رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الولايات المتحدة تعانى.. سلاح فى كل منزل وحوادث قتل متكررة

حادث إطلاق نار في
حادث إطلاق نار في مترو نيويورك

شهدت الولايات المتحدة خلال الآونة الأخيرة، العديد من حوادث العنف والقتل وإطلاق نار في المدارس، والتي تسفر عن عشرات القتلى الأبرياء، ومن أشهر هذه الحوادث مقتل عشرين طفلا في ولاية كونيكتيكت عام 2012 بعدما فتح رجل النار عليهم في مدرسة، وفي كل مرة تحيي هذ الحوادث الجدل المحتدم بالبلاد حول استخدام وشراء الأسلحة النارية والذي يعد منتشرًا بشكل كبير داخل الولايات المتحدة. 

وفي ذعر جديد، شهدته الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الثلاثاء، بحادث شنيع، قتل 19 طفلًا وبالغان في عملية إطلاق نار نفذها شاب في مدرسة ابتدائية بولاية تكساس الأمريكية، أعاد الحادث الأذهان إلى حوادث القتل المتكررة فى أمريكا، حيث تعد الولايات المتحدة من أكبر الدول التى بها حوادث قتل مشابهة، حسبما أفادت تقارير دولية. 


الرئيس الأمريكي يدعو لوقف جنون الأسلحة

وقد دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن الولايات المتحدة إلى الوقوف في وجه لوبي الأسلحة النارية، وتُعتبر عمليات إطلاق النار في الولايات المتّحدة آفة مُزمنة، وفي خطاب إلى  الشعب الأمريكي قال جو بايدن: "متى، حبا بالله، سنقف بوجه لوبي الأسلحة؟"، وأضاف: "لقد حان الوقت لتحويل هذا الألم إلى عمل، من أجل كل والد، من أجل كل مواطن في هذا البلد. ينبغي علينا أن نوضح لكل مسؤول منتخب في هذا البلد أن الوقت حان للتحرك".

 

ارتفاع نسب جرائم القتل 

وكان قد كشف تقرير رسمي لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي في عام 2021 عن تسجيل أكبر نسبة ارتفاع في جرائم القتل بالولايات المتحدة، منذ أن بدأ المكتب في رصد وإحصاء تلك الجرائم منذ ستينات القرن الماضي.

وأظهر تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي ارتفاع جرائم القتل بنسبة 30٪ خلال عام 2020 مقارنة بعام 2019، كما أظهر التقرير حدوث زيادة بنسبة 5٪ في جرائم العنف بين عامي 2019 و2020، فيما انخفض إجمالي عدد الجرائم التي تم الإبلاغ عنها بنحو 6٪ في الفترة نفسها، وأحصى تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي ارتكاب أكثر من 21 ألفًا و500 جريمة قتل خلال العام الماضي، وهو عدد لم يرصده مكتب التحقيقات منذ منتصف التسعينيات.

وبلغ معدل جرائم القتل في عام 2020 حوالي 6.5 لكل 100 ألف شخص، أي أقل بنسبة 40٪ مما كان عليه في الثمانينيات والتسعينيات، عندما بلغت جرائم القتل ذروتها في الولايات المتحدة.

 

شيكاغو.. مدينة الجريمة 

وفي هذا الصدد، ذكرت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية أن عام 2021 انتهى كأحد أكثر الأعوام عنفا فى تاريخ مدينة شيكاغو، التى شهدت عمليات إطلاق نار قاتلة أكثر من أى عام آخر فى الربع قرن الأخير.
وبحسب ما ذكرت الوكالة، فإن شرطة شيكاغو سجلت 797 عملية قتل فى المدينة فى 2021، وهو أعلى معدل منذ عام 1996، وأكثر من أى مدينة أخرى فى الولايات المتحدة، ويمثل هذا الرقم زيادة بـ 25 حادثا عما شهده عام 2020، وزيادة 299 حادثا عن المسجل فى عام 2019 وفقا لوكالة أسوشيتدبرس.

 

السلاح في كل منزل أمريكي 

وأظهر تقرير نشرته وزارة العدل الأمريكية، أن شركات تصنيع الأسلحة النارية فى الولايات المتحدة أنتجت خلال السنوات العشرين الماضية أكثر من 139 مليون قطعة سلاح نارى مخصّصة للبيع للأفراد، بينها 11.3 مليون قطعة أنتجت فى سنة 2020، وأضاف التقرير الوزارى أنّه فى الفترة نفسها استوردت الولايات المتّحدة 71 مليون قطعة سلاح نارى وصدّرت 7.5 مليون قطعة فقط، فى أرقام تعكس الكمّ الهائل للأسلحة النارية المتوفّرة فى البلاد والذى ساهم فى تصاعد أعمال العنف المسلّح وجرائم القتل وعمليات الانتحار.

بدوره قفز الإنتاج السنوى للأسلحة النارية المخصّصة للبيع التجارى من 3.9 مليون قطعة إلى 11.3 مليون قطعة فى عام 2020، علماً بأنّ هذا الرقم بلغ ذروته فى عام 2016 بتسجيله 11.9 مليون قطعة سلاح.

وأظهر التقرير أن الأمريكيين يفضّلون الأسلحة نصف الآلية، وهو النوع الذى استُخدم فى تنفيذ العديد من عمليات إطلاق النار الجماعية.

حوادث مشابهة

وتشهد الولايات المتحدة الكثير من حوادث إطلاق النيران بالمدارس، وفي ديسمبر 2021، قام مراهق أمريكي يبلغ من العمر 15 عاما، بقتل 3 من زملائه داخل مدرسته بولاية ميتشجان، وأصاب 8 آخرين.
وفى فبراير 2018، لقى 17 شخصا على الأقل مصرعهم في حادث إطلاق نار على حشد من الناس في مدرسة ثانوية في مدينة باركلاند بولاية فلوريدا.
وفي يناير 2018 أصيبت فتاة أمريكية، بجروح خطيرة بعدما أطلق زميل النار عليها في مدرسة بولاية تكساس.

فى ديسمبر 2012، أعلنت الشرطة الأمريكية أن 27 شخصا بينهم 20 طفلا قتلوا برصاص رجل مدجج بالسلاح فتح النار على تلاميذ ومسؤولين بمدرسة ابتدائية في ولاية كونيتيكت.