رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تحول "آزوفستال" من مصنع حديد عالمي إلى رمز للمقاومة الأوكرانية؟

ازوفسال
ازوفسال

لم يسمع سوى قليلون ممن هم خارج صناعة المعادن عن أعمال مصنع آزوفستال للحديد والصلب في مدينة ماريوبول الأوكرانية قبل أن تصبح مسرحًا شهيراً لصد الهجمات الروسية، فيما تحول المصنع إلى رمز للمقاومة.

حتى وقت قريب، كان مصنع "آزوفستال" لاعبًا رئيسيًا على المسرح العالمي، حيث ينتج 4 ملايين طن من الفولاذ سنويًا، ويصدر إنتاجه إلى أنحاء العالم ، وفقًا لمالكه Metinvest Holding، فإنه يعتبر أكبر مصنع للصلب في أوكرانيا.

منتجات المصنع يتم تصديرها إلى كافة أنحاء العالم، الحديد من آزوفسال يوجد في عدد من معالم العالم، من ناطحة سحاب Shard في لندن إلى Hudson Yards في مانهاتن بنيويورك وصولاً إلى جسر San Giorgio في جنوة بإيطاليا.

قبل أسابيع تحول الحديث عنه من مصنع محط اهتمام صناعة الحديد والصلب في العالم، إلى موقعاً عسكرياً يمثل رمز المقاومة التي لاتتزعزع في أوكرانيا في مواجهة عدو يفوقهم عدداً بكثير.

لماذا يريد بوتين "آزوفستال"؟

رداً على سؤال حول سبب رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الاستيلاء على آزوفستال، أشار مسؤول أوكراني لشبكةCNN قائلاً: "لا أعتقد أن هذا هو المصنع الذي يريده بوتين، الأمر يتعلق بالرمزية، ومايمثله هذا المصنع من رمزاً للمقاومة، وكذلك يتعلق بمكانة ماريوبول التي لم يتوقع أحد أنها تقاوم القوات الروسية بهذا الشكل، وقال إن 150 موظفًا على الأقل قتلوا ولا يزال الآلاف في عداد المفقودين".

أضاف المسؤول الأوكراني: "ما نعرفه هو أنه من بين 11000 موظف في آزوفستال، خرج حوالي 4500 شخص فقط من ماريوبول وتواصلوا معنا حتى نعرف مكان وجودهم".

لاتزال الطائرات والصواريخ الروسية تقصف الموقع على الرغم من أن بوتين قال الأسبوع الماضي إنه لا داعي لاقتحام المنطقة الصناعية المحيطة بالمصنع، فيمارفض المدافعون عن آزوفستال مرارًا وتكرارًا التخلي عن أسلحتهم. ويعتقد أن المئات من الجنود والمدنيين ما زالوا في المصنع.

قال مسؤولون أوكرانيون إن المقابر الجماعية بالقرب من مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة دليل على ارتكاب جرائم حرب، وأضافوا :"إنهم لا يسمحون لنا بإخراج المدنيين من المدينة بطريقة مركزية. إنهم يدفعون الناس إما إلى الخروج في سياراتهم الخاصة أو حتى السير على الأقدام عبر حقول الألغام. إنها كارثة إنسانية".

ماريوبول

ما حدث في آزوفستال هو صورة طبق الأصل لما حدث لمدينة "ماريوبول" التي يوجد على أرضها المصنع، فهي المدينة التي تفتخر بتاريخها وتراثها الصناعي فضلاً عن سحرها ميناء جذاب على بحر آزوف.

في السنوات الأخيرة، تم إجراء تحسينات كبيرة في المدينة، وتم تطوير المساحات الخضراء وتحسنت نوعية الحياة لمجتمعات الطبقة العاملة، حيث أكملت بعض المشاريع البيئية الكبرى، قبل أن يتم المدينة بالكامل في أقل من شهرين، فيما لاتزال ماريوبول رمزاً للمقاومة مثل المصنع الذي تضمه.

ماريوبول كانت مسرحاً لقتال مرير في الحرب العالمية الثانية، ولكن بحسب التقارير فإن هذه المرة الدمار أكبر. يقول المسؤولون الأوكرانيون إن فقط أقل من 20٪ من مباني المدينة لم تتضرر، بينما شملت الهجمات معالم المدينة حتى المسرح، الذي حاول من بين 1300 مدني سعوا للحصول على ملاذ فيه، فيما يُعتقد أنهم لقوا حتفهم عندما تعرضت للقصف في هجوم شنته روسيا في 16 مارس الماضي.

الأمر نفسه ينطبق على آزوفستال. تم بناؤه عام 1933 تحت الحكم السوفيتي، وتم هدمه جزئيًا أثناء الاحتلال النازي في الأربعينيات قبل إعادة بنائه مرة أخرى.

ماريوبول

خطة روسية

أثارت الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الدولية لمدينة بوتشا الأوكرانية، والتي كشفت الدمار الذي لحق بها بعد خروج القوات الروسية منها تعاطف العالم، وتسببت في انتقادات شديدة للكرملين، وزادت المشاعر المعادية لروسيا في العالم بشكل حاد، مما دفع السلطات الروسية إلى محاولة تجنب حدوث ذات الموقف في ماريوبول.

لهذا قررت السلطات الروسية أمس الخميس، إحضار صحفيين من روسيا بشكل خاص، للقيام بجولة منظمة، يتم تصميمها بشكل منحاز يحتى يتم إخفاء ما جرى في المدينة الصناعية من عيون العالم.

 سيزور المشاركون في الجولة الصحفية جميع أنحاء المدينة، وستلقى باللوم على الجانب الأوكراني في هذه المأساة.

 تستهدف "الجولة الصحفية" أيضًا سكان الاتحاد الروسي الذي يعارضون الغزو الروسي لأوكرانيا، لمحاولة كسب تأييد الروس للعمليات الروسية في أوكرانيا.