رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطريرك الكلدان: أتمنى إيجاد تشريعات جديدة تلائم زماننا

البطريرك ساكو خلال
البطريرك ساكو خلال القاء الكلمة

 قال بطريرك الكلدان مار لويس روفائيل ساكو، أودّ أن أتقدّم بشكري وامتناني إلى قداسة البابا تواضروس الثّاني على استضافته للجمعيّة العامّة بالدّفء المسيحيّ والسّخاء الرّهبانيّ، كما أتوجّه إليكم أنتم الأحبّة بالرّبّ المشاركين في لقاءات الجمعيّة العامّة لمجلس الكنائس الشّرق الأوسط، باقتراحٍ لوضع استراتيجيّة دقيقة وملائمة للأوضاع المعقدّة الّتي تعيشها بحزن بلدانُنا وتختبرها بألم كنائسُنا.

وتابع في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس كنائس الشرق الأوسط، عرض فيها جملة من الانتظارات والتّمنّيات ولا بدّ من القول إنّ الوضع مقلق ويسير نحو الأسوأ، خصوصًا على ضوء الحرب الرّوسيّة الأوكرانيّة والصّراعات الطّائفيّة غير المبرّرة الّتي تشهدها منطقتنا. أرى أنّ أسباب تدهور عالمنا هي تراجع المبادىء والأخلاق السّامية، والبحث عن المصالح الذّاتيّة والفئويّة.

وأضاف بطريرك الكلدان، هنا في هذه البلدان الّتي تحتضننا اليوم، سار آباؤنا في الإيمان على درب الرّسالة والشّهادة لإيمانهم بالمسيح  القائم من بين الأموات، وشاركوا بنشاط في حياة مجتمعاتهم بروح مفعمة بالرّجاء والعزم، بالرّغم من الآلام والأحزان. ونحن الأحفاد علينا ألّا نستسلم لليأس، بل علينا أن ندرك أهمّيّة الإيمان والرّجاء وسط الأوضاع الصّعبة.

- التركيز العمل الجماعي بين الكنائس لتغدو فريقا مسيحيا مسكونيا واحدا

و واصل، أتمنّى أن تركّز الاجتماعات الحاليّة لا فقط على الجوانب التّنظيميّة والإداريّة، بل على  العمل الجماعيّ بين الكنائس لتغدو فريقًا مسيحيًّا مسكونيًّا واحدًا، لاسيّما أنّ المجلس هو المؤسّسة الوحيدة الّتي تحتضن الجميع، أجل نحن كنائس متنوّعة، لكنّنا في الجوهر كنيسة واحدة تشهد للمسيح، كلّ واحدة بأسلوبها وبيئتها وليتورجيّتها ولغتها وتراثها وهذا فسيفساء جميل يستوجب احترامه، كما علينا أن نسعى لخلق بيئة ملائمة للعيش الكريم في هذه البلدان كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، بعيدًا عن السّياسة الطّائفيّة العرجاء والمحاصصة الّتي دمّرت المنطقة، لا ديمقراطيّة من دون قيام دولة وطنيّة لها سيادتها وهيبتها، تفرض القانون على الجميع وتعمل من أجل الخير العامّ للمواطنين، وهنا لا بدّ أن نشدّد على إيجاد تشريعات جديدة تلائم زماننا، بدل القوانين القديمة خصوصًا ما يتعلّق بالأحوال الشّخصيّة.

وتابع الارتقاء بالحوار المسيحيّ– الإسلاميّ على قاعدة الأخوّة البشريّة والمواطنة المشتركة والقيم الأساسيّة الجامعة، من المؤسف القول إنّ العقليّة الحاليّة مُعْتلّة بقبول الآخر، بالرّغم من أنّ الدّين محبّة وتسامح، ولا يمكن أن يقبل احتقار الآخر والإهانة والاستخفاف والتّجاهل. 

 وأضاف من هذا المنطلق أركّز على أهمّيّة الالتزام التّربويّ والتّثقيفيّ الّذي ينطلق من القيم الإنسانيّة الأساسيّة ولائحة حقوق الإنسان الّتي تسعى لتطبيقها بلدان العالم المتحضّر، يجب أن تدفع كلّ الاستراتيجيّات للبحث عن الخير والمحبّة والعدالة والكرامة والحرّيّة.

واختتم، أودّ أن أشكر الأمين العامّ للمجلس وإلى آخر موظّف، على كلّ ما قدّموه منذ ولادة المجلس وحتّى  يومنا من التّقارب المسكونيّ بين الكنائس والحوارات والدّعم المادّيّ والرّوحيّ في الأزمات، والتّوعية والتّثقيف من خلال عشرات الإصدارات الرّصينة الّتي ثقّفت مؤمنينا ووعّتهم بمسيحيّتهم وتراثهم  وروحانيّتهم ومسؤوليّاتهم."