رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأنبا إرميا: «الحوار الوطني» لن يقبل أي فصيل رفع السلاح في وجه المصريين

الانبا ارميا خلال
الانبا ارميا خلال الحوار

قال نيافة الحبر الجليل أنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي: في اعتقادي أن "الحوار الوطني" هو فرصة حقيقية لجميع الأطراف، التي تمثل الدولة الوطنية، بما فيها أحزاب المعارضة بمختلف التيارات السياسية والدينية، المؤمنة بفكرة الوطن واستقراره، وفي نفس الوقت فإن هذا الحوار لن يقبل أي فصيل رفع السلاح في وجه المصريين، أو ساهم في إرهابهم بكافة الوسائل، أو تطاول على جيشهم الوطني الرشيد أو قيادته.

وأضاف نيافته - خلال الجلسة التشاورية لمنتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية – قائلا: الحوار الوطني فرصة لكل المصريين. فرصة لأن تجدد مصر حيويتها ودمائها بأفكار جديدة نابعة من كل أرجاء المحروسة، وسط تحديات دولية وإقليمية وداخلية، وستظل مصر قادرة على تجاوزها، بفضل شعبها وجيشها وقاداتها.

تأتي الجلسة التشاورية لمنتدى حوار الثقافات في إطار دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى حوار مجتمعي تشترك فيه كل القوى المجتمعية.

ومن جهته أشاد الدكتور القس أندريه زكي رئيس الهيئة القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية ورئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، بخطوة تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسي الأكاديمية الوطنية للتدريب لإدارة الحوار الوطني.

وأضاف خلال الجلسة التشاورية لمنتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، اليوم الخميس بحضور عدد من قادة فكر المجتمع المصري، الدكتور عبد المنعم سعيد، والسفيرة مشيرة خطاب، والدكتور خالد عكاشة، والأستاذة فريدة الشوباشي، والدكتور عماد جاد، والأستاذ أكرم القصاص، والأستاذ عماد الدين حسين، والأستاذ حمدي رزق، والدكتور طلعت عبد القوي، والمستشار عصام شيحة.

وتأتي الجلسة في إطار دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لحوار مجتمعي تشترك فيه كل القوى المجتمعية.

وقال رئيس الإنجيلية في كلمته: أرحبُ بكم جميعًا في الجلسةِ التشاوريةِ حولَ الأدوارِ الممكنةِ لمنتدى حوارِ الثقافاتِ في إطارِ دعوةِ السيدِ الرئيس لحوارٍ مجتمعيٍّ تشتركُ فيه كلُّ القوى المجتمعيةِ.
 

وتابع: واسمحوا لي بدايةً أنْ أُشيدَ بقراراتِ فخامةِ الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيسِ الجمهورية، بتكليفِ إدارةِ المؤتمرِ الوطنيِّ للشبابِ بالتنسيقِ معَ كافةِ التياراتِ السياسيةِ، الحزبيةِ والشبابيةِ، لإدارةِ حوارٍ سياسيٍّ حولَ أولوياتِ العملِ الوطنيِّ خلالَ المرحلةِ الراهنةْ.   


هذهِ المبادرةُ الكريمةُ تمثِّلُ انعكاسًا واضحًا لما تَنتَهِجُه الدولةُ المصريةُ بإدماجِ كافةِ الفئاتِ المجتمعيةِ في المشاركةِ المجتمعيةِ، والذي شهدناه طيلةَ الأعوامِ السابقةِ، من تمكينِ المرأةِ والشبابِ وذوي الهممِ، والتشاركِ مع منظماتِ المجتمعِ المدنيِّ في المبادراتِ التنمويةِ، مثل مبادرة "حياة كريمة"، ويأتي هذا في إطارِ توجهاتِ ورؤيةِ الجمهوريةِ الجديدةِ، ورؤيةِ مصرَ 2030.   

