رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما بين الاطلاع والقطيعة.. كتاب مصريون يروون تفاصيل علاقتهم بوسائط التواصل الاجتماعي

عزلة الكتاب
عزلة الكتاب

 أصبحت وسائط التواصل الاجتماعي غابة صنعت عزلة بين مختلف الفئات، على عكس الهدف منها في توثيق العلاقات والترابط ومعرفة الأخر والتواصل معه أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مرادف للعزلة وخلقت ملهاة كبرى للشباب والكبار وصنعت ما يعرف بثقافة "الترند"، وكان للعديد لكتاب المصريين كان لهم موقفهم المبدئي والسابق على حالة عدم التفاعل، والغياب والغلق لحسابات وسائط التواصل الاجتماعي هذه الأيام.

 منها ما قرره بشكل مبكر الشاعر عبد المنعم رمضان بعدم تفعيل صفحة تواصل اجتماعي له، ومنها ماقررته الروائية نورا ناجي في وقت قريب بغلق صفحتها، في التقرير التالي يكشف الكتاب أسباب اختيارهم لاعتزال وسائط الاجتماعي.

عبد المنعم رمضان 

- عبد المنعم رمضان: اعتقدت أن الشعر هبة يمكن أن يبددها نشاطي الاجتماعي 

 قال الشاعر عبد المنعم رمضان لـ "لدستور" هكذا أنا ، لا أريد أن انطفئ بالذيوع والانتشار والشيوع الدائم ، لذا أفضل أن أدافع عن نوري الداخلي المحروس بحدود عزلتي ، أخاف عليه أن يتبدد، وألا يسمح بأن يراه أو لا يراه الآخرون، نشأت في بيت كانت حكايته فقدان أبي للولاية الصوفية التي هكذا قالوا، ضيعها بالحكي عنها بسبب انشغاله بوجوده الاجتماعي، وبوحه لجميع من يعرفونه بما لا يجب أن يبوح به  من الأسرار ، وهكذا أصبح بقية عمره وليا مخلوعا بعد ان كان مشروع ولي مقيم ، وعرف أن الذي أضاعه هو حبه للكلام  فهو كان مفتونا بما يحكيه، وكان فاتنا عندما يحكي هكذا ظل يحب الكلام ويجيده ، خاصة إذا أحيط بالنساء الجميلات، جدتي وعماتي روين عنه روايات كثيرة بهذا الشأن، وأمي روت ماروينه ، وروت روايات مضافة الغريب أنها لم تكن قط حانقة .

- خفت أن أفقد شعري بنشاطي الاجتماعي مثلما فقد أبي ولايته

وتابع رمضان "أظنني منذ بدأت كتابة الشعر، اعتقدت أن الشعر هبة يمكن أن يبددها نشاطي الاجتماعي فخفت أن أفقد شعري مثلما فقد أبي ولايته، ونشأت داخلي قناعة بأن حماية بقائه واستمراره مشروطة بضبط المسافة بين الآخرين وبيني أبي لم يضبط المسافة، أزالها فذاب في الآخرين وفقد شرعية ولايته ، لذا ليس غريبا ان علاقتي بشعري ماثلت علاقتي بالناس ، الاثنتان قامتا واستمرتا تحت مظلة ضبط المسافة، المظلة التي دعمها أنني في صباي كنت مفرطا في الخجل ، خجل إنسان مذنب ومتورط في الوجود ، أرتبك إذا حادثني الآخرون ، أرتبك إذا حادثتهم ، أرتبك إذا كشفوا أسراري ، وأيضا إذا كشفت أسرارهم .

