسري، التي استطاعت أن تحفر اسمها من ذهب في تاريخ السينما المصرية. إنها معشوقة عباس محمود العقاد وزوجة محمد فوزي، والنصف الثاني للفنان عماد حمدي في العديد من الأعمال السنيمائية.

“النشأة وحياة الصبا”

نشأت مديحة يسري أو هنومة حبيب خليل (الاسم الحقيقي لها) في 3 ديسمبر من عام 1918 بمحافظة القاهرة. والتحقت بعد ذلك بمدرسة شبرا للتطريز. وقد تم اختيارها بعد ذلك كواحدة من بين أجمل 10 نساء في العالم خلال حقبة الأربعينيات.

“أعمالها الفنية”

في عام 1940 وهي في عامها الـ22 تم اكتشافها على يد المخرج محمد كريم. وظهرت لأول مرة في السينما المصرية في نفس العام مع الفنان محمد عبد الوهاب في فيلم ممنوع الحب.

لكنها حصلت على فرصتها الفنية الحقيقية مع الفنان يوسف وهبي، الذي عرض عليها العمل معه في 3 أفلام بعد أن شاهدها تؤدي مشهد في إحدى البلاتوهات. 

وافقت "يسري" على عقد الاحتكار هذا، وقامت بالعمل مع الفنان الكبير يوسف وهبي في أفلام "ابن الحداد؛ وفنان عظيم؛ وأولادي".

بعد ذلك، فتح باب السينما المصرية على مصرعيه أمام الوجه الأسمر النيلي صاحب الابتسامة الخلابة لتستطيع مديحة يسري بعد ذلك أن تقوم بالعديد من الأدوار الهامة في السينما المصرية أمام أشهر النجوم على رأسهم عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش ومحمد فوزي وعماد حمدي. ثم في عام 2012 وهي في سن الـ94، قررت مديحة يسري اعتزال مجال الفن تمامًا.

“زواجها”

في عام 1938، شاهد الكاتب الكبير عباس محمود العقاد صورة مديحة يسري في أحد المجلات كوجه سينمائي جديد، وقد غرق في حبها، فأرسل العقاد بعد ذلك أحدًا في مدرسة التطريز بشبرا لكي يسأل عنها، وفوجئ بأنها صديقة شقيقته مما حفزه على دعوتها لحضور صالون أدبي بمنزله. 

استجاب الوجه الملائكي للدعوة، وعندما ذهبت للعقاد انبهرت بعدد الكتب الكبير الذي يمتلكه وقرر حينها العقاد أن يتبناها أدبيا وثقافيًا. تحولت العلاقة بعد ذلك بين العقاد ومديحة إلى علاقة حب من طرف واحد. وعندما علم "العقاد" بأن مديحة يسري ستشارك في فيلم سينمائي طلب منها أن تفسخ التعاقد؛ ولكنها رفضت وأخبرته بأنه ستتزوج من الممثل محمد أمين.

تزوجت مديحة يسري 4 مرات كان أولها من الممثل محمد الأمين الذي اختار لها اسم مديحة يسري وأسسا معًا شركة إنتاج سينمائي.

بعد ذلك تزوجت من الطيار محمد سالم الذي توفى في ريعان شبابه، ثم تزوجت من الفنان محمد فوزي وقدما العديد من الأفلام معًا. وأنجبت منه ابنها الوحيد عمرو الذي توفي وهو في سن صغير إثر حادث سيارة.

وكان آخر زيجات "يسري" من شيخ الحامدية الشاذلية الصوفية إبراهيم سلامة الراضي.

في 30 مايو عام 2018، توفت صاحبة الوجه الأسمر الجميل والروح النقية البيضاء في مستشفى المعادي العسكري بعد صراع مع أمراض الشيخوخة.