رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا أحب كيم يونج انتشار «كورونا» فى بيونج يانج؟

كورونا
كورونا

لا يُعد انتشار فيروس «كورونا المستجد» فى كوريا الشمالية مؤخرًا أخبارًا سيئة للزعيم كيم يونج أون، لأنه من خلال إغلاقه البلد بأكمله، يمكنه تأكيد قوة نظامه كما لم يحدث من قبل، فالآن لديه سلطة القبض على أى شخص يعتقد أنه خالف القواعد لأى سبب، سواء فى البحث عن الطعام، أو الحاجة لرؤية صديق، أو حتى للبحث عن دواء.

ووفقًا لموقع «ديلى بيست» الأمريكى، يمكن للزعيم الكورى الشمالى المثير للجدل أيضًا إلقاء اللوم على شبكة من مسئولى الصحة فى انتشار الجائحة، ويتعين عليهم جميعًا الخوف على حياتهم، بينما يحقق «كيم» فى كيفية انتشار المرض على مستوى جماعى، خاصة بعدما أصدر أمرًا بالعمل على تحقيق الاستقرار الفورى لإمدادات الأدوية فى العاصمة بيونج يانج، من خلال الإدارة الطبية فى الجيش الشعبى الكورى الشمالى.

وأوضح الموقع أن «العسكريين الكوريين سيواجهون عقوبة شديدة القسوة، إذا لم يفعلوا شيئًا سريعًا لوقف أزمة ليست لديهم سيطرة حقيقية عليها»، ناقلًا عن «كيم» قوله: «إذا لم يبذل جميع المسئولين البارزين جهدهم وأظهروا روحهم الشاقة والقتالية، فلن يتمكنوا من أخذ زمام المبادرة الاستراتيجية فى الحرب الجارية ضد الوباء. يجب ألا يسمحوا بأى عيب بسيط ونقاط ضعف، من خلال اليقظة فى الحرب الحادة ضد الوباء».

وأظهرت دعوة كيم يونج إلى حشد القوات المسلحة فى معركة مواجهة «كورونا»، الإحباط لدى كثير من مسئوليها، الذين يرون أنهم أُدخلوا فى صراع ليست لديهم فيه خبرة ولا سلطة، سوى القدرة على تنفيذ حملة تطهير نيابة عن الزعيم.

لذلك بدأت «لعبة لوم» على كل الأجهزة والمؤسسات والجهات فى كوريا الشمالية، و«كيم» المعروف بأمره بإعدام أى شخص يشتبه فى أنه يعمل ضده أو ضد مصالحه، لن يتردد فى سجن أو قتل المتهمين بـ«الفشل فى القضاء على الوباء».

وقال ديفيد ماكسويل، الخبير فى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن «كيم لا يمكن أن يقبل أى لوم، لأنه يعتبر نفسه إلهًا، وأن نظام عائلته معصوم من الخطأ».

وأضاف: «من خلال إلقاء اللوم، يتجنب كيم كل المسئولية عن فشله فى اتخاذ أى من الخطوات الأساسية اللازمة لوقف انتشار الجائحة، فهو يضع نفسه ودائرته الداخلية فوق اللوم، بينما البيروقراطيون من الرتب الدنيا مذنبون بخيانة الدولة، نظرًا لعدم قدرتهم على منع الوباء، الذى كان نظامه يدعى أنه لم ينتشر فى أى مكان داخل حدوده».

وادعاء «كيم» هذا لم يكن أبدًا ذا مصداقية، لأنه من المستحيل تخيل أنه من خلال إغلاق الحدود مع الصين، بعد وقت قصير من الإبلاغ عن الفيروس فى «ووهان» خلال ديسمبر ٢٠١٩، قد تمكن بالفعل من منع وصوله إلى كوريا الشمالية، لقد كان إما فى حالة إنكار، أو رفض تصديق ما كان يدور حوله فى كل مكان، أو كان ينفذ حملة من الافتراء المتعمد والمعلومات المضللة، وفقًا للموقع الأمريكى.

واختتم الموقع تقريره بأن «المؤكد هو أن كوريا الشمالية فى خضم حالة طوارئ خطيرة، توفر فرصة رائعة لكيم لاتخاذ إجراءات صارمة أكثر من أى وقت مضى ضد شعبه».