ولفت إلى أنه "مع دخولي الجامعة ، حاولت التخلص من ذلك الخجل ، فبدوت وقحا أحيانا ، وبدوت أبله أحيانا إلى أن استقامت بعض علاقاتي مع الآخرين ، خاصة محمد خلاف كان شاعرا وتوقف، محمد خلاف الذي ظننته صورتي الأكثر تطرفا ، صحيح أنني ابن مدينة ، والمدن منازل وطبقات ، لم أكن من أبناء الطبقة العليا للمدن ، التي هي قادرة دائما على حماية فردية أبنائها ، انا ابن مدينة الزحام والضجة ، مدينة الآخرين ، كل الآخرين ، وبسبب ذلك تعلمت أن أهرب إلى المكان الذي يشبهني ، المكان المثالي الذي ظننته مكاني وحدي ، هربت إلى داخلي، هربت مثل برجوازي صغير ، ومع أن تصاريف الحياة كانت تسحبني دائما إلى الخارج ، إلا أنني أدمنت الفرار المتكرر ، وفي أثناء ذلك تعلمت إهمال إجادة الاعتماد على وسائل الاتصال بالخارج التي كنت دائما بطئ اللحاق بها .

وأكد رمضان "أعترف أنني طوال ذلك الوقت كنت ألجأ إلى متعة السفر في دهاليز روحي، متعة السير تحت جلدي حاملا فوقي أو تحت إبطي مظلتي الوحيدة ، ذلك الشعر الذي أحاوله، والذي علمني ألا يكون بابي الذي أفتحه لأنافس الآخرين، علمني أن يكون بابي الذي أقف وراءه وليس أمامه، الباب الذي من أجل أن يحمي وجودي تجاسرت وحفرت على سطحه الداخلي أسماء بشر وأماكن وتواريخ وصور لا تفارقني وتشعرني أنني ازدحم بالوجود كله ومنه من هذا الوجود".

وختم رمضان “ صباح كل جمعة أجلس في مقهى زهرة البستان  وأشارك آخرين الجلوس ، ومع ذلك احرص على فرديتي لا فرادتي وأحرص على فرادة كل الحضور، كان لدي أسوار جسدية مادمت بين الآخرين، لكنها فور دخول بيتي ولقاء زوجتي كانت تذوب ، وهاهي ذي تستعصي على الذوبان منذ وفاة زوجتي ، هاهي ذي تحيطني من جديد ، إلا في لحظات الشعر الذي ندرت زياراته ، وتأكدت مع الوقت من عدم قدرتي على الاستسلام والخوض في فضاء التواصل ، فضاء الآخرين ، فضاء الجماعة والجماعات ، فضاء اغترابي ، الفضاء العام”.

إبراهيم عبد المجيد 

- إبراهيم عبد المجيد: أقضي فيها أوقات فراغي

من جانبه قال الكاتب الروائي إبراهيم عبد المجيد في وصفة لقطيعة الكتاب لوسائط التواصل الاجتماعي "فيسبوك ، وتويتر، وغيرها، بأن وسائل أصبحت مفتوحة على العالم ، وتحتاج إلى قدر ما إلى فهم وهضم مايتم تداوله، وانا بطبيعتي كائن اجتماعي، يهمني متابعة ما يجري والاشتباك معه.

 صحيح أنا من ضمن ما يشغلني هو غلق تلك الوسائل الانشغال بالكتابة الإبداعية أكثر، لكن الآن أقضي فيها وقت أطول مما يجب، وذلك لتقضية وقت الفراغ.

نورا ناجي 

  

- نورا ناجي: أغلقت "فيسبوك" لتنظيم وقتي 

 تقول الروائية الشابة نورا ناجي، أن "فيسبوك" والعديد من وسائط التواصل الاجتماعي هي ضروريات العصر الذي نعيشه ، ولم اكن يوما من مشجعي غلق حسابات التواصل ، ولكن بعد انتهائي من كتابة روايتي الأخيرة ، كان من ضمن أحد أولوياتي هو الابتعاد عن "فيسبوك"، لتنظيم أولوياتي الاجتماعية والعمل.

 وتابعت نورا ناجي بعد مضي بعض الوقت من غلق "فيسبوك" وجدت أن تلك اللهفة التي كانت تنتابني لنشر نص ما بدأ تتلاشى بالتدريج، لأكتشف انها وسيلة  أخذت أهمية أكثر مما ينبغي .

 وختمت نورا ناجي، سأعود يوما إلى صفحة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ولكن  بشكل منظم وذلك دون إهدار الوقت، وأن لا يكون عبء على حياتي اليومية.