رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمود السعدنى عن السادات: كريم ولن يتكرر.. ولم أتوقع أن يكون رئيسًا

الكاتب الكبير محمود
الكاتب الكبير محمود السعدنى

 

التقى الكاتب الكبير محمود السعدنى، الرئيس الراحل محمد أنور السادات، للمرة الأولى فى منزل جامع التراث المصرى زكريا الحجاوى قبل ثورة يوليو ١٩٥٢.

كان «الحجاوى» يسكن فى حارة ضيقة من حوارى الجيزة، وقتما زاره «السعدنى»، وفوجئ به يطلب منه نقودًا لشراء طعام، ثم يعود ويقدمه لشخص سيكون له شأن فى تاريخ البلد، وعن ذلك قال «السعدنى»: «قدمنى لشاب يكبرنى بنحو عشر سنوات، وكان هذا هو أول لقاء لى مع أنور السادات».

ارتاح «السعدنى» لـ«السادات» بعد المقابلة، ووصفه بأنه: «رجل ممتاز.. تحب تعرفه وتجلس معه.. متحدث لبق.. صاحب مزاج وهوايات معينة.. دمه خفيف.. كنت أسمع فى بيته الشيخ مصطفى إسماعيل فى شهر رمضان».

وشهد «السعدنى»، فى حواره المنشور بمجلة «أكتوبر» فى عام ١٩٩٦، بأن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان كريمًا، إذا أديت له خدمة يردها بعشر، فقد احتضنه فى مجلة «روزاليوسف» وقت عملهما سويًا، ورفع راتبه، وساعده كثيرًا أثناء عمله فى جريدة «الجمهورية»، التى شارك فى تأسيسها عام ١٩٥٥، وتولى رئاسة تحريرها، بسبب موقف فعله معه دون قصد.

وحكى الكاتب الراحل أن أمين شاكر، أحد الضباط الأحرار وأحد مسئولى جريدة الجمهورية وقتها، طلب منه أن يسافر إلى تونس ليجرى حوارًا مع الحبيب بورقيبة، الذى أصبح رئيسًا للجمهورية التونسية فيما بعد، فرفض، لأن السفر سيحتاج على الأقل إلى عشرين يومًا، خاصة أنه كان من المفترض أن يسافر إلى روما ثم تونس ثم يعود بنفس الطريقة.

وألح «شاكر» وطلب من «السعدنى» أن ينجز المهمة فى عشرة أيام فقط، وبالفعل توجه إلى السفارة التونسية والتقى هناك مصادفة فوزى عبدالحافظ، سكرتير الرئيس السادات، الذى تواصل معه هاتفيًا فى المساء وأبلغه بألا يسافر بناء على طلب الرئيس.

وفى اليوم التالى، كما يروى «السعدنى» سأل «شاكر»: «ماسافرتش ليه»، فأجاب الكاتب الكبير: «الريس بتاعنا قال ماتسافرش»، فسأله: «الريس مين؟»، فرد «السعدنى»: «أنور السادات، اسمه على الجورنال يبقى هو ده الريس بتاعى، وقالى ماتسافرش يعنى ماتسافرش».

وبعدها بأيام، أبلغه فوزى عبدالحافظ بأن الرئيس السادات يطلب منه السفر إلى تونس، فوافق، وبعد عودته فوجئ بأن أمين شاكر تم إقصاؤه من منصبه، وعاد أنور السادات.

رفع «السادات» مرتب محمود السعدنى إلى ثمانين جنيهًا، وتوطدت العلاقة بينهما، إلى أن فصل من «الجمهورية» بعدما أصبح «السادات» رئيسًا لمجلس الأمة، لكن ظلت علاقتهما طيبة حتى بعدما عُيّن الأخير نائبًا لرئيس الجمهورية. يؤكد «السعدنى» أنه لم يتوقع أن يصبح أنور السادات رئيسًا للجمهورية، حتى عندما كان الفنان أحمد طوغان يخبره بذلك قائلًا: «ده هيبقى ملك مصر يا ولد»، وكان «السعدنى» عندما يقلد مشية «السادات» يتوقع أن يصبح رئيسًا لجريدة «الجمهورية» أو رئيسًا لمجلس النواب فقط. ووصف «السعدنى» الرئيس الراحل أنور السادات بأنه لن يتكرر، إذ اجتمعت فيه صفات نادرًا ما توجد فى شخص واحد.