وأضاف: وتأتي هذهِ القراراتُ متزامنةً مع عامِ 2022، عامِ المجتمعِ المدنيِّ، وما نشهدُهُ من شراكةٍ فعالةٍ بينَ المجتمعِ المدنيِّ والدولةِ في تنفيذِ المبادراتِ التنمويةِ التي غيَّرتْ حياةَ الكثيرينَ، وساهمتْ -ولا تزالُ تساهمُ- في رفعِ المستوى المعيشيِّ لملايينِ المواطنينَ.  
 

واستكمل: ويسعى منتدى حوارِ الثقافاتِ بالهيئةِ القبطيةِ الإنجيليةِ منذ تأسيسهِ لترسيخِ قيمِ الحوارِ، ويهدِفُ في برامجِهِ المختلفَةِ إلى الإسهامِ في خلقِ مُناخٍ إيجابيٍّ في المجتمعِ، وتعزيزِ القيمِ المجتمعيةِ الرفيعةْ، والعملِ على أهمِّ القضايا المجتمعيةِ لبناءِ وعيِ المواطنينَ وتعزيزِ ثقافةِ الحوارِ وبناءِ السلامِ منْ خلالِ تمكينِ الفئاتِ الفاعلةِ، وخاصةً الشبابْ، منَ المؤسساتِ الثقافيةِ والدينيةِ والإعلاميةِ والأكاديميةِ ومؤسساتِ المجتمعِ المدنيِّ، ليكونوا عواملَ تغييرٍ إيجابيٍّ في مؤسَّساتِهِم ومجتمعاتِهِم نحوَ تعزيزِ التماسُكِ المجتمعيِّ ومناهضةِ خطاباتِ الكراهيةِ. 
 

وتابع: والحوارُ كلمةٌ مفتاحيةٌ لمناقشةِ التحدياتِ والإشكالياتِ المختلفةْ، والعملِ -ليسَ فقطْ على إيجادِ حلولٍ- ولكن أيضًا لبحثِ ما يمكنُ أن يفعَلَهُ التعاونُ والتواصلُ بينَ الأطرافِ المختلفةِ، والانطلاقِ منْ أرضيةٍ مشتركةٍ لتحقيقِ مصلحةِ الجميعِ، وتعزيزِ عمليةِ التنميةِ الشاملةِ التي يسعى إليها الجميعُ، في سبيلِ بناءِ مجتمعِ المتانةِ والمرونةِ الذي يستطيعُ أن يصمُدَ أمام مختَلَفِ التحدياتْ، ولخلقِ حالةٍ من التماسكِ الاجتماعيّ تنعكسُ آثارُها الإيجابيةُ على شتَّى مجالاتِ الحياةِ ومواجهةِ التحدياتِ؛ مثلَ الإرهابِ والتطرفِ، والزيادةِ السكانيةِ، والتعليمِ والصحةِ والتغيرِ المناخيِّ. 
 

مُختتمًا: إنَّ أهميةَ الحوارِ الحقيقيةَ تتخطى مجردَ المناقشاتِ السياسيةِ، وتمتدُّ إلى تفعيلِ دورِ كلِّ فردٍ في المجتمعِ في إحداثِ التنميةِ الشاملةْ.  


كلُّ هذهِ العواملِ تجعلُنا متفائِلِين بشأنِ مستقبلِ الحوارِ في مصرَ، على كلِّ المستوياتِ؛ فنحنُ نرى في هذهِ الدعوةِ حوارًا يبدأُ من وجودِ بناءٍ مؤسسيٍّ يضمنُ للحوارِ فاعليتَه وتأثيرَه، وينطلقُ منْ أرضيةٍ مشتركةٍ تعزِّزُها عواملُ الانتماءِ للوطنِ والرغبةِ الحقيقيةِ الصادقةِ في تقدُّمِه، ويستندُ إلى قِيَمِ احترامِ الاختلافِ والتعدديةِ. وهذا ما يمكنُ أنْ يضمنَ مستقبلًا مثمرًا للحوارِ، وبالتالي ينعكسُ على فتحِ آفاقِ الإبداعِ في التعاملِ مع كافةِ القضايا الوطنيةِ.