رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الانتقام» قصة «جي دي موبلسان» عن الأرملة وابنها والكلب المسعور

جي دي موبلسان
جي دي موبلسان

«الانتقام» واحدة من قصص الأديب الفرنسي الشهير «جي دي موبلسان» التي تناقش قضية الثأر بطريقة مختلفة، حيث كانت فكرته مبنية على أخذ الحق دون الرجوع إلى أحد. 

والمدهش في الأمر أن يكون صاحب الحق ضعيفا لا يقوى على الانتقام من غريمه بالقوة لذا استخدم الحيلة، ما أضاف إلى القصة تشويقا زادها جمالا، فلو كان المتصارعان بنفس القوة لكانت القصة عادية وتقليدية، لا تختلف عن غيرها. 
 

تفاصيل القصة 
تدور أحداث القصة في مدينة كورسيكا الفرنسية المطلة على البحر المتوسط.

أبطال القصة امراة عجوز أرملة لرجل كان يدعى سافريني، وابنها الوحيد «أنتونيو» وهو شاب في مقتبل العمر وكلبته النحيلة وشاب في مثل عمر الابن ويدعى نيقولا.

كانت الأرملة وابنها وكلبته يعيشون في أمان وطمأنينة لا يعكر صفوهما شيء من منغصات الحياة.

وعلى حين غفلة تشاجر «انتونيو» مع صديقه نيقولا فما كان من نيقولا إلا أن طعن صاحبه فأرداه قتيلا ثم فر هاربا إلى الجزيرة.

حمل الرجال جثة «أنتونيو» إلى والدته فظلت صامته لم تنتحب ولم تصرخ وأمرتهم أن يضعوه على أريكة في صالة بيتها حتى الصباح، وظلت الأم الثكلى طوال الليل تحادث ابنها القتيل وكأنه مازال حيا، ثم وضعت كفها على قلبه وأقسمت له أنها ستثأر له.

 كانت الكلبة تصرخ بعكس سيدتها انقضت الليلة ودفن «انتونيو» بينما الأخذ بالثأر لم يدفن ولم يمت وظل مطلا بوجهه أمام الأرملة المكلومة.

 فكرت العجوز في استخدام قوتها أمام قوة «نيقولا» فعلمت أنها هالكة لا محالة، فقررت استخدام الحيلة، لكن ما حيلة العجوز الطاعنة في السن أمام شاب فتى وهي لا تملك سوا كلبة نحيلة لها شعر مثل شعر القنفد.

الكلبة نفسها كانت هي الحيلة قامت الأرملة بتجويع الكلبة ليومين ثم صنعت دمية من القش لشاب يشبه نيقولا ووضعت قطعة من البسطرمة فوق صدره، ثم أطلقت كلبتها فنهشت البسطرمة وما سقط منها في صدر الدمية. 

كررت العجوز لعبتها لثلاثة شهور حتى صارت الكلبة مفترسة لأي شيء تشير إليه سيدتها.

وهنا قررت الأرملة أن تجوع كلبتها وتصطحبها إلى الجزيرة التي يختبئ بها قاتل ابنها بعد أن ارتدت ثوب رجل شحاذ، ولما دخلت سألت عن «نيقولا» فدلوها على مكانه، حيث كان يعمل في ورشة نجارة، ولما رأته أشارت إلى كلبتها التي لم تتوان ولم تتأخر لحظة وما هي إلا دقائق معدودة وكان نيقولا فى تعداد الأموات ثم رجعت الأرملة وكلبتها ليجلسا خلف الشباك المطل على البحر.

الهدف من الرواية 

اراد الكاتب الفرنسي الشهير «موبلسان» من قصته الانتقام أن يقول العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم.